فقهٌ مغبونٌ فيهِ كثيرٌ منْ أئمةِ التراويحِ

08 يوليو 2016 20:30
فقهٌ مغبونٌ فيهِ كثيرٌ منْ أئمةِ التراويحِ

هوية بريس – محمد أمين إدحيمود

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

حاولتُ في هذا المقالِ لفتَ نظرِ أهلِ القرآنِ الّذين رزقَهُم اللهَ فضلَ إمامةِ النّاس في شهرِ رمضانَ إلـى نُقطتيْنِ أحْسِبُهما غايةً في الأهميّةِ. وحاصِلُهما باختصارٍ؛

أولّا: تكرارُ بعضِ الآياتِ الّتي تستدْعي وقفةً مع النفسِ ويـحِسُّ الإمامُ بحاجةِ المأمومينَ إليْها. وأضربُ مثالًا تطبيقيًّا لتقريبِ هذه الفكرةِ، وأنا أسْتمعُ للمُقرئِ المغربيِّ ‘عمر القزابري’ وهو يقْرأُ سورةَ يوسفَ فلمَّا بلغَ قولَ الحقِّ سبحانَه: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ} أعادَها مراتٍ، حتّى وقعت الآيةُ في قلبِي موقعًا حسنًا؛ إنَّها سنّةٌ مباركةٌ يا أهلَ القرآنِ فلَا تستهينُوا بها ولا تحرموا النّاسَ مِنْ فضلهَا.

ثانيًا: العنايةُ بالوقوفِ والحرصُ الشّديدُ على تمامِ اللفظِ والمعنى في الآيةِ. فعلمُ الوقفِ علمٌ نافعٌ جليلٌ، يُعينُ على فهْمِ القرآنِ فهمًا سليمًا نقيًّا، ومنْ ذلكَ مثلًا قولُ الحقِّ سُبحَانَه منْ نفسِ السورةِ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ ۖ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ۖ} تأمّلُوا معي وقوفَ هذه الآيةِ وكيفَ أنّها أقّرتْ بكذبِ امرأةِ العزيزِ وأكّدَتْهُ ‘فكذبت’ وقف، وصدْقِ يوسفَ عليهِ السلامُ وتبْرئتِهِ ‘وهو من الصادقين’ وقف.

سبحانَ ربّيَ الأعلى إنَّها نكتٌ بيانيّةٌ تساعِدُ قارئَ القرآنِ علَى الفهْمِ والتدبّرِ والتلقِّي وقدْ حُرِمْنا منْ هذا الفقهِ واللهُ المستعانُ. رحمةُ اللهِ على (وْرَاشةِ العتيقِ=محفظي القرآن) يحْرِصُون على الحفظِ والتحقيقِ والضبطِ لهذهِ العلومِ الثّقيلةِ الـمُقْعِدَةِ فوقَ الحصيرَةِ زمنًا طويلًا فلِلهِ دَرُّكمْ. وددتُ لوْ قبّلتُ رؤوسَ مدرّسِي القرآنِ الكريمِ الضّابطينَ المحقّقينَ العاملينَ الربانيّينَ.

باختصارٍ شديدٍ ‘الإمامةُ صعبةُ وتحتاجُ إلَى فقهٍ عظيمٍ’. وأمّا بعضُ القراءاتِ الحاليّةِ فلا تكادُ تتجاوزُ مـحَاريبَ الصّلاةِ. لا تجدُ فيهَا تدبّرًا ولا موعظةً ولا خشوعًا نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ. والمصيبةُ أنَّ الناسَ يخرجُونَ مِنَ المسْجدِ وينْسوْن مباشرةً الحزبَ الّذي صلّى بهِ الإمامِ، ولا يعلقُ بأذْهَانِهم إلّا تلكَ الآيةُ الّتي قصدَ الإمامُ أنْ يبلّغَها ويثَبّت معناها في القلوبِ. فالإمامةُ صلاةٌ وموعِظةٌ في الوقتِ نفسهِ.

اللّهمَ اقْذفْ في قلوبنَا نورَ القرآنِ وارزقنَا هدايَاتِه وعلمنَا فقْهه في هذهِ العشْرِ الأواخرِ وبعْدَها.

راجيا من الله الأجر والثواب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M