كتاب “الأقليات الإسلامية في العالم اليوم” للبروفيسور علي بن المنتصر الكتاني -رحمه الله-

08 يناير 2022 13:40

هوية بريس – دة.حسناء الشريف الكتاني

كتاب “الأقليات الإسلامية في العالم اليوم” المطبوع سنة 1988م، لمؤسس علم الأقليات المسلمة وصاحب موسوعة الأقليات البروفيسور “علي بن المنتصر الكتاني” رحمه الله، كتاب في غاية الأهمية وحري بكل مسلم أن يقرأه وخاصة الجاليات المسلمة المهاجرة.
افتتح الشهيد رحمة الله عليه الكتاب بتعريف بعض المصطلحات في الكتاب لتقريب فهم القارئ: مفهوم الأقلية المسلمة، من هو المسلم… وهكذا.
وخلاصة الكتاب هو ضرورة التنظيم والوحدة بين شتى المجتمعات الإسلامية لضمان الصمود والحفاظ على هذا الدين وحتى يكون لها إشعاع على الأوطان التي هاجرت إليها وسند لأمتها من الخارج.
ومن العجيب في مفهوم المصطلحات أن صاحب الكتاب اعتبر “الأكثرية المسلمة” التي تحكمها “أقلية غير إسلامية”، اعتبرها أقلية مسلمة في أوطانها.
بعض المقتطفات من الكتاب:
(ولا يعيش المسلمون في دول يكونون فيها أكثرية إلا بأعداد لا تزيد على ثلثي المجموع، بينما يعيش الثلث الآخر، أي ما يقارب 300 مليون نسمة في دول یكونون فيها أقليات. ولقد عانى هذا الثلث من ضغوط الاستعمار والتغريب وانصهار الشخصية ما لم يعانيه الثلثان الآخران مهما صعب وضعهم واشتدت الوطأة عليهم، وهذا الثلث الأقلية هو في غاية الأهمية بالنسبة للأمة الإسلامية إذا “نظم” وقویت شخصيته الإسلامية أصبح “قوة” مساندة للأمة الإسلامية جمعاء وحامل اشعاعها على العالم أجمع. أما إذا كان مشتتة أصبح عرضة للانصهار في المجتمعات الكافرة التي يعيش بينها وأدى ذلك لا محالة إلى “تلاشي” تلك الأقليات الإسلامية وضياعها مما يكون كارثة على الأمة الإسلامية جمعاء وخسارة لا تعوض. ومن هنا أتت الضرورة بالاهتمام بالأقليات الإسلامية إذ هذا الإهتمام هو ضروري كضرورة الاهتمام بمستقبل الأمة الإسلامية جمعاء ومستقبل الدول الإسلامية .
أما الأقلية فهي مجموعة بشرية تعيش بين مجموعة بشرية أكثر عددا وتختلف عنها في خاصية من الخاصيات تصبح نتيجتها تعامل معاملة مختلفة معاملة الأكثرية . فيمكن أن تكون هذه الخاصية عرقية كاختلاف في اللون مثلا الذي يفرق الأقلية السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، أو تكون ثقافية کاختلاف في اللغة مثل الأقلية الباسكية في إسبانيا، أو دينية كالأقلية الكاثوليكية في أرلندا الشمالية مثلا. وفي كل الحالات لا تصبح الأقلية أقلية إلا إذا كان هذا الفارق العرقي أو اللغوي أو الديني مهما، إما بالنسبة لأفراد الأقلية يجعلهم يحاولون الحفاظ عليه، أو بالنسبة للأكثرية التي تحاول فرض إدماجها في المجموعة الأكثرية.
وبهذا يمكننا أن نقول إن الأقلية الإسلامية هي كل مجموعة بشرية تعيش بين مجموعة أكبر منها وتختلف عنها بكونها تنتمي إلى الإسلام وتحاول بكل جهدها الحفاظ عليه.
هذا أنه إذا كان يعيش عدد من المسلمين في دولة غير إسلامية دون أن يكونوا مجموعة منظمة تحاول الدفاع على خاصيتها الإسلامية، فهؤلاء لا يكونون أقلية إسلامية مهما كبر عددهم، بل “هم فقط مسلمون فرادى” في مجموعة غير إسلامية، وفي غالب الأحيان ينتهي الإسلام مع موتهم حيث لا يمكنهم الحفاظ على الإسلام في أجيالهم الصاعدة لعدم تمكنهم من تكوين المجتمع الإسلامي والمؤسسات الإسلامية التي تجعل ذلك ممكنا.
وهنا يجب التنويه على أنه في بعض الأحيان يمكن أن تعد بعض المجموعات الإسلامية أقلية رغم كونها أكثرية عددية في بلدها. وذلك بسبب تسلط الأقلية غير الإسلامية على الدولة بأسرها. وأمثلة ذلك في عصرنا الحاضر كثيرة، مثل البانيا وأثيوبيا وتنزانيا وغيرها. كما يمكن أن تعد بعض المجموعات الإسلامية أكثرية رغم كونها أقلية عددية في حالة هيمنتها على مؤسسات الدولة. وهكذا كان حال الدولة المغولية في الهند)… انتهى.
🕹 الكتاب ممتع جدا وبلغة سلسة ومعنى واضح ويعتبر من أساسيات “فقه الهجرة والدعوة”، أنصح بقوة جالياتنا المسلمة باقتنائه.
🎈 نحن الآن بصدد الإعداد لصفحة “علي بن المنتصر الكتاني” رحمه الله الإلكترونية وستنزل فيها بإذن الله روابط جميع الكتب والمقالات.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M