كيف يحافظ المسلمون في الغرب على تقاليد رمضان رغم انتشار فيروس كورونا؟

21 أبريل 2020 23:44
فرنسا:مسلمون يؤدون الصلاة في الشارع بعد إغلاق مسجدهم

هوية بريس – وكالات

الإفطار الجماعي وصلاة التراويح من أبرز معالم شهر رمضان، وبالنسبة للمجتمعات المسلمة في الغرب فرصة تأتي مرة كل عام، لكن وباء كورونا غيّر كل شيء، فكيف يمكن أن يحافظ المسلمون على تقاليد رمضان مع مراعاة التباعد الاجتماعي؟

صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: “المجتمعات الإسلامية والأئمة يحافظون على تقاليد رمضان مع مراعاة التباعد الاجتماعي”، تناول شكل الطقوس الرمضانية في ظل وباء كورونا الذي تمثل التجمعات فيه خطراً مميتاً.

المسلمون في أمريكا

مع بدء شهر رمضان نهاية الأسبوع الجاري، تخطط سارة فريد شودري لما سمَّته “الإفطار الإلكتروني”، إذ تريد خبيرة التغذية وزوجها أن يحاكيا تجربة الإفطار الجماعي خلال رمضان، قدر استطاعتهما في ظل ظروف جائحة فيروس كورونا.

وتخطط سارة، الأم لطفلين في مدينة وندسور بولاية كونيتيكت والتي تبلغ من العمر 30 عاماً، لطبخ الطعام وتوصيله إلى العائلات والأصدقاء -من مسافة آمنة- حتى يتسنى لهم جميعاً المشاركة في تناول نفس الوجبة عبر تطبيق زووم، وقالت: “أنا أؤيد أكثر التباعد الجسدي بدلاً من التباعد الاجتماعي خاصةً في شهر رمضان، الذي نقضي فيه وقتاً أطول مع العائلة والأصدقاء”.

ومثل المسيحيين واليهود، الذين احتفلوا بعيدي القيامة والفصح وهم محافظون على مسافةٍ آمنة، يخطط المسلمون أيضاً إلى تنظيم إفطار افتراضي بينما لا تزال معظم الدول خاضعة للحظر بدرجات متفاوتة وتمنع سياسة التباعد الاجتماعي أي تجمعات كبيرة.

ويتوقع أن تحظى فعالية الإفطار الافتراضي بشعبية أكبر في الغرب، حيث يعيش المسلمون، في الأغلب، منفصلين عن آبائهم وأمهاتهم.

مخاوف من سلبيات الإفطار الافتراضي

ولا يؤيد الجميع هذه الفكرة، حيث يقول البعض إن قلة عزومات الإفطار، التي تتسم أحياناً بالشراهة، توفر فرصةً للتركيز على الجوانب الروحانية لشهر رمضان بما في ذلك صلاة التراويح وقراءة القرآن.

ويخشى البعض من أن يثير الإفطار الافتراضي الحسد: فقد تتمنى أن تأكل الطعام الموجود على الطرف الآخر من الشاشة، وتخطط سارة فريد إلى طبخ الطعام وتوصيله إلى الأشخاص، الذين سينضمون لها لاحقاً لمشاركتها في إفطار جماعي عبر تطبيق زووم.

تأمل سارة، التي نشرت للتو كتابها الإلكتروني عن الطبخ تزامناً مع شهر رمضان، الذي سيبدأ في 24 أبريل/نيسان الجاري ويحتوي كتابها على وصفات صحية من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، أن تتجنب إثارة حسد الآخرين عبر طبخها لضيوفها الافتراضيين. وقالت: “أعتقد أننا ما زلنا مندهشين بأن هذا ما ستؤول إليه الأمور”.

وفي مدينة نيويورك، يعتزم الإمام صهيب ويب تنظيم فعاليات افتراضية كل ليلة في رمضان ويطلق عليها اسم “أحضر إفطارك معك”، وقال ويب: “اعتاد الجميع استخدام جملة “أحضر زجاجتك معك. اعتقدنا أن الجملة مألوفة وجذابة، وغيَّرنا كلمة بها لتصبح حلالاً”.

في العديد من المدن حول العالم، يمكن أن يملأ الغناء في الشرفات، والتمارين الرياضية، وغيرها من الفعاليات المرتجلة صمت الشوارع الخاوية، ويساعد تطوير حلول مبتكرة لوصل الأفراد ببعضها الناس على التكيّف مع ظروف الحظر الصحي بسبب فيروس كورونا.

ويقول إمام ويب، مدرس مساعد في جامعة نيويورك والذي يدير أيضاً موقعه المتخصص في التعليم الديني، إن العديد من الأشخاص يعانون بالفعل من الوحدة، ويمكن أن يسهم رمضان والحظر في تعميق شعورهم بالعزلة، وأضاف أن هناك حاجة إلى إيجاد بدائل للتجمع حول مائدة واحدة للحفاظ على الصحة العقلية والعاطفية للناس.

ستبدأ كل فعالية إفطار قبل الغروب بساعة بدرسٍ ديني، ومناقشة، وصلاة، وقال ويب: “تحاول قدر استطاعتك أن تملأ هذا الفراغ الاجتماعي لأن التفاعل الاجتماعي يمثل جزءاً حيوياً في رمضان. لا تحتاج بالضرورة أن تطعم الناس بالأكل. يمكن أحياناً أن تطعمهم بحضورك وبالصلاة معهم”.

بريطانيا وإفطار مفتوح “أون لاين”

وفق “عربي بوست” في بريطانيا، ينظم مشروع خيمة رمضان مأدبة إفطار مفتوحة في مختلف أنحاء البلاد منذ عام 2013، وكان القائمون على المشروع يخططون لتنظيم 50 مأدبة إفطار خلال شهر رمضان في أماكن بارزة مثل استاد ويمبلي، والمكتبة البريطانية، وميدان ترافلجار في لندن، لكن هذه الفعاليات انتقلت إلى الإنترنت.

قالت رحمة أحمد، إحدى منظمي مشروع خيمة رمضان: “بينما اضطررنا إلى إلغاء فعاليات إفطارنا المفتوح، لا نريد أن تموت روح الجماعة في رمضان”.

وتعتزم المجموعة تنظيم أكبر إفطار افتراضي تحت هاشتاغ #MyOpenIftar. وبينما لن يتمكنوا من تقديم طعام أو شراب، فهم يقدمون شنطاً رمضانية بها وصفات، وزينة مثل البالونات والأعلام، وألعاب دينية، ونصائح روحانية ونفسية عن كوفيد-19 ورمضان.

كل ليلة في رمضان، سيتسنى للصائمين أن ينضموا إلى الإفطار الافتراضي الذي تنظمه المجموعة على تطبيق زووم وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي.

يتسم شهر رمضان أيضاً بالخير والعطاء، ومثلت فعاليات الإفطار العامة منفذاً لإعطاء وجبات لهؤلاء الذين لا يتحملون تكلفة شرائها، ويحاول مشروع خيمة رمضان إيجاد حل لتوصيل الوجبات إلى المشردين، الذين اعتادوا حضور هذه الفعاليات مع الحفاظ على إرشادات التباعد الاجتماعي.

وسجل إفطار جماعي مجاني في القاهرة في 2019 رقماً قياسياً كأكبر مأدبة إفطار في العالم، وتعد موائد الإفطار الخيرية في مصر تقليداً منذ مئات السنين، في العام الماضي، وسجلت البلاد رقما قياسياً في موسوعة غينيس كأطول مأدبة إفطار في العالم، إذ وصل طولها إلى 3189 متراً.

ولن يُسمح بتنظيم مثل هذه التجمعات الكبيرة خلال العام الجاري، لكن الحكومة تشجع الجمعيات الخيرية والأفراد، الذين اعتادوا تنظيم هذه الموائد الخيرية، أن يجدوا طرقاً أخرى لإطعام المحتاجين.

كان حوالي 3 ملايين شخص يتناولون إفطارهم يومياً في الموائد الخيرية خلال شهر رمضان في 2018، وفقاً لجامعة الأزهر، التي تحتل الصدارة عالمياً في تدريس التعاليم السنية.

وينظم محمد بلبع، متعهّد طعام في القاهرة، سنوياً مأدبة إفطار خيرية لأكثر من 24 مزارعاً، لكن في هذا العام، يعتزم بلبع منح المزارعين قسائم طعام لإنفاقها في متاجر التجزئة، ويساعد في توصيل وجبات إليهم عبر جمعية خيرية، ويقول: “تشكل مساعدة المحرومين جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا. ينتظر الناس رمضان والعيد، ويتوقعون أن يحصلوا على صدقة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M