مأزق الاتحاد الأوربي مع المغرب الحر..

04 مارس 2016 18:27
مأزق الاتحاد الأوربي مع المغرب الحر..

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الجمعة 04 مارس 2016

النزوع الاستعماري للاتحاد الأوربي

يظهر أن النزوع الهيمني الاستعماري للاتحاد الأوربي يأبى التراجع لدى ساسة هذا التجمع الذي لا يريد الانفكاك عن الهلع الذي كانت الإمبراطورية المغربية تسببه لحكام تلك الشعوب على مدى قرون؛ وعندما تمكنت فرنسا من استعمار الجزائر وبعدها تونس وافقت لها الدول الأوربية الاستعمارية على إطلاق يدها في المغرب بمختلف الطرق؛ ولما لم تقو فرنسا على غزوه عسكريا غيرت الوجهة لاستعماره ماليا واقتصاديا وتقنيا بدعوى تمدينه وإخراجه من بدائيته المزعومة، عن طريق فرض الحماية عليه.

الجحود الأوربي لتضحيات المغاربة من أجل تحرير أوربا

لم يكن أمام فرنسا من سبيل للوصول إلى أهدافها الاستعمارية بعدما فشل تدخلها العسكري المباشر سوى إغراقه بديون وهمية وتعويضات عن هزائمها العسكرية، قبل أن تلوذ بسواعد أبنائه لتحرير البلدان الأوربية التي وقعت بين مخالب الآلة العسكرية الألمانية مرتين في الحربين الكونيتين ثم بعد ذلك في الهند الصينية.

المغرب يرفض أن يبقى دركي أوربا وهي تحاول تخريبه

واليوم من جديد يعمد الاتحاد الأوربي لنفس الأسلوب القذر الذي يريد أكل اللحم وطحن العظم ناسيا أن الإمبراطورية المغربية الشريفة لم تمت وأن المغاربة الذين حرروا أوربا وتنكرت لهم لن يضيرهم أن تمتنع عن المشاركة في تمويل مؤتمر (كوب 22 للمناخ بمراكش)، الذي هو في صالح أوربا التي لم تقض على الخيرات الإفريقية وإنما قضت على النقاء في الطبيعة بسبب صناعاتها الملوثة واستهلاكها المفرط لخيرات الكون، وأن المغرب لا يمكن أن يبقى دركيا للاتحاد الأوربي في مواجهة الشعوب المضطهدة من قبل استكباره.

أوربا الخاسر من معاداة المغرب

إن البواكر والحوامض التي نصح بها الاتحاد الأوربي الحكومات المغربية السابقة من أجل تزويد أسواقه بها، والتي أصبح يضغط على المغرب بوقف استيرادها لن يضيره في شيء أن يتخلى عنها ويعود لإنتاج ما هو بحاجة له من مواد استهلاكية كالحبوب والقطاني والسكريات باعتبار أن أرضه قابلة لزراعة كل شيء، وهو ما يعفيه من تهديدات السوق الأوربية، وحاجته إلى العملة الصعبة لاستيراد تلك المواد الاستهلاكية الأساسية منها.

كما أنها فرصة لتحرير شواطئه من سفن الصيد الأوربية المدمرة لخيراته البحرية، وإبقائها احتياطيا استراتيجيا له، وللدول الإفريقية والصديقة المتعاونة معه، وفرصة لإفهام الأوربيين أنه لا يمكن أن يسخر المغرب لحماية حدودهم وفي المقابل يقومون هم بانتهاك حدوده والعبث باستقراره والتنقيص من سيادته الوطنية والترابية والتحريض عليه بدعاوى مزيفة تقوم الدول الأوربية باختلاقها آناء اليل وأطراف النهار في أنحاء العالم من أجل استمرار هيمنتها وتشغيل معاملها ودفن نفاياتها السامة وجعلها محط تجارب ومختبرات حية لمنتجاتها.

نداء للتنديد بموقف الاتحاد الأوربي

لذلك ندعوا كافة المغاربة وفي مقدمتهم البرلمان والأحزاب والمنظمات النقابية والمهنية والمجتمع المدني للتنديد بهذا الابتزاز الصارخ الذي يقوم به الاتحاد الأوربي من أجل تحويل المغاربة لعبيد وخدم وحطب تدفئة وسياج حماية، والتأكيد على أن المغرب دولة مستقلة ذات سيادة ولا يقبل بغير التعاون على قدم المساواة، وأنه لن يرضخ للتهديد والوعيد الاستعماري من جديد، ونشر هذا الشعار الذي أقترحه، مع ابتكار غيره يعبر عن نفس المعنى.

شعار مقترح التنديد: المغرب بلد حر، يرفض الابتزاز، ولا يرضى بغير التعاون المتكافئ.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M