موقع البيجيدي: جريدة “آخر ساعة” تحشر أنفها فيما لا يعنيها

هوية بريس – متابعة

جريدة “آخر ساعة”، احدى بقايا ما كان يسمى سابقا ب “الهولدينك الإعلامي” لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي تساقطت جل أذرعه كما تتساقط أوراق الشجر في خريف عاصف، مباشرة بعد اعلان فوز العدالة والتنمية بانتخابات السابع من أكتوبر 2016.
هذه الجريدة، وإن كانت نشأتها مشبوهة إلا أنه يحسب لها أنها ظلت وفية للخط السياسي لحزبها! ومن آخر الأمثلة على ذلك المادة التي نشرت في عددها ليوم الثلاثاء 28 فبراير الجاري، التي عنونتها بـ”نزار البركة يتطلع بقوة لخلافة شباط وإعادة الاستقلال إلى السكة”، مادة يظهر أنها من جنس الخبر في بداية الأمر، غير أنها سرعان ما تتحول من مادة خبرية المفروض فيها الحياد، إلى مادة تكشف بوضوح عن طبيعة التموقع الذي تتموقعه من شأن داخلي لحزب الاستقلال.
المادة تعطي دروسا لحزب الاستقلال لكي ينجح مؤتمره القادم، بل تقدم له الزعيم السياسي المناسب لتلك اللحظة، بحيث قامت الجريدة بعرض رسالة سبق أن وجهها بها نزار بركة إلى الاستقلاليين، يدعو فيها إلى “نقذ ذاتي بهدف تصحيح الأوضاع السائدة في الحزب”، وبعد ذلك مباشرة، تنتقل نفس المادة لكيل جملة من الانتقادات لـ”حميد شباط”.
مؤتمر حزب الاستقلال شأن داخلي يخص هذا الأخير وحده، لكن إذا كان الأمر كذلك أفلا تخجل جريدة “الجرار” من نفسها وقد اختير أمينه العام “بالتصفيق”، في مهزلة كاريكاتورية قل نظيرها؟!، كيف تقوم هذه الجريدة برسم الخرائط السياسية الداخلية للأحزاب بلا حياء؟!، كيف يتمادى الخط التحريري لهذه الجريدة ويحشر أنفه في قضية ترتبط باختيارات حزبية داخلية؟!
الجواب عن هذه الأسئلة، بسيط جدا، ولا يحتاج إلى عناء تفكير، فالحزب المعلوم لم يبرأ بعدُ من داء قديم هو داء التدخل في الشأن الداخلي لأحزاب سياسية وصناعة رؤسائها على المقاس مما هوى ببعض هذه الأحزاب إلى الدرك الأسفل.