موقف بعض المنتسبين للعدل والإحسان من بنكيران الظاهرة السياسية

03 سبتمبر 2015 12:41
موقف بعض المنتسبين للعدل والإحسان من بنكيران الظاهرة السياسية

موقف بعض المنتسبين للعدل والإحسان من بنكيران الظاهرة السياسية

د. فؤاد بوعلي

هوية بريس – الخميس 03 شتنبر 2015

في التدوينة السابقة تحدثت عن ظاهرة الأستاذ بنكيران… ولأنني أعرف أن جل المعلقين كانوا من ابناء العدل والإحسان والذين تجمعني معهم علاقة طيبة كما هي علاقتي مع جل التيارات السياسية والفكرية، لذا أقول:

أعرف أن بعض المنتسبين للجماعة يصعب عليهم القبول بالنصر الذي حققه مشروع قاده الأستاذ بنكيران من خلال قدرته على توطين الفعل الإسلامي… أعرف أن منهجهم الرافض للواقع السياسي والذي تحول من هجوم على المخزن إلى هجوم مستميت على العدالة والتنمية وعلى قيادته قد جعلهم أدوات بوعي أو بدون وعي في يد من يستميتون في نقدهم، (وأنا هنا لا أتحدث عن الأعضاء العاديين وإنما القيادات فيكفي متابعة مداخلاتهم ومنشوراتهم على الفايس على غرار حديث الفوتوشوب).. لكن الأكيد أن شعبية بنكيران، التي جعلته يقرب الخطاب الإسلامي، الذي ظل مقوقعا في البيوت والمجالس الليلية والتنظيرات والآن وراء الحواسيب تظل مفزعة لخصومه خاصة مع التجمعات الماراطونية الأخيرة، وملهمة للعديد من الحركات الإسلامية عالميا… ويكفي الاستدلال بحوار الاستاذ عبد الفتاح مورو مع الجزيرة اليوم… التجربة المغربية متميزة والوعي التاريخي يفترض الاقتناع بأنها ملهمة ومقبلة على تغييرات كبيرة…

أنا لا أحب التوقف عند الملاسنات السياسية والانتخابية التي أعتبرها عادية في حركية سياسية متميزة ومتطورة ومتفاعلة… ففي الديمقراطيات ما هو أفظع… لكن الذي أحب إثارة الانتباه إليه أن الوعي بالواقع المغربي يفرض تطوير آليات الفهم والتنزيل بدل التوقف عند موقف المتفرج الذي ينتصر للحسنة النقية ويجتر مواقف متهالكة… فالقدرة على اختراق مواطن القوة المجتمعية غير متوفرة للجميع…

صحيح أننا ننتقد التجربة وانتقدناها في عدة مواطن بل وجدناها في محطات مخلة بالملتزم به خاصة هوياتيا، وانتقدنا بعض خرجات السيد بنكيران وموقفه من بعض الزعامات السياسية، لكنها التجربة الوحيدة الناجحة والقابلة للتأييد في ظل تقاعس الجميع عن أداء وظائفه المجتمعية والحركية… ويكفي الاستدلال بمعارك الهوية واللغة التي اشتعلت وغاب فيها الجميع، حتى أولئك الذين يحسبون على التيار الوطني والإسلامي…

لذا فالمعركة الآن ليست بين مؤمن وكافر كما تحاول بعض الآراء وصفها، أو بين مغربي وأجنبي، لكن بين قيم العدالة والانتماء وقيم الاستبداد والتشرذم… وهي معركة طويلة، ومحطة الانتخابات ليست النهاية بل هي حلقة من حلقاتها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M