بنو ثرثرة الحداثيون… يلوكون العلكة الاستشراقية!

ذ. طارق الحمودي

هوية بريس – الجمعة 04 شتنبر 2015

ينبغي أن يعي إخواننا وأخواتنا أن بني ثرثرة الحداثيين ومعهم العلمانيون لا يصدرون في شبههم عن دراسات حقيقية وأبحاث محكمة، بل يلوكون العلك الاستشراقية ويحاولون النفخ فيها ليصنعوا منها كتبا وأبحاثا، وربما سقطت من أفواههم فلصقت بأحذيتهم سأعطي مثالا لهذا.. مثالا مشهورا ومعروفا..

يكثر بعض الحداثيين من الحديث عن دولة بني أمية، ويجعلون لها أحكاما في قوالب مصمتة مغلقة.. مضمونها الطعن في الدولة كلها.. ونسبة كل أنواع الشرور إليها.. بدء بالزندقة.. ومرورا بالإرجاء.. وانتهاء بالانحلال الخلقي…

وأما الإرجاء فقد اشتهر عندهم الطعن به على بني أمية عامة بدء بأبي سفيان ومعاوية رضي الله عنهما وسائر البيت الأموي دون أن يستثنوا… وكل هذا.. علكة استشراقية…

فقد صنع العلكة قبلهم أمثال غولدزيهر المستشرق اليهودي فقال في كتابه “العقيدة والشريعة” بمكر ظاهر ص197: “كان مسلك الأمويين دائما عنوانا للمخازي والفضائح في نظر الأتقياء”.

وتابعه بروكلمان على شيء من ذلك بخصوص الإرجاء ثم تبعه على هذا طائفة بني ثرثرة عشاق العلكة الاستشراقي وهي تهمة رافضية أيضا، أساسها سياسي أيديولوجي خارج عن مقتضى الإنصاف.

قال الدكتور سفر الحوالي محققا هذا الأمر في كتابه الرائع والمتخصص “ظاهرة الإرجاء” ص188: “..وتبعهم مقلدون عرب في نسبة الإرجاء إلى بني أمية، وأصل هذا هو كتب الرافضة وبعض المعتزلة، وهو مخالف لما تواتر في أخبار المرجئة وأعلام رجالها من أنهم عراقيون وسيأتي تفصيل ذلك حتى لقد صرح بذلك الإمام الأوزاعي رحمه الله قائلا: “وقد كان أهل الشام في غفلة عن هذه البدعة حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة”.

على أنه لا يفوتنا أن نشير إلى أن بعض أتباع الأمويين كان لديهم إرجاء خاص بالملوك والخلفاء، وهو أن الله إذا ولى أحداً خلافة المسلمين كفر سيئاته بحسناته، والظاهر أن هذا رد فعل لغلو الشيعة ضدهم”. اهـ.

هذا كلام المتخصصين أهل صنعة البحث العلمي… لا هؤلاء الثراثرة الحداثيين وأهل البدع وقطاع الطرق لواكي العلك الاستشراقية.. والذين لا يأنفون في آخر الأمر من بلعها؛ فتستقر في بطون فكرهم إلى ما شاء الله.