من كان عاقلا فلا يلتفت إلى الشيعة (ج3)

10 أكتوبر 2013 23:05

الياس الهاني

هوية بريس – الخميس 10 أكتوبر 2013م

صحيح البخاري:

أما صحيح البخاري الذي قلت عنه «وأما أنتم فهل تعلمون ما في کتاب البخاري من غث وسمین؟».

أقول: نص جمع من الحفاظ على أن أحاديث الصحيحين متلقاة بالقبول عند العلماء وأنها في حمى من النقد والتضعيف والإعلال وحكوه إجماعا مقطوعا به، وخالفهم آخرون في ذلك فتكلموا في عدة أحاديث؛ وقد أجيب عن ذلك بمنهج علمي حديثي، ويكفيك دراسة للشيخ مصطفى باحو -وهو مغربي سلاوي- عن ذلك وهي: «الأحاديث المنتقدة في الصحيحين» فقد فصل وبين وأجاد معتمدا على منهج أهل الحديث، بعيدا عن الملابسة والتدليس.

أما ما اعتبرته غث وسمين، وذكرت نماذج من ذلك!! فقد جانبك الصواب إذ كيف تعتبر ذلك غثا وسمينا وهي الأحاديث المعتمدة عندكم!! والتي أسس بنيانكم عليها!! ولكن بتأويل خرافي ومضحك، أما أهل السنة فمؤمنين بها على الوجه الصحيح معتمدين في ذلك منهج رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم.

عصمة الأئمة في القران الكريم:

تعتبر العصمة عند الشيعة من ضروريات العقيدة الأمامية ؛فهو الشرط الذي لا تصح الإمامة إلا به إذ لا إمامة بلا عصمة، واستدلوا على ذلك من القران الكريم بما سمي أية التطهير، يقول محمد الصغير: «إليكم بعض ذلك في 14 مسألة، تبرکا بعدد المعصومین علیهم السلام أو قل الذین طهرهم الله تطهیرا (بنص القرآن الکریم: آیة 33 سورة الأحزاب)».

أقول: إن هذا النص غير متحققة فيه دلالة عصمة الأئمة لعلل كثيرة منها:

– فقدان النص للدلالة اللغوية على العصمة.

– لا دليل على تخصيص لفظ أهل البيت.

– أهل البيت في القران هم الأزواج لا غير.

– عموم لفظ أهل البيت أوسع من أربعة عشر شخصا.

– القول بالعصمة من خلال الآية استنباط وليس نصا والأصول و_العصمة أصل عندكم_ مبناها على النص الصرفي لا على الاستنباط.

– النص غير صريح في دلالته على العصمة وأن هذا المعنى المستنبط غير واضح وإنما هو شبهة وظن لا أكثر.

الخلفاء من بعدي اثنا عشر:

يقول الشيعي: «الخلفاء من بعدي اثنا عشر..” فمن هم؟».

قلت: معنى الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيمون الحق ويعدلون فيهم، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد منهم خمسة على نسق وهم الخلفاء الخمسة، ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة، ومنهم المهدي المبشر به في الأحاديث الصحيحة وهو ليس بالمنتظر كما يتوهم الشيعة.

فأوصاف الحديث لا تنطبق على من يدعي الشيعة إمامتهم فلم يتول احد من الأئمة الإمامة إلا علي رضي الله عنه وشطر من إمامة الحسن رضي الله عنه ثم ما لبث أن تنازل عنها وقدمها لمعاوية، فكيف قدم له الحسن أمر الخلافة؟؟!! وكيف بايع علي الخلفاء الثلاثة؟؟!! فالذين تولوا اثنان وبقي على الشيعة أن يعلموا أن عشرة لم يتولوا شيئا.

دعوى غضب فاطمة على أبي بكر:

يقول محمد الصغير الحسني: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني…” فکیف تترضون على من أغضب رسول الله؟».

أقول: لا إشكال في هذا الحديث، ولكن الشيعة يقولون أن أبي بكر الصديق قد اغضب فاطمة عندما جاءت إليه تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وبالتالي فان فاطمة غضبت على أبي بكر فغضب الله على أبي بكر فاستحق غضب الله ولعنته!!!

وهذا زور وبهتان ينسب إلى أبي بكر، فما دمت تستدل على صحة ما أنت عليه من عقائد!! من خلال كتبنا فلم تأخذ جزءا وتترك الآخر، فلابد أن تجمع أحاديث الباب في مسالة ما، ويأخذ الصحيح منها.

وللحقيقة نقول: نعم وجدت فاطمة على أبي بكر في مسالة الإرث عندما طالبت من أبي بكر أن يعطيها حقها من ارث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابها بما ورد عنه صلى الله عليه وآله، في إرث الأنبياء.

وهذا الوجد لم يدم كما يتبين من حال صاحبنا الشيعي، فقد صح سندا انه استرضاها فرضيت عنه في مرض موتها ففي “سير أعلام النبلاء” (2\121 ): «جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فأذنت له فاعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه»، وفي لفظ أخر: «لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحب أن أذن له، قال: نعم. قال: فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت، قال: ثم ترضاها حتى رضيت» رواه البيهقي في سننه 6\301 وقال: مرسل بإسناد صحيح.

وفي لفظ آخر: «جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي: هذا أبو بكر على الباب فان شئت أن تأذني له قالت: وذلك أحب إليك. قال: نعم. فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه» الطبقات الكبرى 8\27.

هذا وقد روى الصدوق_ وهو شيعي_ أن فاطمة غضبت على علي عندما خطب ابنة أبي جهل (علل الشرائع 185 186) و قد وثق الخوئي جميع رواته.

وذكر المجلسي: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزل فاطمة وجاء علي فاخذ بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا، ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فان الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها» بحار الأنوار 43\42.

فها قد غضبت فاطمة على علي، فهل علي بن أبي طالب…؟ أم أن الغضب زال بمجرد ذهاب غضب فاطمة رضي الله عنها.

وفي هذه المسالة -مسالة مطالبة فاطمة لإرث النبي- كان الحق مع أبي بكر للنص الصريح في ذلك ولموافقة الصحابة له في رأيه فكان إجماعا معتضدا بالنص.

وقد صرح زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بتصويب أبي بكر فقال: «أما لو كنت مكان أبي بكر لحكمت بما حكم به أبو بكر في فدك» السنن الكبرى 6\302، والبداية والنهاية 5\253.

 فإن عليا لما ولي الخلافة لم يغيرها عما عمل فيها في عهد أبي بكر وعمر وعثمان ولم يتعرض لتملكها ولا لقسمة شيء منها، بل كان يصرفها في الوجوه التي كان من قبله يصرفها فيها، ثم كانت بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن الحسين، ثم بيد الحسين بن الحسن، ثم بيد زيد بن الحسين، ثم بيد عبد الله بن الحسين، وهؤلاء هم كبراء أهل البيت وهم معتمد الشيعة -كما يزعمون- لم يرو عن واحد منهم أنه تملكها ولا ورثها ولا ورثت عنه، فلو كان ما يقوله الشيعة حقا لأخذها علي أو احد من أهل بيته لما ظفروا بها.

وللفائدة فان الشيعة يصححون الحديث الذي احتج به أبو بكر على فاطمة والذي يجعلونه نقمة على أبي بكر، فقد رواه الكليني في الكافي 1\32 وصحح المجلسي إسناده في مرآة العقول 1\111 قديما، وصححه الخميني حديثا في الحكومة الإسلامية ص:145، وقال بتواتر الحديث أحمد بن محمد بن مهدي النراقي في مستند الشيعة في أحكام الشريعة 17\20، وصححه محمد صادق الروحاني في فقه الصادق 16\176، ومنهاج الفقاهة 4\294.

قبر فاطمة:

يقول الشيعي «أما ترضین أن تكوني سیدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنین” فأین قبر سیدة النساء وابنة الرسول الخاتم في المدینة المنورة؟».

أقول: لطالما كانت لي مناقشات وحوارات مع الشيعة ولم أر يوما أن أحدهم جعل مكان قبر فاطمة مسالة جوهرية تطرح وتتناول بالتحليل والمناقشة، فهذا المسكين يريد أن يعرف مكان القبر والسر في ذلك معروف؛ وهو ممارسة طقوسهم الشركية البدعية من الطواف، والتبرك، وسؤالهم من دون الله، والاستغاثة بهم، والاستعانة،.. وغير ذلك.

صحيح أن قبر فاطمة الموجود في المدينة غير معروف مكانه بالتحديد، وفي هذا حكمة جميلة فقد أعماهم الله عن معرفة مكانها حتى لا يفعل ما يفعل في العراق وإيران وغيرها مما ذكرناه سابقا، خصوصا وأنهم جعلوها إلها!!!! كما قال الخميني في كتابه المرأة في الإسلام” وصفها بأنها اله بصورة امرأة.

دعوى مطالبة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لإرثه:

يقول الشيعي المستبصر -كما يزعم-:« “…أن أزواج النبي صلی الله علیه وآله وسلم أردن أن یبعثن عثمان إلى أبي بكر یسألنه میراثهن..” فكیف لم یصلهن حدیث أبي بکر؟ “نحن معاشر الأنبیاء لانورث…».

السبب في عدم معرفة أمهات المؤمنين للحديث هو أنه لم يدع أحدا أنهن يجمعن ويحفظن جميع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد فاتهن الكثير من الأحاديث التي توجد عند صحابة آخرين، وهكذا نجد أن الصحابي الواحد لم يكن لديه كل الأحاديث التي حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعند هذا ما ليس عند الآخر، وعند الآخر ما ليس عند هذا، وهكذا وأما الحديث فهو ليس بحديث ابي بكر، وإنما حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت من طريق الشيعة أيضا وصححه علمائهم كما قدمنا آنفا وبينا ذلك.

وهنا أجدني حرجا لأقول باني ما رأيت اغفل عقلا من الشيعة في حديثهم واستدلالهم ومناظراتهم، ومن شاهد مناظراتهم مع مشايخ أهل السنة على قناة المستقلة سابقا، وقناة صفا ووصال حديثا يتضح لله ذلك.

منقبة للصحابة حسبوها منقمة:

يقول الشيعي: «”…قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد…” فلم یبتلع أحدکم لسانه إذا وصل إلى ذکر الآل (ع)؟».

وهذا من عجائب استدلاله على إبراز مساوئ الصحابة خاصة وأهل السنة عامة -كما يظن المسكين- و قوة إثبات صحة معتقده ومذهبه.

إذ في هذا الحديث من فضائل الصحابة ما لو تمعن فيه مسلم واعمل عقله ونظره فيه لجاء بالشيء الكثير ولا باس أن أورد بعض ذلك:

– حرص الصحابة على التفقه في الدين وهو مستشف من قولهم ورغبتهم في التعرف على كيفية الصلاة على نبيهم بعد أن عرفوا طريقة تسليمهم عليه.

– حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في أحاديث كثيرة متواترة وذلك من خلال جوابه صلى الله عليه وسلم على سؤال الصحابة وفي هذا من حب رسول الله لهم ما يبرز انه كان معلمهم ومرشدهم ويحب لهم أن يتعلموا منه وهو الذي لا يأمر إلا بخير ولا ينهى إلا عن شر.

أما قوله أننا نبتلع لساننا عن الصلاة على الآل!!فهذا من أكذب الكذب وأشنعها إذ أن أهل السنة ما زالوا يعتبرون ويوجبون الصلاة عليهم في الصلاة وغيرها من الأماكن والمواضع، منذ زمن الصحابة إلى اليوم، وكتبهم ومؤلفاتهم وخطبهم ومحاضراتهم عاطرة بذكر الآل والصلاة عليهم، وفي هذا يقول الشافعي -مفندا زعم هذا الشيعي- وأمثاله:

يا أهل بيت رسول الله حبكم — فرض من الله في القران أنزله

كفاكم من عظيم القدر إنكم — من لم يصل عليكم لا صلاة له

وفي كتاب “جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام” لابن القيم مزيد بيان وتفصيل لمن أراد الحق.

أهل السنة والتجسيم:

وفي ممدوحة لأهل السنة جعلها مذمة ومنقمة قال: «”..أن الله عز وجل  یکشف عن ساقه” فما هذا التجسیم؟ وأنتم تقرؤون قوله تعالی: “لیس کمثله شيء..”، وقوله تعالی: “لا تدرکه الأبصار وهو یدرک الأبصار”، وغیرهما من الآیات المحکمة؟».

أقول: إن الذي قال: )ليس كمثله شئ( ،وقال: )لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار(، هو الذي قال:  يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون( القلم 42. ولا تعارض بين الآيات إلا في مخيلة الشيعة -كما هو معروف- فهي صفة من صفات الذات الخبرية الثابتة لله تعالى بالكتاب وصحيح السنة، ونحن نصفه  بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تمثيل، ولا تكييف، ولا تشبيه، ولا تجسيم، -كما توهمت-.

وهو مذهب أهل البيت؛ كما جاء في كتب الشيعة: (الكافي 1\100، التوحيد للصدوق ص 114، بحار الأنوار 4\40): عن ابي الحسن الرضا أنه قال: «إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك، ولا أشبهك بخلقك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك».

وقد روى الشيعة مثل هذه الأحاديث في كتبهم التي يستنكرها الشيعة علينا -كما فعل الشيعي محمد الصغير الحسني- مثل الطباطبائي في تفسيره الميزان 18\362، وفيلسوف الشيعة صدر الدين الشيرازي في تفسيره تفسير القران الكريم 1\58 و156، ومحمدي الريشهري في موسوعته الكبيرة ميزان الحكمة 2\178-179، فلم التلبيس والتدليس يا معشر الشيعة؟؟؟

وللمزيد من التفصيل والتوضيح والمعرفة لصفات الله العلا، والقواعد والضوابط المعتمدة في ذلك، عليك بكتاب: “صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة” لعلوي السقاف، وكتاب: “الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات” لعبد القادر صوفي، وكتاب: “النفي في باب الصفات” لارزقي سعيداني.

نعمت البدعة هذه:

في مزيد من المكر والخداع والإشارة إلى الصحابة بالاتهام يقول عن صلاة التراويح وقيام عمر بن الخطاب بإحيائها: «“قال عمر (في صلاة التراویح) نعمت البدعة هذه. فكیف لا تبدعونه ولا تكفرونه کما تفعلون بإخوتكم المسلمین المبتدعة؟».

قبل الرد على هذه اللوثة أود أن أؤكد للشيعة للكرام على أن هناك حقائق كثيرة لطالما غيبها عنهم أصحاب العمائم السوداء والبيضاء لأسباب كثيرة، ومنها قضية صلاة التراويح فهم دائما يؤكدون على أن صلاة التراويح لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أحدثت في خلافة عمر، فإذا عدنا إلى كتبهم -التي إما أن يكونوا جاهلين بما فيها وإما أن يكونوا متجاهلين لها- نجدها طافحة بذكرها وسنيتها وورودها. قال أغا رضا الهمداني في مصباح الفقيه: «وفي صحيحة أبي العباس وعبيد بن زرارة أن أبا عبد الله سئل: هل يزاد في شهر رمضان في صلاة النوافل؟ فقال: نعم قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بعد العتمة في مصلاه فيكثر، وكان الناس يجتمعون خلفه ليصلوا بصلاته، فإذا كثروا خلفه تركهم ودخل منزله، فإذا تفرق الناس عاد إلى مصلاه فصلى كما كان يصلي، فإذا كثر الناس خلفه تركهم ودخل منزله، وكان يفعل ذلك مرارا» مصباح الفقيه 2\250، وغنائم الأيام للميرزا القمي 3\109.

وعن ابي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يزيد في صلاته في شهر رمضان إذا صلى العتمة -أي صلاة العشاء- صلى بعدها، يقوم الناس خلفه فيدخل ويدعهم ثم يخرج أيضا فيجيئون ويقومون خلفه فيدخل ويدعهم مرارا، قال: وقال: “لا تصل بعد العتمة في غير شهر رمضان”». تهذيب الأحكام 3\60 للطوسي، ووسائل الشيعة 5\174.

ويأتي بعد هذا الشيعة ليقولوا أن صلاة التراويح بدعة عمرية!!

وقول عمر: «نعمت البدعة هذه» جاءت في رواية صحيحة وهي: عن نوفل بن إياس الهذلي قال: «كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب فرقا في رمضان في المسجد إلى ها هنا وهاهنا فكان الناس يميلون على أحسنهم صوتا فقال عمر: ألا أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني أما والله لئن استطعت لأغيرن هذا، قال فلم يلبث إلا ثلاث ليال حتى أمر ابي بن كعب فصلى بهم ثم قام في مؤخر الصفوف فقال: إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة هذه»، وهذه الرواية تفيد أنهم كانوا يصلونها جماعات صغيرة فجمعهم على جماعة واحدة، فهذه بدعة صورية شكلية لا حقيقة للبدعة فيها لأنها جماعة واحدة بدل جماعات، فعمر رضي الله عنه ما أراد البدعة الشرعية وإنما البدعة من حيث اللغة فان البدعة تطلق في اللغة ويراد بها ما هو محمود وما هو مذموم، أما البدعة في دين الله فإنها لا تحتمل إلا وجها واحدا وهو المذموم.

إذن فصلاة التراويح سنة نبوية -روى أحاديثها أهل السنة والشيعة- لم يبتدعها عمر رضي الله، عنه فلا نكفره كما تفعلون إذ اتخذتم تكفيره وتبديعه دينا يدان به ويأجر من يكفره ويلعنه!! وبمطالعة كتاب: “احتفال وتمجيد علماء الشيعة لأبو لؤلؤة المجوسي قاتل أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه” لناصر رضوان، وكتاب: “يوم الغفران احتفال الرافضة بمقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه” لمحمد مال الله؛ يتبين له ذلك جليا، فتبا لمثل هذه العقائد وسحقا.

أما تكفير المسلمين فلا أعرف أحدا أكثر جرأة في إطلاق سهمه من الشيعة، فبمجرد إطلالة يسيرة على بعض البحوث التي دونت في ذلك يتجلى له الأمر بوضوح، فمن ذلك:

– “الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية” لخالد الزهراني.

– “ظاهرة التكفير في مذهب الشيعة الامامية الاثني عشرية” لعبد الرحمن دمشقية.

– “الشيعة الاثنا عشرية وتكفيرهم لعموم المسلمين” لعبد الله السلفي.

– “الفكر التكفيري عند الشيعة حقيقة أم افتراء” لعبد الملك الشافعي.

ودعوى أن أهل السنة يكفرون المسلمين بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع!! إذ كيف لمسلم سني أن يكفر مسلما آخر؟؟!! فعلى ماذا ولماذا وبماذا سيكفره وهو مسلم؟؟؟؟!!!!

فلذا أرجوا من فضيلة المستبصر إن كان صادقا في أمره أن يبتعد عن طرح عقائده بهذه الصورة والشكل؛ كي يبقي لنفسه نعمة العقل والفكر.

E_ilyass@hotmail.fr

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M