الحموشي رئيس اللجنة الثقافية في «الخط الرسالي» وعاشوراء

20 أكتوبر 2015 21:54
الحموشي رئيس اللجنة الثقافية في «الخط الرسالي» وعاشوراء

الحموشي رئيس اللجنة الثقافية في «الخط الرسالي» وعاشوراء

د. رشيد نافع

هوية بريس – الثلاثاء 20 أكتوبر 2015

قال رئيس اللجنة الثقافية في “الخط الرسالي”، محمد الحموشي كما نشر في “هسبريس” بتاريخ 19/10/2015: “في أجواء محرم تحضر ذكرى شهادة الإمام الحسين، وهي ذكرى عظيمة ومفصلية في تاريخ الإسلام والمسلمين، فيها من الدروس والعبر ما يجعل هذه الذكرى حاضرة دوما، وليس فقط في هذا الشهر”.

الحموشي أوضح أن مكانة هذه الذكرى عند المغاربة عظيمة ويتم إحياؤها بإظهار الحزن، وارتداء السواد، والامتناع عن إقامة الأفراح والأعراس طيلة هذا الشهر، مضيفا أن تسرب ما سماه “الفكر الوهابي” “مارس الإجحاف والتعتيم على هذه الذكرى، وضرب الصفح عنها”، وفق تعبيره ثم أسال لسانه بالباطل كعادة الشيعة الروافض

أقول مستعينا بالله وحده:

اعلم يا حموشي أن الأمة الإسلامية قد ابتليت بشر مستطير وسرطان خبيث ينخر في جسدها، ويفت في عضدها، من جراء فرقة تنتسب إلى الإسلام رغم تلبسها بالشرك وتعظيمها للقبور والمشاهد بما لا يخفى على أحد من الناس، وغلوها في الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل البيت زعموا وهم في ذلك كذبة منحرفون عن منهج آل البيت الصحيح الذي جرى عليه أئمة آل البيت من معتقد صحيح واضح، وكذا تكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعنهم في كتاب الله وأنه محرف ومبدل، وكذلك طعنهم في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، مع أنهم بذلك قد خالفوا أئمة آل البيت الذين يتشدقون باتباعهم فإن النصوص الواردة عن أئمة آل البيت تدل على غير ما ذهبوا إليه وأنهم يكذبون على هؤلاء الأئمة، ولكن هذه الطائفة التي تكيد للإسلام وأهله في السهل والوعر وفي كل وقت وحين، وقد كانوا عوناً لأعداء الأمة على الدوام فمن قرأ التاريخ عرف ذلك، والمعاصر يكفيه ما فعلوه ومازالوا في أهل السنة في العراق والشام من الكيد والقتل والتشريد على الهوية المذهبية وتعاونهم مع الأعداء والضحية هم أهل السنة هناك خير شاهد على ذلك، وتربصهم بأهل السنة في كل مكان، وما ذلك إلا من عقيدتهم الفاسدة فهم يتقربون إلى الله بزعمهم بقتل أهل السنة ويزعمون أن ذلك من أفضل القربات كما شرع لهم ملاليهم

واعلم يا حموشي أنه لا نزاع في فضل الحسين -رضـي الله عنه- ومناقبه، فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخـرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء و…، وابن بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، والتي هي أفـضـل بناته، وما وقـع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله -عز وجل- مـن قـتلـته فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.

والذي ينبغي عند ذكـر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضى بقضاء الله وقدره، وأنـه تعالى يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله تعالى.

واعلم يا حموشي أن تخصيص يوم عاشوراء باغتسال، أو بكحل، أو بطبخ معين، أو بسرور معين، أو بحزن ونياحة، كل هذا مما لم يرد في الشرع مدحه ولا الترغيب فيه، بل هو محدث مبتدع، إذ لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئا من هذه اﻷمور؛ لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا” “منهاج السنة” بتصرف (4/554).

 يا حموشي: لا تحرف التاريخ فقد جاء الحسين رضي الله عنه إلى الذين زعموا أنهم شيعته وكان ما كان، أسلموه ثم بعد ذلك أخذوا يندبونه ويعولون عليه ويصنعون ما هو معلوم عندك إلى يوم الناس هذا ومن سخافاتهم وخزعبلاتهم، يتخذ أعداء الإسلام تلك السخافات والخزعبلات وشيجة وذريعة للإزراء بدين الإسلام العظيم، يقولون: هذا ما يفعله أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا هو دين محمد صلى الله عليه وسلم!!

 يا حموشي: محمد صلى الله عليه وسلم بريء مما يصنعون، ومن مذهبهم الذي ينتحلون، ومن خداعهم الذي يخدعون به الغوغاء؟

يا حموشي: هذه الأعمال المنكرة التي يعملها الشيعة في يوم عاشوراء لا أصل لها في الإسلام، لم يعملها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من أصحابه، ولا عملها أحد من أصحابه لوفاته أو لوفاة غيره، مع أن المصاب بمحمد صلى الله عليه وسلم أعظم من موت الحسين رضي الله عنه.

يا حموشي لا تكابر إنهم قوم شاقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فدين الرافضة مصادم لدين المسلمين، وملتهم منابذة لملة المؤمنين، وقد صرح بذلك ساستهم وكبراؤهم، قال محدث الشيعة في زمنه نعمة الله الجزائري: “إنا لا نجتمع معهم -أي السنة على إله ولا على نبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون أن ربهم الذي كان محمد نبيه وخليفته بعده أبو بكر- ونحن نقول لا نقول بذلك الرب ولا بذلك النبي بل نقول إن الرب الذي خلق خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ” هذا ما قاله في (“الأنوار النعمانية” في الجزء الثاني ص:278).

 هذه هي عقيدة القوم الذين تطبل لهم وتسعى لترويجها عبر “الخط الرسالي” ولن تفلح إن شاء الله فالمغرب بكل مكوناته عصي عليكم مهما حاولتم.

 يا حموشي: هل تعلم أن إيران أخذت منذ إعلانها جمهورية إسلامية على حث الناس لإحياء هذه الأمور وهذه العبادة بل وتمول الشيعة في كل مكان لكي يقيموا احتفالات كبيرة جدا لهذه العبادة حتى في أدغال إفريقيا والغريب أن بعض هؤلاء الشيعة وداخل إيران الممولة لا يجدون قوت يومهم ومع ذلك إيران تمول هذه الاحتفالات وتنساهم بحجة الدين والتشيع، وفي نهاية كل سنة تشاهد في هذه الاحتفالات الصور المخجلة والصور المقرفة من دماء وضرب للرؤوس والصدور تبث على جميع وسائل الاعلام ويكتب تحتها أعياد المسلمين، فأي تشويه هذا يا حموشي، ثم تأتي عبر “هسبريس” وتنفي بكل صلافة التطبير واللطم و

إن الروافض المجوس يتحرجون من كل شيء يؤدي في الأخير لهتك أستار مذهبهم، حتى وإن كان جائزا عندهم، وذلك لخداع مخالفيهم، وتلميع صورة التشيع الرافضي أمامهم، وأكبر مثال على ذلك آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي في موقفه من التطبير وضرب السلاسل، قال محمد حسين فضل الله: “فحتى السيد الخوئي كان يفتي بحرمتها في كتاب المسائل الشرعية التي نشرتها الجماعة الإسلامية في أميركا وكندا، فلقد سئل عن التطبير الذي تنكره يا حموشي وضرب السلاسل هل يجوز؟ فقال: إذا أوجب هتك حرمة المذهب فلا يجوز قالوا: كيف ذاك؟ قال: إذا أوجب سخرية الناس بالآخرين.

فلاحظ كيف أن تحريمها لمجرد هتكها حرمة المذهب!!!

بل الخوئي نفسه وافق فتوى شيخهم وآيتهم العظمى محمد حسين النائيني والذي أجاز كل ما يقترفونه في مآتمهم من لطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار إلى ضرب بالسلاسل على الأكتاف والظهور.. إلخ هل فهمت يا حموشي الآن؟

وعلى هذا فالمغاربة ليسوا سذجا ولا مغفلين ولا بسطاء حتى يطمئنوا إلى ما تقرره يا حموشي فضلا عن تصديقه، أو إلى ما تنكره، لأن عقيدة التقية والكتمان تبيح لك التدليس على مخالفيك الذين نعتهم بالوهابية، والكذب عليهم وهذه عادتكم ورثتموها عن ملاليكم، فلو سأل أحد من أهل السنة الخوئي عن حكم اللطم والضرب بالسلاسل وغيرها من بدعهم لإجابة هذا الخوئي “التقوي” بأنه محرم عنده لأنه يهتك حرمة المذهب، لا أنه حرام كما يراه.

 ولو سألت واحدا من أهل العلم منهم عن حكم اللطم والتطبير وغيره سيجيبك بأنه من فعل العوام، وأنه حرام، ثم لا ينقضي عجبك عندما تجد أحد هؤلاء الملالي يحاضر في المآتم والحسينيات والناس تلطم وتضرب أجسادها بالسلاسل وهو لا ينكر عليهم، عندها سينعقد يقينك أن القوم يتعمدون عدم الوضوح مع مخالفيهم، وأعجب من ذلك أنه عندما ينكشف أمرهم لا يخجلون ولا يستحون.

إنها التقية يا أولي الألباب؛ فالكذب فرض عين على كل شيعي ولا عدالة لكل رواة الشيعة لأنهم كذبة.

روى الكليني في الكافي عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: “يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين(2/217).

أليست هذه الأعمال التي يقوم بها الشيعة يا حموشي في يوم عاشوراء أعمال جاهلية محضة ومنهي عنها في الكتاب والسنة وفي أصل دين الإسلام الحنيف؟؟ ويتضح ذلك من الحديث الذي في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالي عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ.

ثم تدعي يا حموشي زورا وبهتانا ومينا أن هذا من ادعاءات من تنعتهم بالوهابية، كفاك استخفافا يا هذا.

وهل يخفى عليك فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى -عليه الصلاة والسلام- والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه؛ فقد ورد في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المديـنة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟” فقالوا: هـذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم” فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه”، وقد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء، فقال: “يكفِّر السنة الماضية“، وفي رواية: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” رواه مسلم، وفـي حديث آخر: “ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة” رواه البزار وحسنه الألباني في “صحيح الترغيب والترهيب”؛ (1/422)، بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: “ذاك صوم سنة” رواه ابن حبان: (8/394)، قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم، ويصور ابن عباس رضي الله عنه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيـامـه فيقول: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان” رواه البخاري.

فهل تنكر ما يفعله الشيعة الروافض من إظهار الجزع والحزن واللطم والتطبير لمقتل الحسين رضي الله عنه، وهم قتلته الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه علي رضي الله عنه أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا مـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكـر رضي الله عنهم، وكلهم أفضل منه.. ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصل فـي مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية كما في (“اقتضاء الصراط المستقيـم”؛ 2/129).

قال ابن رجب رحمه الله عن يوم عاشوراء: “وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة، لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- فيه.. فـهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟” (“لطائف المعارف”؛ ص:113)

والملاحظ يا حموشي أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم تـرتـبط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد، إذ لا علاقة لها بنجاة موسى عليه الصلاة والسلام، ولا بصيام النبي صلى الله عليه وسلم، بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله عز وج.

مالك كيف تحكم؟

وفي النهاية أقول لك يا حموشي:

هذه عقيدة القوم التي تسعى لتلميعها، وهذه عقولهم فهم يبكون على الحسين ولا ندري ما يبكيهم، فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة؟ أم هل يبكون الحسين لأنه من شباب الجنة؟ أم هل يبكون لأن الحسين عند ربه راضيا مرضيا؟؟

والحقيقة أنهم لا يبكون الحسين أبدا بل يبكون مصيرهم ومصير أجدادهم الخونة الذين خانوا الله ورسوله والصحابة وعلي والحسين رضوان الله عليهم، يبكون عقابهم في الدنيا فزادهم الله عقابا قبل الآخرة وجهلا فوق جهلهم، قال الله تعالى: “قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا“، فاحمدوا الله أيها المسلمون السنة على أن جعلكم على الهدى ولم يجعلكم مثلهم على الضلال.

وإن أبيت إلا الإنكار يا حموشي فما عليك إلا متابعة قنواتكم الشيعية التي تنقل الحدث بالصوت والصورة ابتداء من كربلاء التي يحج إليها إلى باقي المناطق الشيعية.

وإن أبيت إلا الإصرار فتوقف عن هذه التصريحات الفجة المموهة بالكذب والتقية، وناظرني إن كانت لك جرأة كما في جرأة تصريحاتك عبر قناة إذاعية أو تلفزية أو فضاء عمومي في الزمان والمكان الذين يناسبانك.

والحمد لله رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M