أكرم السعدني جعل السيسي إلها من دون الله

05 نوفمبر 2013 20:54

ذ. يونس الناصري

هوية بريس – الثلاثاء 05 نونبر 2013م

ظهر للجميع -بعد انقلاب الثالث من يونيو- من هم الخرفان الحقيقيون، ولم ننسَ بعدُ الحملة الإعلامية العنيفة المجحفة التي شنها مرتزقة نجيب سويرس من إعلاميي المارينز على محمد مرسي في سنة حكمه، واصفين من انتخبه -وهم ثلثا الشعب المصري- بالخرفان، أي: الأتباع العميان الذين لا عقل لهم.

ودارت عجلة الزمن ليتبين لنا من هم عبيد العسكر وبيادقه وأبواقه، بل تبين لنا من يسبح بحمد السيسي ويستغفره ويتمسح بباطن رجله ليطعمه ويسبغ عليه من خزائن أمواله وسلطانه. فقد خرج -كما انتشر في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي- أكرم السعدني على صحيفة قومية للسيسي ليقول مخاطبا سيده:

ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ … فاحكم فأنت الواحد القهارُ

وكـأنما أنـت الـنـبـي محمد … وكأنما أنصارك الأنصارُ

وألفت هنا نظر القارئ العاقل المتجرد الموضوعي إلى أن كل من يؤيد السيسي ووزير الداخلية من المتعصبين أعداء الحرية والانعتاق من الهيمنة الغربية، لهم نفس الفكر والشعور، وإن لم يصرحوا بما صرح به أكرم السعدني؛ ليصير واضحا أن الغل والحقد الدفينين على أصحاب المشروع الإسلامي الديمقراطي كان هو المحرك الرئيسَ لتلك الحرب الشعواء على حكم مرسي إلى أن أطاحوا به، وليس ما يروجونه من ضعف الرئيس وقلة إنجازاته، وقلة خبرة حكومته، وعدم تحقيقه لأهداف ثورة 25، وغير ذلك من الترهات.

لقد كانوا -ومازالوا- يعتبرون من يحترم الصندوق والشرعية -وإن كان ليبراليا يختلف في أمور كثيرة مع الأحزاب الإسلامية- من الخرفان خدَّامِ الإخوان، ولم يخطر قطُّ ببال مؤيدي الشرعية -معاذ الله- أن يرفعوا مرسي ولا المرشد فوق منزلته الإنسانية الطبيعية.

أما العبيد الحقيقيون المتيمون بالسيسي، فقد باح أحدهم بما يكن لربه -اللهم إنا نبرأ إليك- من تقديس وإجلال في البيتين السالفين، وهما للشاعر الأندلسي المشهور ابن هانئ مدح بهما في قصيدة معز الدين الفاطمي الرافضي.

ولأن الطيور على أشكالها تقع، التجأ السعدني إلى شاعر -سبحان الله- ضُرب به المثل في الزندقة والمجون والمروق من الدين في أقواله وأفعاله؛ فقد قال فيه الفتح ابن خاقان في كتابه “مطمح الأنفس ومسرح التأنس في مُلَح أهل الأندلس” (ص: 322) بعد أن أشاد بثقافته وعلو كعبه وشهرته بين فطاحل عصره من الأدباء والشعراء: “إنه سلك مسلك المعري، وتجرد من الدين وعُرِّي، وأبدى الغلوّ، وتعدى الحق المجلوَّ، فمجته الأنفس، وأزعجته الأندلس، فخرج على غير اختيار..”.

وقال محققو ديوانه في المقدمة: “اتصل في أول عهده بصاحب إشبيلية ومدحه وحظي عنده، غير أن استهتاره بالملذات وغلوه وتشيعه، واعتقاده إمامة الفاطميين وسلوكه سلوك المعري، وتجرده من الدين جعل الإشبيليين ينقمون عليه، حتى هموا بقتله، ويسيئون المقالة في حق ملك إشبيلية بسببه..” (ص:5).

أما خاتمته البئيسة، فقد ذكرها لسان الدين بن الخطيب لما قال: “إنه سكر ونام عريانا، وكان البرد شديدا، ففلج..ولم يتجاوز السادسة والثلاثين..” (ص:6 من مقدمة ديوان ابن هانئ الأندلسي).

ولينظر القارئ إلى أبيات أخرى تتلو البيتين اللذين خاطب بهما السعدني محبوبه السيسي، وليحكم على مؤيدي الانقلاب الدموي الغاشم بما شاء:

أنت الذي كانت تبشرنا به … في كتبها الأحبار والأخبار

هذا إمام المتـقـين ومن بـه … قد دوخ الطغـيان والكـفـار

هذا الذي ترجى النجاة بحبه … وبه يحط الإصر والأوزار 

هذا الذي تجدى شفاعته غدا … حقا وتخمد أن تراه النار

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M