نصيحة انقلابيٍّ محبط.. لأمة صامدة

21 نوفمبر 2013 17:11

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الخميس 21 نونبر 2013م

يظهر أن فشل تمني البعض في حصول اختراق النظام الملكي لإخراج نظام جمهوري من رحمه كما صرح بذلك عرابهم مطلع هذا القرن، وكما حلم به من وضعوا بيض الرديكاليين من رفاق الأمس في لفائف بسطيلة، وكعب اغزال دار المخزن، مستمرئين لذائذ موائد تشريفات مختلف المناصب من تعويضات وهدايا ووجاهة، كانوا في أيام خوالي ينهالون على المتنعمين بها بالويل والثبور وعظائم الأمور، وما حسبوا أن يأتي يوم تتبدل الأرض والسماوات، ويحصحص يوم الحساب، فلا يجدون إلا ما هو معاش، حيث تطير السكرة، وتحل الفكرة المبنية على التحليل الملموس للواقع المرصوص.

فيُيَمِّم البعض ممن يرى أن لديه هامشا للمناورة والمداورة، والاتجار بالبشر في انتظار حصول الوطر الذي ضيعه الربيع العربي، وعرته مجرياته وتبعات محن الذين ناصبوا شعوبهم العداء، وأبوا عليهم أن يكونوا سادة في بلدانهم، وينعموا بتخلفهم المزعوم.

فقام من قدر وفكر في خلق قضية اعتبرها فتحا مبينا، وهي الدعوة إلى إصلاح لغوي يكون أداة للتغيير، وبابا من أبواب الوصول إلى التحرير والتطوير والتعصير وسوء المصير، لمن يصر على التمسك بالهوية، ويحرص على الشرعية، ناسيا أن الحيلة سبق إليها، لذلك تعددت أشكال طرحها وإخراجها، منذ التفكير في غزو المغرب أواخر القرن التاسع عشر لإرجاعه لحضيرة الرومان، كما زعم أصحاب النظرية التي عرضنا بعض نصوصها في كتابنا: (مقاومة غزو المغرب)، وتم تطبيقها بعد الغزو سنة 1911م، فظهرت المدرسة البربرية لمحو الدين الإسلامي من سكان الجبال، ومدرسة أبناء الأعيان، والمدارس المهنية والأهلية، والفرنسية المختلطة، واليهودية الفرنسية، فكانت كل تلك الأطاريح تبوء بالفشل الذريع والخيبة.

وأعتقد أن مجال تجريب دعوة الدارجة، والشذوذ، يمكن القيام به في البعثات الفرنسية المنتشرة في العالم ومنها المغرب، حيث يمكن أن نراها تطبق في رحابها لنرى جدواها التربوية والتنويرية، منطلقة من كتابة أسماء تلك “السكاويل” بلغات الأم، فنرى مثلا:

“سكويلة النصارى، ولفرنسيس، والميركان، والبرطقيز، والشينوة، وليهود الذين لم يحظو بشرف هذا الاجتهاد مع العلم أن الرابطة الإسرائيلية العالمية كانت سباقة في إقامة مدارس لها بالمغرب بدء من أواخر القرن الثامن عشر، ولم يقل لها: دَرِّسي لغة الأم، التي كانت: العربية، والأمازيغية بأشكالها، والعبرية، ولم ينصح فرنسا بتدريس لغة الأم في مدارسها للمجنسين من شمال إفريقيا، لا الذين حرروها من النازية، ولا الذين بنو اقتصادها، ولن نقول: إن ذلك عنصرية ولا تجني.

وأختم بتقديم نصيحة للأستاذ عبد الكريم غلاب كتبها في مقال له بجريدة العلم (15 ذي القعدة 1377هـ) تحت عنوان: (أجيال من الفرنسية):

“أنصح وزارة التربية الوطنية وأنا جاد في نصيحتي، أن تلغي اللغة العربية من جميع المدارس المغربية، وأنصح الآباء أن يحولوا بين أبنائهم وبين تعلم هذه اللغة، فسنهم الغض وعقولهم النيرة أثمن من أن تضيع في تعلم لغة لا جدوى منها، بل إن تعلمها قد يجلب الشؤم، وقد يعطي صورة من الرجعية والانحطاط عن متعلمها.

ولذلك فإنقاذا لأبنائنا وشبابنا أتقدم بهذه النصيحة إلى وزارة التربية وإلى الآباء وأولياء الأمور”.

ونحن بدورنا نقدم هذه النصيحة للوزير الجديد في التربية والعليم الذي شارك بقوة في الندوة التي حملته كما يقال: إلى إدارة هذه الوزارة؛ عله ينفذ أفكار صاحبه المقرب كما يزعم من مصدر القرار، والذي جاء بهذه الفرية لعله يجد فيها ما يعيده إلى المربع الأول الذي كان يهدف إلى مناكفة النظام وشيطنته، ولكنه وأعوانه باؤوا بالفشل، والله يتولى الصالحين، ويضل الظالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M