اتفاق القوى العلمانية والأمنية واستبعاد «الإسلاميين» في الجزائر

20 فبراير 2014 16:59
اتفاق القوى العلمانية والأمنية واستبعاد «الإسلاميين» في الجزائر

اتفاق القوى العلمانية والأمنية واستبعاد «الإسلاميين» في الجزائر

هوية بريس – مركز التأصيل

الخميس 20 فبراير 2014م

من الممكن أن نرى الكثير من المعارك السياسية بين عدة أطراف متصارعة مثل الجيوش حينما تتدخل في السياسة من جهة وبين العلمانيين الممثلين في منظمات المجتمع المدني من جهة أخرى، وقد يتصارع الاشتراكي القح القديم مع الليبرالي لاختلاف المناهج والدارس والأفكار والرؤى؛ لكنه هؤلاء جميعا يمكن أن يجتمعوا ويتناسوا اختلافاتهم فقط إذا كان العدو القادم بعيد هم الإسلاميون!!

فعند تدخل طرف إسلامي في اللعبة السياسية إذا بالفرقاء يجتمعون وترى الأضداد يجتمعون ونرى الخصومات والخلافات تذوب ليجتمع الجميع تحت مظلة واحد كبيرة وعنوان ضخم هو محاربة الإسلاميين!!

وتثور ثائرة الجميع إذا وجدوا أن الإسلاميين قد تقدموا الصفوف في الملهاة المسماة بالديمقراطية، فالديمقراطية كما يفهمها هؤلاء ليست في اختيار الإنسان حرا لمن يمثله بل كما يريدون فرضها على الشعوب هي الحرية في اختيار مفروض ومحدد سلفا بين بدائل محددة يضعونها هم.

ولهذا كان لابد من إجهاض كل محاولة إسلامية قبل ولادتها لأنهم يعتبرون أن صراعهم من الإسلاميين صراع بقاء فكري أما الإسلام وإما كل هؤلاء بما يقولون م عقائد وأفكار.

وكأن ممارسة الإسلاميين للسياسة في كل الدول شيء مستهجن ومرفوض من النخب السياسية التي لا تقبل مطلقا من الإسلاميين أدنى تواجد على الساحة السياسية خوفا من حصدهم الدائم لغالبية أصوات الشعوب المسلمة.

وهكذا هو الحال في الجزائر، فبرغم وجود اعتراضات من جهات كثيرة على ترشيح بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة وبعد أن أثير حوله الجدل الواسع في كل مكان داخل الجزائر إذا بالميزان يميل إليه مرة أخرى عندما دخل الإسلاميون في الخطوط الأمامية وقرر بعضهم سحب أوراق ترشحه للرئاسة.

وبهذا صار الرئيس الحالي بوتفليقة الورقة التي يمكن أن تجتمع وراءها كل الأضداد لا رغبة في بقائه ولكن خشية من دخول الإسلاميين.

فكان لابد من إبرام الصفقات التي ينال كل منهم نصيبه من الكعكة أو يحاول أن يحافظ على نصيبه الممنوح منها، فأعلن الرئيس الجزائري بقاء الجنرال توفيق مدير المخابرات في موقعه فيما فهمه الكثير من المراقبين بأنه صفقة بين المخابرات وبوتفليقة ليستمر الجنرال على رأس المخابرات وليدعم ترشيح بوتفليقة على مستوى الداخل والخارج، وأن يكونوا عينا له لا عليه وخاصة بعد الهجوم الضاري الذي شن ضد مدير المخابرات منذ أيام على لسان عمار سعداني، أمين عام الحزب الحاكم والمقرب شخصيا من الرئيس بوتفليقة ليعلن بوضوح أن هناك جهات عدة ستعمل في الخفاء لتمكين بوتفليقة لولاية رابعة.

وجاءت اتهامات أمين حزب بوتفليقة للجنرال توفيق في إطار عدة نقاط منها: إخفاقات في مهام أمنية، أبرزها التقصير في حماية الرئيس المغتال محمد بوضياف عام 1992، ومحاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة عام 2007.

ولا يزال الصراع بين الرجلين القويين في الجزائر وكذلك بين عدد من الرموز والأحزاب العلمانية قائما مادام في الأمر إسلاميون مثل الشيخ علي بلحاج يريدون أن يتقدموا لسحب استمارات الترشح، ساعتها ينسى الجميع كل الخلافات ويكون صراعهم الأساسي مع الطرف الإسلامي حتى يختفي مرة أخرى أو يتحول إلى العنف وساعتها يسهل القضاء عليه.

وحينها تكون معركتهم الكبرى التي تجبر كل الأصوات على الإنصات ولا صوت يعلو فوق صوت هذه المعركة وكل الخلافات مؤجلة ومرحلة.

وهذا ليس بجديد على عالمنا العربي والإسلامي فكل القوى تحالف وسوف يزداد تقاربها لتعمل معا ضد أن يصل الإسلاميون إلى سدة الحكم، والله غالب على أمره.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M