هوس التكفير في الفكر الشيعي

19 مايو 2014 20:11
هوس التكفير في الفكر الشيعي

هوس التكفير في الفكر الشيعي

إبراهيم الصغير

هوية بريس – الإثنين 19 ماي 2014

في “بحار الأنوار” للمجلسي: “أن من لم يقل بكفر المخالف فهو كافر أو قريب من الكافر(65/281). وفي “الحدائق الناضرة” ليوسف البحراني: “أن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة على كفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته(5/177).

روايات تنبعث منها رائحة الكراهية والحقد التي وصلت إلى حدّ التكفير لجميع المخالفين لدين الإمامية، وإخراجهم من دائرة الإسلام وبالتالي الحكم عليهم بالخلود في النيران.

إن فتنة التكفير من الفتن العظيمة والخطوب الجسيمة التي حلت بالأمة الإسلامية، ظهرت مع الخوارج وتطورت بعدهم مع باقي فرق الضلال ممن تنكب عن الطريق المستقيم وركب عقله وهواه، مقتفيا أثر سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان الذين آثروا الحماس والاندفاع عن ركوب مركب العلم الأصيل.

ولما كانت مسألة التكفير بهذه الأهمية لم تتركها شريعتنا المطهرة هكذا بلا حدود ولا قيود، بل قعدت لها قواعد ووضعت لها ضوابط، ولعل أهمَّها أن الحكم بالتكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله، وأن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه بالشك، فلا بد من إقامة الحجة وتبيان المحجة شريعة الإسلام.

ولكن في دين الشيعة الحكم بالتكفير مرده للهوى الشيطاني لأصحاب العمائم، ويرتبط بمدى خطر أي مخالف لهم على دينهم ومذهبهم لا إلى الله ورسوله.

فالشيعة مهووسون بالتكفير، فقد كفروا الصحابة -رضي الله عنهم- ومن لم يكفرهم، وكفروا أهل السنة وجميع المخالفين لعقائدهم الباطلة، حتى كفروا بعضهم البعض، كما في بحار الأنوار للمجلسي: “أقول: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة…” (37/34).

ويربطون التكفير والخروج من الملة والخلود في النار بمن خالف عقيدتهم المزعومة في حب آل البيت وولايتهم، فكل من خالفهم في ذلك كافر لا حظ له في الإسلام.

كما يقرر ذلك معمَّمهم يوسف البحراني في كتابه “الحدائق الناضرة” بقوله: “وأما الأخبار الدالة على كفر المخالفين عدا المستضعفين فمنها ما رواه -الكليني- في الكافي (1/437) بسنده عن مولانا الباقر عليه السلام قال: “إن الله عز وجل نصَّب عليا عليه السلام عَلَما بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالا…“.

وغيرها كثير مما صنعه أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودي من روايات تكفيرية وجعلوها عقيدة راسخة في المذهب وألصقوها بالأئمة الأطهار الذين حذروا أشد التحذير من الغلو والتنطع والتكفير.

ومن هنا أحببت أن أجمع بعض الروايات التكفيرية من كتب القوم بيانا لمكانة التكفير في فكرهم وكونه الوسيلة الوحيدة التي يردون بها على مخالفيهم عندما تخونهم الأدلة ولا تطاوعهم النصوص، فأعطي القوس باريها وبسم الله مجراها ومرساها.

1- تكفير الصحابة -رضوان الله عليهم جميعا-:

من النقط الأولى التي زرعها اليهودي ابن السوداء مؤسس الفكر الشيعي، أحقية علي -رضي الله عنه- بالخلافة بعد رسول الله وكون الخلفاء الثلاثة الذين تقدموه غصبوا الخلافة منه، لتنطلق حملات العداء والمعاداة التي وصلت إلى حد التكفير والتخليد في النار.

ففي الروضة من الكافي للكليني (8/245):… روى عن أبي جعفر عليه السلام قال: “كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم”.

فكل ذلك الخلق الذي ترضى الحق سبحانه وتعالى عنه من فوق سبع سموات ارتد عن دين الإسلام في عقلية الشيعة التكفيرية نعوذ بالله من الخذلان.

يقول المجلسي في “جلاء العيون” (ص:45): “لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر، فلعنة الله ورسوله عليه وعلى كل من اعتبره مسلماً وعلى كل من يكف عن لعنه“.

فهذا الشيعي يكفر الفاروق -رضي الله عنه- ويلعنه ويلعن من لا يلعنه وكل من يعتبره مسلما.

ويضيف في “بحار الأنوار” تأكيدا لعقيدة التكفير الراسخة في دين الشيعة: “…عن مولى لعلي بن الحسين عليه السلام قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته فقلت: إن لي عليك حقا ألا تخبرني عن هذين الرجلين: عن أبي بكر وعمر؟ فقال: كافران كافر من أحبهما(29/137).

لم يعد التكفير ذلك الحكم الشرعي ذي الضوابط والشروط والموانع بل أصبح تهمة جاهزة في دين الشيعة تقذفه في وجه كل من يهدد كيانها.

وفي كتاب “الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين” لمحمد طاهر القمي الشيرازي: “مما يدل على إمامة أئمتنا الإثني عشر، أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الإثني عشر، لأن كل من قال بخلافة الثلاثة اعتقد إيمانها وتعظيمها وتكريمها، وكل من قال بإمامة الإثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب” (الدليل الأربعون؛ (ص:615)).

فكل من خالف الهوى الشيعي المجوسي يناله التكفير والتفسيق والحكم بالخلود في النار المحرمة على شيعتهم بزعمهم.

2- لعن الأئمة الأربعة:

الأئمة الأربعة هم أئمة المسلمين الذين اتفق على إمامتهم جميع أهل السنة وشهد بفضلهم القاصي والداني، وهم الإمام أبو حنيفة النعمان، الإمام مالك بن أنس، الإمام محمد بن إدريس الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعا.

وما دام هؤلاء الأئمة الأفذاذ العقلاء يعبدون الله بما شرع ويتبعون النبي صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويعضون على السنة بالنواجذ ويقدرون الدليل، فلا بد وأن يخالفوا الهوى الشيطاني للشيعة الأنجاس، لتنهال عليهم سهام النقد واللعن والسب والتجهيل من كل جانب.

ينشد بعض الروافض:

إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا *** ينجيك يوم البعث من ألم النـــار

فدع عنك قول الشافعي ومـــالك *** وأحمد والنعمان أو كعب أحبار

ويقول محمد الرضي الرضوي: “ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهل البيت عليهم السلام لاتبعوهم، ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل(“كذبوا على الشيعة” (ص279)).

ويقول محمّد بن عمر الكشّي عن الإمام أحمد رحمه الله: “جاهلٌ شديد النصب، يستعمل الحياكة، لا يعدّ من الفقهاء” نقله عنه البيضاني في الصراط المستقيم (3/223).

جاء في الكافي (1/46) قال أبو موسى: “لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي وقلت“.

ويعقب نعمة الله الجزائري في نور البراهين (2/160) على هذه الرواية بقوله: “ومن هذا الحديث يظهر لي أن الكوفي كان مشركا بالله، لأنه يقول في مسجد الكوفة: قال علي وأنا أقول“.

ويضيف: “…الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله…” (“الأنوار النعمانية” (2/307)، طبعة تبريز الإيرانية).

وفي الهداية الكبرى (ص:246): “لعن الله أحمد بن حنبل”.

سب، قذق ولعن، كلها اتهامات باطلة لهؤلاء الأعلام قذفهم بها الرافضة الجهال لوقوفهم في صف الحق والبرهان والصد عن أهواء الشيطان.

هوس التكفير في الفكر الشيعي

3- تكفير أهل السنة عامة:

 كيف لا يكون لأهل الحق نصيب من التجهيل والتكفير وقد كفر الشيعة أفضل الخلق بعد الرسل والأنبياء الخلفاء الراشدون والأئمة المجتهدون.

في كتاب “المحاسن النفيسة في أجوبة المسائل الخراسانية” (ص:147): “… بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا،… ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن…”.

ويقول الرافضي الخبيث محمد التيجاني السماوي في كتابه “الشيعة هم أهل السنة” (ص:161): “وغني عن التعريف بأن مذهب النواصب هو مذهب -أهل السنة والجماعة-“.

والنواصب بإجماع علماء الشيعة ومراجعهم، قديما وحديثا، كفار مخلدون في النار. وهم من ينصبون العداء لأهل البيت بزعمهم.

يقول نعمة الله الجزائري في حكم النواصب -أهل السنة-: “إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرّ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة(“الأنوار النعمانية” (2/207)).

ويقول يوسف البحراني في كتابه “الحدائق الناضرة ” (5/177): “أن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة على كفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته“.

ويقول الشيعي الخوئي في “المسائل المنتخبة” (ص:56): “والأظهر أن الناصب في حكم الكافر وإن كان مظهرا للشهادتين والاعتقاد بالمعاد“.

فلا كافر عند الشيعة إلا من خالف نحلتهم الفاسدة ودينهم المحدث، أما من وافقه منهم وإن أتى الكفر أو قال به، فيُصنع له العذر وتُلتمس له الحلول بقدر ما توضع التهم للمخالف.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M