لم يفتني أي شيء أيها المتباكي على المرأة..

27 ديسمبر 2014 21:04
لم يفتني أي شيء أيها المتباكي على المرأة..

لم يفتني أي شيء أيها المتباكي على المرأة..

نجاة حمص

هوية بريس – السبت 27 دجنبر 2014

لا أعرف لِم أصبح الناس لا يطيقون حتى الملابس التي على الآخر، فيتذمرون ويشتكون مما يستر عورة الناس، وكأنما الستر جريمة تستحق التنديد وحتى التهديد، ولا اعرف لم يتصدر للكلام عن حقوق المرأة، ضعاف النفوس من “الرويجلات”( جمع مخنث سالم)، ومن نساء هن أقرب إلى الرجال منهن إلى النساء، بقصات شعرهن الذكورية، وصوتهن الأجش، في غياب تام لصاحبات الشأن..

مصرون هم على أن الفتاة التي اختارت أن تصون نفسها، قد فاتها الكثير، بل ويتباكون على قلبها الذي لم يتحرك كلما وقع على تيس، على جسمها الذي لم يجد كريستوف كولومبس يكتشفه ويعلن للعالم تضاريسه، مرتفعاته وسهوله، وعلى شفتيها اللتين لم تجدا “نحولا” يتذوق عسلهما ليستخرج منه زفتا يفيد البشرية، ويتباكون على رحمها الذي لم يستقبل أي نفاية بشرية، ولم يتعرض لأي عملية إجهاض وإخلاء من مخلفات الحبيب الذي وبقدرة قادر حالما يعرف بان هناك ولي عهد سيخلف عرشه، يحمل نفسه وعرشه ويطلق ساقيه للرياح ..

فما الذي فاتنا يا ترى؟

أكيد وأن الفتاة منا وهي تنتظر وصول فارسها ليطلب يدها من ولي أمرها، فتخرج مرفوعة الرأس ويدها في يد من هو لباس لها، متبركة برضا والديها وإخوانها، قد فاتها أن تعيش الهلع والرعب وهي تلتقي خلسة مع حبيبها وشهبندر العاشقين في الأزقة المظلمة، ومكبات الأزبال والأماكن المهجورة اللهم إلا من الكلاب الضالة، حتى إذا تحرك قط اسود هرول قلب الأسد تاركا لحبيبته خفيه لتتبرك بهما بعد رحيله..

وأكيد أنه فاتنا الاستمتاع بالهجر والفراق والاستماع إلى أغاني النهنهة والدموع والآهات، وفاتنا التسلل إلى العيادات الخاصة للتخلص من بذور الحب والهيام، وفاتنا الإحساس بالألم الذي يفوق الم الولادة الذي هو بدوره ثاني الم في العالم بعد الم الحرق حيا..

كما فاتنا ما يدور في سهرات البذخ والمجون، التي تقام في الفيلات والقصور، المزينة بأصنام أناس عارية، تخجل من النظر إليها، وصور ولوحات تصور الفجور والابتذال في أسوء الصور وأشنعها، وبوفيهات السمك النيئ وبيضه، كأنما القوم لم يصلهم بعد خبر اكتشاف النار..

فاتنا التلذذ بمياه العنب المعفن، وتبادل الرقصات بحيث نلتصق مع أجساد رجال غرباء، متمايلات على نغمات موسيقى لا سبيل لحل شفرتها، واستقبال الهمسات واللمسات والغمزات، المنتهية غالبا في غرف النوم للتعبير أكثر وبشكل أفضل عن الحب والغرام..

فاتنا قطار التحضر، فلم نكشف شعرنا ولا أجسامنا لاستقباله، لذلك أظنه اغتاظ فذهب بدوننا، حتما استقلته أعضاء” فيمن” وسرب الغرابيب من الحقوقيات المسترجلات..

في ألف “داهية” وبالعافية المشرقية..

https://www.facebook.com/najat.hoummas.7?fref=photo

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M