من يقف وراء حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (Pediga)؟

12 يناير 2015 17:34
من يقف وراء حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (Pediga)؟

من يقف وراء حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (Pediga)؟

هوية بريس – متابعة

الإثنين 12 يناير 2015

خرج آلاف من الأشخاص أمس الاثنين للتظاهر في مدن ألمانية ضد “الأسلمة” في ألمانيا، وهي المسيرة الخامسة على التوالي لما يسمى بتحالف “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب”. فمن يقف وراء هذا التحالف، ومن يشارك في مظاهراته؟

وحسب موقع “DW“، يحيل اسم حركة” أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب” (Pediga)على مخاوف أنصارها، الذين يتظاهرون منذ منتصف أكتوبر الماضي كل مساء اثنين في مدينة دريسدن عاصمة ولاية سكسونيا، ضد كل ما يعتبرونه “إسلاماً متطرفاً أو استغلالاً للوضع كلاجئ”، إضافة إلى ما يعتبرونه “تهديدا للثقافة الألمانية”.

ولا يعبر هؤلاء المتظاهرون علناً عن همومهم تلك بشعارات عنصرية بل يلجأون إلى رفع لافتات كتب عليها “تضامن سلمي ضد الجهاد على الأراضي الألمانية”.

كما يُمنع المحتجون من قبل المنظمين من التحدث مع الصحافة. وتمكنت المظاهرات الكبيرة لأنصار الحركة من إثارة الانتباه إليها في عموم التراب الألماني. وفي أوائل شهر ديسمبر وصل عدد المشاركين في إحدى التظاهرات إلى 7500 مشارك، حسب إحصاءات صادرة عن الشرطة الألمانية.

هل اليمين المتطرف هو من يقف وراء الحركة؟

على ما يبدو فإن المتطرفين اليمينيين ليسوا هم من يقف وراء الحركة. فمكتب الثقافة لولاية سكسونيا، والذي يراقب تحركات وأنشطة النازيين الجدد في الولاية، لاحظ أن المتطرفين اليمينيين لم يشاركوا في تنظيم مظاهرات الحركة. كما لاحظ المكتب سالف الذكر، أن مواطنين كانوا في السابق ينشطون سياسياً في صوف الحزب الليبرالي، هم من بدأوا التظاهر باسم الحركة.

والأكثر من هذا فمنظمو تلك المظاهرات ينأون بأنفسهم وبصراحة عن التطرف اليميني. غير أن اليمينيين المتطرفين بدأوا أيضاً في المشاركة في تلك المظاهرات. ولم يعبر لوتسه باخمان صاحب صاحب فكرة الحركة، في حوار مع “صحيفة ساكسونيا”، عما إذا كان حضور النازيين الجديد يزعج الحركة أم لا. وبدلا من ذلك، أشار باخمان إلى أن القوانين، لا تمنع أي شخص من المشاركة في التظاهر.

من ينظم المظاهرات؟

ووفقا لمصادر شخصية فإن فريقاً يتكون من اثني عشر عضواً هو الذي يحدد مضمون وتوجه الحركة. وتعرف الأعضاء على بعضهم البعض عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، كما أنهم يخططون الآن لتسجيل الحركة في سجل الجمعيات.

ويبقى لوتسه باخمان العضو الوحيد داخل الحركة الذي يظهر حتى الآن كمتحدث داخل المظاهرات. ويرفض لوتسه باخمان إجراء مقابلات صحفية، كما أنه لم يرد على طلب حوار من الدويتشه فيله. ويعمل باخمان مديرا لـ”وكالة للخدمات العامة”، متخصصة في الصور الشخصية وتصوير الأعراس.

وخلصت أبحاث لصحيفة “ساكسونيا” إلى أن باخمان الذي لا يحمل ذرة تسامح تجاه المهاجرين، كان بنفسه تحت الحراسة بسبب قضية الإتجار في المخدرات. ومن بين الجرائم الأخرى التي اقترفها في الماضي، وفقا لتقرير الصحيفة المذكورة، جنايات أخرى كالسطو والسرقة وأقوال كاذبة، والقيادة في حالة سكر والاعتداء، وغيرها من الجنايات.

من يشارك في المظاهرات؟

وعلى الرغم من أن الحضور الجلي للنازيين الجدد وجماعات مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم أو محبي موسيقى الروك في مسيرات الحركة، إلا أن الجزء الأكبر من المشاركين فيها يتكونون من مواطنين لا يلفتون الأنظار “كمواطنين من الطبقة المتوسطة الدنيا، ورجال الأعمال، والبرجوازية الصغيرة، والكثير من عشاق كرة القدم”، على حد قول دانيلو أفيني من المكتب الثقافي لولاية سكسونيا.

ويرى البعض الناس أنه يتم إنشاء مجموعات في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تتخذ من الحركة نموذجا لها، وهو من شأنه أن يؤدي إلى التوجه إلى الفكر اليميني المتطرف.

ووفقا لنتائج بعض الدراسات فإن ما يصل الى ربع سكان ألمانيا هم عرضة للأفكار اليمينية الشعبوية، وهي نسبة أكبر مما عليه الحال في بريطانيا وفرنسا.

مظاهرات مضادة للحد من انتشار الحركة

وتم اليوم (الإثنين 8 ديسمبر2014) التخطيط لمظاهرات إضافية في مدن كاسل، وفورتسبورغ ومدن أخرى. غير أنه تم تشكيل تحالفات في كل مكان لتنظيم مظاهرات مضادة لحركة “”Pegida“.

ففي مدينة دوسلدورف مثلاً تحالفت بعض الأحزاب السياسية والكنائس والنقابات ونظمت مسيرة حاشدة تحت شعار “تسامح سكان منطقة الراين ضد الإقصاء والهستيريا”. أما في مدينة دريسدن فتمت لأول مرة تعبئة واسعة لمسيرة ضد الحركة، ما دفع أنصار الحركة إلى التخلي عن مسيرتها التي خطط لها في مركز مدينة درسدن، واقتصر أعضاؤها على التظاهر فقط.

وقبل أسبوع من الآن، باءت أولى المحاولات بنشر رقعة المظاهرات بفشل ذريع. ففي مدينة كاسل خرج حوالي 70 شخصاً من الحركة للتظاهر، بينما في فورتسبورغ خرج 25 شخصا. وتم وقف تلك المظاهرات الاحتجاجية بمسيرات مضادة.

من يقف وراء حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (Pediga)؟

حركة “بيغيدا” المناهضة للإسلام “تستغل” هجمات باريس

تسعى حركة بيغيدا الألمانية المناهضة للإسلام إلى توظيف هجمات باريس والاستفادة منها لزيادة أعداد مؤيديها، لكن الحركة تلقى أيضا معارضة متزايدة من قبل مؤيدي التعايش والتسامح في المجتمع الألماني وكذلك انتقادات السلطات الرسمية

منذ أكتوبر تحشد “بيغيدا” (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) كل يوم اثنين متظاهرين ضد الإسلام وطالبي اللجوء. وهي تزيد أعداد المشاركين بشكل كبير، من 500 شخص في أول مسيرة في 20 أكتوبر إلى عشرة آلاف مطلع ديسمبر وصولا إلى 18 ألفا الاثنين الماضي وهو رقم قياسي. ومساء الاثنين وفي التظاهرة الـ12 في عاصمة مقاطعة ساكسونيا، دعا المنظمون إلى توجيه تحية “لضحايا الإرهاب في باريس” ودعوا مناصريهم إلى وضع شارة سوداء علامة الحداد.

وبعد الهجمات التي أدت إلى مقتل 12 شخصا في مقر صحيفة “شارلي ايبدو” الساخرة الفرنسية، لم تتأخر “بيغيدا” في الرد معلنة أن “الإسلاميين الذين تحذر منهم “بيغيدا” منذ أكثر من 12 أسبوعا أثبتوا اليوم في فرنسا أنهم غير منسجمين مع الديمقراطية بكل بساطة”، كما كتبت على صفحتها على فيسبوك. وأضافت “بيغيدا” أن هؤلاء “يلجأون إلى العنف والموت”، و”هل يجب أن ننتظر أن تحصل مثل هذه المأساة في ألمانيا”.

واعتبر فيرنر باتسيلت أستاذ العلوم السياسية في جامعة دريسدن التقنية “من الأرجح أن يتم تجاوز عتبة الـ20 ألف متظاهر مساء الاثنين”. وأضاف أن “اعتداء باريس له وقع دون شك في دريسدن وسيعطي حركة بيغيدا تأثيرا أكبر”.

وفي أماكن أخرى نزل “الوطنيون الأوروبيون” إلى الشوارع كما حصل في بون (بوغيدا) أو برلين (بيرغيدا). ومساء اليوم ستشهد لايبزيغ أول تظاهرة مؤيدة لبيغيدا. ولهذه التظاهرة رمزية كبرى لأنه من ذلك المكان عام 1989 أدت “تظاهرات الاثنين” إلى سقوط جدار برلين. وبعد 25 سنة، جيرت بيغيدا لحسابها الشعار التاريخي “نحن الشعب” وأصبح يردده حاليا مناصروها.

وتتسع هذه الحركة وصولا إلى أوروبا، ففي فيينا من المرتقب تنظيم أول مسيرة “بيغيدا” في نهاية يناير وتم إنشاء صفحات على فيسبوك لهذه الغاية في السويد والنرويج. لكن في مواجهة ذلك، يبقى مناهضو “بيغيدا” أكثر عدديا في ألمانيا حيث جمعت عدة تظاهرات مضادة أعدادا اكبر من الناس. وتظاهر حوالي 35 ألف شخص السبت في دريسدن دفاعا عن مجتمع منفتح ومتسامح. ومساء الاثنين سينزلون مجددا إلى الشارع. وفي برلين سيتظاهر أنصار مجموعة “لا لبيغيدا، لا للعنصرية” بعد الظهر.

استغلال هجمات باريس أمر “دنيء”

وخرجت مظاهرات في مختلف المدن الألمانية مناهضة لـ”بيغيدا” وتدعو للتعايش والتسامح، وأمس الأحد دعا وزير العدل الألماني الاشتراكي-الديمقراطي هايكو ماس “بيغيدا” إلى العدول عن تظاهرة الإثنين معتبرا أن ليس لديها الحق “في استغلال” هجمات باريس. وبعد هذه الهجمات دعت عدة منظمات مسلمة أيضا إلى مسيرة صامتة الثلاثاء في برلين.

كما اتهم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير حركة بيغيدا” بـ”استغلال” الهجوم الذي وقع في فرنسا لأغراض سياسية، معتبرا ـفي مقابلة مع صحيفة “بيلد أم زونتاج” الألمانية الأسبوعية التي صدرت أمس الأحدـ “استخدام مثل هذا الهجوم المروع للأهداف الخاصة يعد أمرا دنيئا. وإن ما تحاول (بيغيدا) فعله هنا يعد لعبة غير شريفة بالعبارات”.

واتهم الوزير الألماني حركة (بيغيدا) بالمساواة بين الدين الإسلامي والإسلام السياسي. وقال: “قيل في البداية إن لديهم قلق من أسلمة الغرب. والآن يقولون: ألا ترون، لقد حذرنا من الإسلام السياسي. ويعد ذلك حقا أمرا مزريا”.

وأضاف أنه لابد من التفرقة بين الإسلاميين الذي يدعون للظلم تحت مظلة الدين لتبرير ارتكاب الجرائم والقتل أو لأجل التطرف، وبين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا ويمارسون عقيدتهم في ظل احترام الدستور، وليس لهؤلاء المسلمين أي علاقة بالإرهابيين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M