يوميتا «الصباح» و«الأحداث المغربية» تدافعان عن لبس «البيكيني» في رمضان

24 يونيو 2015 19:11
يوميتا «الصباح» و«الأحداث المغربية» تدافعان عن لبس «البيكيني» في رمضان

يوميتا «الصباح» و«الأحداث المغربية» تدافعان عن لبس «البيكيني» في رمضان

هوية بريس – إبراهيم بيدون

الأربعاء 24 يونيو 2015

خرجت علينا يوميتا “الصباح” (ع:4723) و”الأحداث المغربية” (ع:5626) في عدديهما ليوم أمس الثلاثاء، بخبر مملوء بالمغالطات والكيد والتحريض بعد صرخات الويل والثبور، مفاده أن شبابا من مدينة أكادير يحذرون السائحات من لبس “البيكني” في شواطئ مدينتهم في رمضان، من خلال كتابة لافتة تتضمن ذلك.

وهو ما يمكن اعتباره تعبيرا عفويا من طرف مجموعة من الشباب والفتية، والذين من ضمنهم فاعلون جمعويون يتحدرون من منطقة أنزا بأكادير، اعتادوا على رؤية السائحات وهن بلباس “البيكيني” غير أن ما لهذا الشهر الكريم (رمضان) من حرمة، دفعتهم للمطالبة باحترام مشاعرهم بطريقة عفوية؛ جعلتها “الصباح” “خطوة غير محسوبة العواقب”، وأن حديث بعضهم مع فتيات وسياح أجانب يشبه “خرجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وأن السياح “قد يعتقدون أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي، ما يسيء إلى سمعة البلاد“.

الأمر الذي يجعلنا نتساءل: أليس الإرهاب مرتبطا في العقلية الغربية المتأثرة بالمسخ الإعلامي الغربي بالمسلمين، ودول الإسلام، فلماذا يأتون للسياحة في بلدان المسلمين؟

ثم لماذا لا يهاجم “المتطرفون” (جدلا) هؤلاء السياح الذين يأتون إلى المغرب منذ عقود من الزمن، سوى حالات شاذة عليها ألف علامة استفهام؟!!

ومن جهتها اعتبرت “الأحداث” من خلال نقل تدوينات “فايسبوكية” أن رفع اللافتة التي كتب عليها بحروف لاتينية “respect ramadan no bikinis”، يعد “تدخلا في حرية الناس، وتضييقا عليهم”، وأن هذه بداية لـ”تدخلات أخرى أكثر تشددا”، متسائلة “ما دخل هؤلاء في الشاطئ، لينتدبوا أنفسهم رقيبا على الأخلاق لمنع السائحات الأجنبيات من السباحة بلباس البحر”.

وهو ما يدفعنا للتساؤل: أليس من حق المواطن أن يحتج من خلال التعبير عن مبتغاه بكتابة لافتة، ورفعها، وهو ما يفعله الكثير من المغاربة على مدار السنة؟!!

ألا تدافع هذه المنابر عن احتجاج حركة “فيمن”، بالرغم من أنها تحتج بطريقة منحرفة وجنسية من خلال التعري وإبراز الصدور؟!!

هل صارت لافتة عفوية تشكل تهديدا وخطرا، و”النهود العارية” والقبل الحارة لعضوتي “فيمن” في ساحة صومعة حسان سلوكا لا حرج فيه؛ ولذلك كانت الصباح هي الجريدة المغطية للحدث في حينه؟!!

ما يجعلنا نتساءل: من أخبر مصور الصباح بعزم “الفيمنويات” الإقدام على القيام بتلك الجريمة، وحضوره للمشاركة من خلال التغطية بعدسته؟!!

الأمر أخذ عند الصحِيفتين العلمانيتين اللتين أخذ القائمون عليهما على عاتقهم مواجهة ما يسمونه مشاريع “أسلمة المجتمع” ومحاربة “الإسلام السياسي” حجما أكبر، فلم يقف الأمر عند ذلك الحد بل اعتبرت صَحَفية “الصباح” وصحفي “الأحداث” أن اللافتة التي كتبت عليها تلك العبارة بالأبيض “ذات اللون الأسود”، تعبر عن “نزعة أصولية متشددة، تمتح قوانينها من الأصول الداعشية”، وفيها “إشارة إلى التنظيم الإرهابي داعش”.

هل صارت اللافتات السوداء ممنوعة في المغرب لأنها تشبه رايات “داعش”؟

وهل صارت الكتابة باللون الأبيض جريمة “إرهابية” لأنه اللون المكتوب به في تلك “الرايات”؟

هذه القراءة المغرضة تجعلنا نخاف مستقبلا من استعمال اللون الأسود في الملبس والمسكن والمركب، كما سنخاف من استعمال الصباغة البيضاء أثناء الرسم، والكتابة بالطبشور الأبيض في السبورات السوداء في قاعات التعليم؛ ما يفرض على وزير التعليم التفكير سريعا في طريقة للتخلص من السبورات السوداء وحرقها، وما يفرض على وزير الداخلية التدخل السريع لمنع “الطباشير” الأبيض من البيع في الأسواق المغربية، وتجريم استعمالهما خصوصا من طرف أساتذة مادة التربية الإسلامية وأقسام شعبة الدراسات الإسلامية والكتاتيب القرآنية ومدارس التعليم العتيق والتعليم الأصيل.. لأن كل كتابة على السبورة السوداء بالطبشور الأبيض ستحيلنا مباشرة على رايات “داعش”، لأننا نكتب أمورا تتعلق بالدين وأحكامه.. و”حريرة هاذي وشمن حريرة”!!!!

بل واعتبرت “الصباح” أن هذه البادرة العفوية خطر على السياحة في المدينة التي تعتمد على الواجهة البحرية، وأن هؤلاء المحتجين “تجاهلوا أن السياحة في أكادير تعتمد على شاطئها بالأساس، وأن السياح لا يحضرون إليها إلا لهذا الغرض، للتمتع بشواطئها وبشمسها”.

معلوم أن السياح في أكادير يأتون لشيء آخر كذلك غير السباحة، وحضورهم للسياحة في بلدنا لا يجعلهم في غنى عن احترام قيمنا وتقاليدنا وأحكام ديننا، وأن ما يتعلق بهم من استثناءات كالترخيص لهم بشراء الخمر، هو قانون لا يتوافق وقيمنا وديننا، فلا نزيد عليه أن نسلم لهم بممارسات أخرى يطبع لها الكثير من العلمانيين إعلاميا وسياسيا من قبيل السياحة الجنسية والعري والمجون.. بالرغم من أنها تخالف القوانين.

واستغربت صحفية الصباح “تعليق اللافتة، أياما قليلة بعد اعتقال شابتين بإنزكان بسبب ارتدائهما لباسا صيفيا (الحقيقة أنه لباس فاضح)، بتهمة الإخلال العلني بالحياء العام..”.

لا أدري لم تصر هذه الصحيفة على الدفاع عن العري الفاضح!!

فبالرغم من أنه مخالف للقانون، هم مستعدون ليكونوا أول من يخالفه، لا لشيء سوى أن من يطالب بتطبيقه هم المتهمون بـ”أسلمة المجتمع”!!

ولرفع اللبس وتبرئة ساحة الذين قاموا بتلك المبادرة التي لقيت استحسان السياح الأجانب؛ ننقل ما جاء في بيان لهم بعد ردود الفعل المتباينة من فعلهم، حيث قالوا: إن “شباب أنزا يستنكرون ما تم الترويج له ضدهم من شائعات من بعض المواقع الإلكترونية بعد نشرهم لصور لافتة موجهة للسياح الأجانب، تطلب منهم احترام قدسية شهر رمضان عند تواجدهم بشاطئ أنزا“، وأضاف البيان “نحن كشباب أنزا نستنكر كل ما راج من شائعات حول تلك المبادرة، والتي لقيت استحسان السياح الأجانب. وللأسف صنفتها بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تأييد لما يسمى بـ”داعش”، ونحن بدورنا نقول وبصوت واحد أن كل ما قيل لا أساس له من الصحة، ومرحبا بسياحنا الأجانب أينما، حلوا وارتحلوا“.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M