أين اختفى تجار “التسامح والتعايش”.. إنهم كذابون!

20 أكتوبر 2023 19:49

هوية بريس – عبد الله الشرقي

كانوا يكذبون، عندما حدثونا عن التعايش في الغرب الديمقراطي وقبوله للآخر، والاختلاف في الرأي.

كانوا كذّابين عندما درّسونا أن الغرب يعلي من قيمة الحرية.

شواهد كثيرة تدل على أن قيم الحرية والتسامح ومفهوم حقوق الإنسان -كما هو متعارف عليها غربيا وليس دوليا- وقيمَ الديمقراطية كلها إيديولوجية لنزع الغيرة من قلوب من يعارضون الهيمنة الرأسمالية على العالم، والتي تمارسها الصهيونية والماسونية لصالح اليهود الصهاينة والنصارى الليبراليين.

فإلى مدعي حقوق الإنسان نتوجه بهذا السؤال:

ما رأيكم فيما يحصل في بلاد العزة؟

وقبل أن تجيبوا اسمعوا هذه الأرقام وهذه الأحداث:

من العام 1936 ‏وحتى عام 1947 ‏عشرات المجازر.

‏الضحية: الشعب الفلسطيني:

المنفذ: مختلف العصابات اليهودية مثل شِتْرين أو ليحي والهاگانا والأرغون والبلماخ ومن زعماء البلماخ: موشي ديان وإسحاق رابين.

وللإشارة كل هذه العصابات وغيرها هي التي شكلت الجيش في دولة الكيان الغاصب.

تكلل الإرهاب ‏المدلل بإنشاء دولة له وبدأ منذئذ جرائمه باسم الدولة المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، دون أن ينال أي عقاب أو حصار من طرف الدول الديمقراطية.

إنهم كذّابون!

ففي عام 1948 أقام للفلسطينيين العزل مذبحةَ الدوايمة.

بلغ عدد ‏الضحايا فيها أكثر من 500 فلسطيني مدني.

فهل تحركت الدول الديمقراطية؟ لا! ‏فإنهم كما قلنا كذّابون.

وفي عام 1948 أقيمت للفلسطينيين مذبحة دير ياسين بلغ عددُ ضحاياها أكثر من 360 فلسطينيا ‏مدنيا.

المنفذ: ‏عصابتا الإرْغون وشتيرين الصهيونيتان، فهل تحركت الدول الديمقراطية؟ لا! ‏فإنكم كما قلنا كذّابون متاجرون بحقوق الإنسان وقيم التعايش.

‏وفي ماي من عام 1948 ‏كان الفلسطينيون مرة أخرى على موعد مع مذبحة ‏الطنطورة، ‏بلغ عدد الضحايا فيها أكثرَ من 200 فلسطيني مدني.

المنفذ: الجيش الصهيوني.

فهل تحركت الدول الديمقراطية؟ لا! ‏فإنهم كما قلنا كذّابون.

وفي أكتوبر من عام 1953 مذبحةُ قرية قِبْية، ‏الضحايا أكثرُ من سبعين 70 فلسطينيا مدنيا.

‏المنفذ القوات الخاصة للجيش الصهيوني.

فهل تحركت الدول الديمقراطية؟ الجواب هذه المرة أيضا: لا! ولنفس السبب ما دام الضحايا من المسلمين.

وفي ‏عام 1956 ‏مذبحة قرية قلقيلية، ‏الضحايا أكثر من سبعين فلسطينيا مدنيا.

المنفذ: مجموعة من المستوطنين والجيش الصهيوني.

فهل تحركت الدول الديمقراطية؟ لا! ‏فإنهم كما قلنا كذّابون.

ثم توالت المجازر:

مذبحة خان يونس أكتوبر عام 1956 الضحايا أكثر من خمس 520 فلسطينيا مدنيا ‏أعدموا.

‏مجزرة قانا 1996، الضحايا 120 فلسطينيا.

عام 2008 مجزرة غزة ‏الضحايا أكثرُ من ألف وأربعمئة وخمسين ‏1450 ‏فلسطينيا مدنيا بينهم أكثر من 400 طفل.

المنفذ الجيش الصهيوني؛

وجاءت هذه المجزرة في سياق الحرب العالمية على الإرهاب.

فهل تحركت الدول الديمقراطية؟ لا! ‏فإنهم كما قلنا كذّابون.

فالمسلمون بالنسبة إليهم، كلهم إرهابيون حتى يؤمنوا بالعلمانية ويكفرون بالإسلام. ‏

ثم في عام 2014 يكون الفلسطينيون على موعد مع مجزرة حرب غزة.

الضحايا أكثر من ألفين وثلاثمئة وخمسين 2350 فلسطينيا مدنيا بينهم أكثرُ من خمسمئة وثمانين 580 طفلا.

المنفذ الجيش الصهيوني.

فهل تحرك المنتظم الدولي والأمم المتحدة؟ وهل تم ردع الصهاينةِ الإرهابيين؟ لا لأنهم كذابون! ‏

كل ما سبق فضلا عن آلاف الشهداء خلال فترات الانتفاضات المتقطعة ‏وعشرات المجازر ‏التي لم نذكرها، لم تحرك دول العالم الغربي.

والآن فقط بعد معركة طوفان الأقصى حيث بلغ عدد الشهداء في غزة قرابة 4000 ولمّا تقفل القائمة بعد، حيث رَحى الحربِ لا تزال تدور هناك.. تَدُكُّ المستشفياتِ والمدارسَ وتنسف البيوتَ على الأطفالِ والنساء، فهل تحركت دولُ العالم المتحضر هذه المرة؟

نعم تحركت وبقوة، لكن لتؤيد الجناة وتدعم الإرهاب، أمريكا حركت بوارجَها الحربيَّةَ، ودولُ مجموعة السبع الديمقراطية تمدُّها بالمال والتأييد، وتستعمل حقَّ الفيتو في مجلس الخوفِ حتى لا يُدينَ العالمُ جرائمَ الغزاةِ الصهاينةِ الإرهابيين.

هكذا هي الدول الديمقراطية لا تعرف حقوق الإنسان سوى لأبنائها، ولا تتحرك إلا من أجلِهم، فمن يحدثنا بعد اليوم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فهم من الكذَّابين، ولا يفل الحديد سوى الحديد، ولقد طل ليل العدوانِ الغربيِّ أربعةُ قرونٍ من الاحتلال والغزو، ولا يزال فينا من يدعونا إلى محبتهم وتولِيهم، وصداقتِهم والتطبيع معهم.

ألا فلا حياة للمسلمين إلا بالرجوع إلى دينهم وهويتهم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M