أين علماء المذهب والفروع من نقاش التطبيع والعلمنة؟!

28 يونيو 2023 18:31
مسجد السنة الرباط

هوية بريس – متابعات

كتب الدكنور محمد عوام مستعجبا “عجبت وكيف لا أعجب من قوم إذا حلت مناسبات دينية، وفرائض إسلامية، وواجبات ربانية، فإذا بأقلامهم لا تتوقف، ومدداهم يسيل، وقرائحهم تبدع، لكن في نقل الفروع، وتسهب في التخريج عليها، ويتفنون في تطريق الخلاف، وتدبيجه، ولو كان رأيا شاذا قال به أحد من الجن، ولم يلتفت إليه الكبار، لألفيتهم يتمسكون به، ويعتضدون به، نصرة لأفكارهم ومذهبيتهم.

لكن هؤلاء القوم يحجمون عند المعارك الكبرى، والقضايا العظمى، التي تقض المضاجع، ويقف شعر المخلصين من هولها، وعظيم خطرها على الأمة وشعوبها”.

وأضاف عضو مركز المقاصد للدراسات والبحوث “لا أحد منهم يتفنن ويبرع في الحرب على التطبيع والخطر الصهيوني الذي يسعى لابتلاع الأمة، وتقويضها، وشل مفعوليتها، وجعلها تابعة له، خادمة لأهدافه، راكعة ذليلة أمامه، فأين أقلام هؤلاء الأحبار، وأين ألسنة هؤلاء الفرسان، أحبار الفروع، وفرسان التفريع، إنها مختفية تماما، متوارية للخلف، تنظر من بعيييد للمعركة، ولسان حالها يقول لست من أهلها.

لا أحد يخوض معارك ضد التيار العلماني، الذي يريد مسخ هوية الأمة، ويحطم ثوابتها، ويشوه قطعياتها، بل إنه يشرعن للمفاسد والمحرمات، والمقبوحات والمنكرات، باسم الحرية، ولا يكفيه ذلك، إنه يسعى سعيا لتخريب الأسر، وتشتيت أعضائها، وجعلهم في صراع دائم، وبغض متواصل، يسبح هؤلاء العلمانيون بالليل والنهار بالمواثيق الغربية (الدولية)، كأنها وحي منزل، يبغونها عوجا.

فأين هي أقلام علمائنا الفروعيين، الذين يغضبون من أجل الفرع، وينامون ويتغافلون، ويصيبهم الوهن والصمت المطبق من أجل الأصل.

فيا لها من خسارة، ويا له من رزء، ويا له من ضياع، حينما يفقد إخواننا الفروعيون والمجادلون، والمذهبيون بوصلة المعركة، واتجاه قبلة الصراع، ومكان الأعداء، فيصوبون سهامهم في غير مرمى مصاب، فأين ما يجادلون حوله، وينافحون عنه من قضايا الأمة المصيرية، وما أكثرها؟!!

كم تساوي تلك الفروع المختلف حولها مع غيرها من قضايا الأمة، وكشف خطط الأعداء المتربصين إذا ما وزنت بها؟

وهنا يحار العقل في محاولته لفهم هذا النموذج الذي يكتسح الساحة، تفريعا وتخريجا في قضايا وخلافات قتلت خلافا، لكنه يتوارى للخلف، ويختبئ ولا يتكلم إلا همسا ومن وراء حجاب، كربات ذات الخدور”.

وختم الدكتور المغربي تعليقه على صفحته بالفيسبوك بقوله “أقول هذا، والألم يعتصر الفؤاد، وإني لأعلم أن بعضهم لن يروقه هذا الخطاب، فإذا أحسست أنه فيه تجن، ومبالغة، ونقد في غير محله، فما عليك إلا أن تأخذ القلم، وتكتب عن قضايا الأمة الملتهبة، وعلى رأسها التطبيع والصهينة، وتكون واضحا، وتشبع الموضوع تفريعا على غرار صنيعك ودأبك مع الفروع المختلف فيها، لا تكفي بقولك أرفض التطبيع وكفى، فهذا لا يليق بأولي النهى والأحلام، وإنما أن تبين وتعلل وتخرج على عادتك، وطريقتك. وتستمر في المعركة لا تنسحب منها”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M