استراتيجية الإسلام (21)… العدل- شرط موسى عليه السلام

06 يونيو 2023 17:43
"خوفو" قد يتسبب في أزمة بين مصر واسكتلندا

هوية بريس- محمد زاوي

5-العدل

– تفاوت القرآن

* التفاوت وتطوره

** شرط موسى عليه السلام

بُعِث موسى عليه السلام إلى قومه في شرطين، في شرطهم الخاص إذ كان للوثنية فيهم امتدادٌ، وفي شرط استعباد الفراعنة. يعيشون في ضعف واستضعاف، ضعفهم ما قبتاريخي، فيما استضعافهم تاريخي. ضعفهم من وثنيتهم القديمة، واستضعافهم من التفاوت الاجتماعي بينهم وبين أسياد الفراعنة.

خاض موسى معركتين في معركة واحدة، تلك هي معركة “نشر التوحيد” واجه بها وثنية قومه، كما واجه بها سيطرة فرعون. وما كان لقوم موسى أن يتغلبوا على سيطرة فرعون إلا بتوحيد الله تعالى واتباع نبيهم، وما اتبعوه إلا بعد جهد جهيد. فتراوحوا بين “إيمان” على مضض في حضرة موسى، ولما غاب عنهم اتخذوا من دون الله آلهة. “وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون” (سورة البقرة، الآية 55)/ “فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري” (سورة طه، الآية 85).

أصبحت العمليات الربوية حرفة لليهود بعد وفاة موسى وتحريف هديه، إلا أن بذورها فيهم كانت سابقة؛ وذلك لمّا تركوا الله وعبدوا العجل (“فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار، فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي”/ سورة طه، الآية 88)، وكم تأسف لحالهم موسى (“فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا”/ سورة طه، الآية 86). ولمّا كان المغلوب يتخلق بأخلاق الغالب، فقد كانوا وما زالوا طرفا في التناقضات الاجتماعية للمجتمعات التي يستقرون بها، بل قدّموا ويقدّمون خدمات للطرف المسيطر، ومنهم من احتل موقع المسيطر اجتماعيا وعالميا.

أما الكسب، فقد اتخذوا فيه أيسر السبل، حيث العمليات الربوية و”إنتاج المال من المال”؛ فكانت التجارة أحب الأعمال إليهم، على حساب الزراعة والعمل الحرفي ثم الصناعي. بذلك حرفوا دين موسى، ودونوه وشرحوه على مقاس حاجتهم في كل مجتمع يستقرون به. “أفتطمعون أن يؤمنوا لكم، وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون” (سورة البقرة، الآية 75).

***

لم يخض موسى عليه السلام مواجهة مباشرة ضد فرعون، بل حال بينهما تناقض عقدي-أخلاقي يعكس تناقضهما اجتماعيا. كان فرعون جبارا يستر تجبره ب”السحر” (“فلنأتينك بسحر مثله”/ سورة طه، الآية 58) و”ادعاء الربوبية” (“فقال أنا ربكم الأعلى”/ سورة النازعات، الآية 24)، وكان موسى مدافعا عن حقوق المستضعفين والمستغَلّين في “عبودية مصر”، وسيلته في ذلك “توحيد الله تعالى” (“قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى”/ سورة طه، الآية 50) و”معجزاته التسع” (“في تسع آيات إلى فرعون وقومه، إنهم كانوا قوما فاسقين”/ سورة النمل، الآية 12).

(يتبع)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M