استياء واستنكار واسعان بين المصلين والخطباء بسبب الخطبة الموحدة

11 مارس 2022 17:02

هوية بريس – حكيم بلعربي

للمرة الثالثة في ظرف وجيز يتوصل الخطباء بخطبة موحدة تعالج موضوع حقوق المرأة في الإسلام تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس من كل سنة.

وبغض النظر عن مضمون الخطبة الذي يعد مقبولا في الجملة؛ نشير إلى أنه قد مرت الخطبة في جو بارد غاب عنه تفاعل الخطباء وافتقد لتأثر وتجاوب المستمعين من عموم المصلين، لأن الخطيب لا يمكنه التفاعل مع خطبة ارسلت إليه من فوق، لم يكتبها ولا تناسب تعبيره ولا أسلوبه ولا مستواه فليست الثكلى كالنائحة المستأجرة.

إن خطباء الجمعة كما عبر كثير منهم لـ”هوية بريس”، ليسوا ضد تخصيص خطبة لموضوع معين كالمواضيع الوطنية، وموضوع المرأة ولكن يكفي تعيين الموضوع والإيعاز بإعداده للخطباء لأن إرسال خطبة جاهزة فيه ازدراء للكفاءات العلمية التي لا يمكنها أن ترقى المنابر إلا بعد اختبارات ومقابلات دقيقة وعميقة وشروط لا تجعل لغير المتأهلين مكانا على المنابر…

فما فائدة شهادة التزكية سابقا وشهادة التأهيل حاليا ما دام هذا الخطيب فاقدا للأهلية لإعداد خطبة عن موضوع حقوق المرأة في الإسلام أو موضوع الاستسقاء…

إن من جملة خطباء المغرب نخبة من خيرة العلماء وبعضهم أعضاء في المجلس العلمي الأعلى أكبر مؤسسة علمية شرعية في المغرب.

ألا يعد تكليف هذه النخبة من العلماء والفقهاء والدكاترة والأكاديميين بتلاوة خطبة ازدراءً واحتقارًا لهم وتحويلاً لهم من علماء فاعلين ومؤثرين إلى أشبه بالمذيعين قارئي نشرات الأخبار المسلمة لهم والمحررة من غيرهم.

إن هذا الصنيع يعد جناية على الشأن الديني واعتداء على المساجد واحتقارا لشعيرة صلاة الجمعة مع ما تمثله من مكانة في الشرع الحنيف ولدى عموم المؤمنين.

وفي زمن سرعة الاتصال وشيوع التواصل فإن الخطب الموحدة تتسرب قبل أيام من يوم الجمعة لتنتشر عبر مواقع وبرامج التواصل انتشار النار في الهشيم ما يشكل إحراجا لخطباء المساجد وإهانة لهم حيث يتجشمون عناء قراءة خطبة مستهلكة قرأها الجميع واطلعوا عليها مكتوبة… بل وصوتية أحيانا عبر موقع اليوتيوب ما يجعل الخطيب كالببغاء يردد ما يلقى إليه.

فهل يقبل السيد الوزير أحمد التوفيق أو فضيلة الأمين العام السيد محمد يسف أن يلقيا خطابا في مناسبة ما بعد انتشاره عبر وسائل التواصل؟؟

فإن قبلا فقد قبلا بالمهانة وإن رفضا فكيف يرضون لنواب أمير المؤمنين ما لا يرضونه لأنفسهم.

إن المصلين ينظرون إلى الخطباء بعد كل خطبة موحدة بأنهم مجرد أبواق لإيصال صوت غيرهم، ما يذهب بمصداقيتهم، وبمصداقية خطبة الجمعة ويفرغها من حمولتها ووظيفتها ورسالتها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M