الأستاذ ياسين العمري وخفة المهدوي

23 مارس 2024 02:30

هوية بريس – صلاح سالم

وأنت تشاهد الحوار الذي دار أول أمس بين الأستاذ الفاضل ياسين العمري والصحافي المهدوي، تدرك لماذا أوتي هذا الرجل المصلح الناشر لدعوة الله، المثابر في معركته التوعوية؛ هذا القبول العجيب بين الناس، و هذا التوفيق الكبير في دعوته.

يتجلى هذا في اصطباره على تقديم الحكمة والموعظة الحسنة والصبر واللين في مواضعه في دفاعه عن دين الله عز وجل على حساب الإنتصار لنفسه، نحسبه من الصادقين مع ربهم و الله حسيبه، قدوته في هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي ما كان ينتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك محارم الله. زد على هذا تواضعه الذي يشهد له به كل من جالسه.

لم تمر أكثر من سنة حين أصابه هذا الصحافي ببعض من جهالاته -سامحه الله- عند التعرض لما عرف بموضوع (الشيخة) الذي كان فرض نفسه على الرأي العام حينئذ، فوجد الشيخَ ياسين صاحب قلب سليم، فلم يرد عليه الإساءة بالإساءة، بل بالعكس كان هو من بادر لإطفاء نار تلك الفتنة بخلقه السمح.

وها هو اليوم يستضيفه في برنامجه الحواري و الأستاذ يلبي راميا خلفه ما سبق من أذى.

لا يظن ظان أن الأستاذ لم يكن يدري خلفية الحوار ومرجعية المحاور المضيف، ولا يشك في فطنته ونباهته اتجاه أمر كهذا، فالرجل يعرف ما يريد، ودائرة دعوته أوسع من أن تحيط فقط الزمرة المقبلة على دينها…

في بداية الحوار أول ما تبادر إلى ذهني مشاهد من برامج سابقة بين إعلاميين عُلَّمانيين ورموز إصلاحية في عالمنا الإسلامي، فقلت لن يكون مهدوي إن شاء الله وهو يستضيف الأستاذ العمري، كالهالك الإبراشي و هو يكيد لضيفه محمود شعبان فرج الله كربته، أو كعمرو غير أديب وهو يحفر للمرشح الرئاسي لمصر المبتلاة الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل فرج الله همه كذلك، فالمهدوي على الرغم من عُلَّمانيته هو رجل صاحب مواقف وممن يبحثون عن الحق إن شاء الله… لذا فمستوى الحوار سيرقى لمستوى ضيفه وعلى هذا الأصل الذي ذكرت.

بدأ الأمر كذلك، لكن سرعان ما انكشفت دفائن صاحبنا وما ينطوي عليه من جهل عميق بدينه وبأصوله في الحوار والأخذ والرد.

يدعي أنه يبلغ الأستاذ ياسين فقط ما يثيره الحداثويون من شبه حول موضوع النقاش وهو في الحقيقة يعبر عن معتقداته التي يشاركهم فيها. يسأل ويشوش على الإجابة، يلقي الشبهة تلو الأخرى، يعود ليسأل ويقطع الطريق عن الإجابة من جديد -وجد الضيف على قدر عال من الحلم- وأحيانا يسأل فيلقي سؤالا جديدا و الأستاذ مازال في طور الإجابة عن السؤال الأول.. عجيب أمرك يا المهدوي (راك صحافي زعما)، ما رأيناك تحاور ضيوفك من الفصائل الأخرى بهذه الخفة.

وفي الأخير يلقي على أستاذنا بعض الأسئلة الكيدية التي أتمنى أن أكون مخطئا في وصفها هكذا، إذا توليت رئاسة الحكومة هل وكيف و متى؟؟؟

ما رأيك في فلان، ما قولك في علان؟؟؟

اسي المهداوي، واش نتا جايب السيد باش تناقشوا المدونة؟

ولا جايبوا على أساس أنه مرشح لرئاسة الحكومة؟! للأسف ماقدرتيش تكون حسن من شي قرعين فهاذ الحوار.

زعما راك حر، ونشهد لك (شويا) على هذا واخا كاين (بزاف) ديال الإختلاف.

تُشكر على استضافة الأستاذ ياسين العمري، وقبله العالم مصطفى بن حمزة والشيخ حسن الكتاني، لكن في المرة القادمة كن في المستوى من فضلك.

وكفاك من حادثة الجمل الذي سرق في عهد سيدنا عمر فلقد أكثرت منها، ولن توصلك للطرح الذي تصبوا إليه من وراءها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M