التعدد شرع.. مبادرة مصرية لمواجهة شبح العنوسة

19 أغسطس 2017 18:40
التعدد شرع.. مبادرة مصرية لمواجهة شبح العنوسة

هوية بريس – الجزيرة

حين أطلقت مدربة التنمية البشرية رانيا هاشم مبادرة لنشر ثقافة التعدد داخل مصر قبل نحو عام توقعت أن تنتقدها نساء وتؤيدها أخريات، وأن ينتهي الأمر عند حدود النقد والتأييد، ولكن ما جرى فاق توقعاتها، منذ أن نشرت الجزيرة نت تقريرا عن مبادرتها المثيرة للجدل قبل نحو عام.
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي نقاشا بين مؤيدين لها بحماس، ورافضين لها بريبة وتشكيك وأحيانا بتخويف وتهديد، ورغم ذلك تعتقد أن ذلك “الزخم” أفاد مبادرتها ترويجا وتسويقا.
دوافع ومبررات
ورغم ذلك الزخم الذي حول المبادرة من شكل “افتراضي” إلى حالة واقعية حسب صاحبتها رانيا هاشم، فإن الأخيرة وإن أكدت قبولها بتطبيق “التعدد على نفسها وعلى كل من يعنيها أمره وأمرها”، رفضت الإجابة على أسئلة طالما طرحها خصومها تتعلق بمدى تجسيدها عمليا لتلك القناعة النظرية على نفسها، وذلك “منعا لشخصنة القضية” على حد قولها.
وتعتبر هذه السيدة المتزوجة والأم لثلاثة بنات أن مبادرتها التي أطلقت عليها اسم “التعدد شرع” مثل أي دعوة سامية، “لا ينتقص منها قلة تابعيها، ولا يؤكد صحتها كثرة مؤيديها”، والأهم برأيها هو “صحة الأدلة المنطقية ووفرة البراهين الشرعية، وانعكاس فائدتها على المجتمع كله”.
وترى أن في الواقع الاجتماعي المرير -وفقا للإحصائيات الرسمية- ما يكفي لإقناع المترددين والمتشككين، حيث يؤكد تقرير صادر في مارس الماضي عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر وهو جهاز حكومي أن “عدد الفتيات اللائي تجاوزن الثلاثين عاما دون زواج تخطى 11 مليونا”.
كما ذكر تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء المصري نهاية العام الماضي أن “مصر باتت الأولى عالميا في نسب الطلاق، بمعدل 240 حالة طلاق كل يوم”.وبالتوازي مع ارتفاع نسب الطلاق، يكشف استطلاع رأي لمؤسسة جسر التابعة لمؤسسة مصر الخير الأهلية عن ارتفاع نسبة الموافقين على زواج الرجل بأكثر من واحدة إذا كانت الظروف المادية ميسرة، حيث بلغت نسبة الموافقين 31% عام 2016، مقارنة بـ 23% و19% عامي 2015 و2014 على التوالي.
وترى هاشم مصداقا لذلك الاستطلاع في حجم الإقبال على مبادرتها، إذ تعلن نساء جدد وبشكل يومي انضمامهن إليها باقتناع تام، وهو ما يؤكد نجاح المبادرة جزئيا في أحد أهدافها المتمثل في “تغيير قناعات سلبية مترسخة وإرساء نظرة موضوعية عن التعدد”.
تهديدات متواصلة
ويبدو أنه كلما ازداد الإقبال على المبادرة ارتفع منسوب الضغط عليها تشويها وتهديدا حسب المسؤولة عنها، ورغم أن المبادرة لم تتحول بعد إلى شكل مؤسسي فإن الاتهامات تنهال عليها من كل حدب وصوب سبا وقذفا أحيانا، وتخويفا وتهديدا أحيانا أخرى.
ووصلت تلك التهديدات حد التلويح بالاعتداء البدني وخطف أطفال المشاركات في المبادرة، كما تقول هاشم التي هددتها المذيعة إيمان عز الدين “بإغلاق صفحتها في فيسبوك” خلال برنامجها على الهواء.
وتقول هبة تونسي وهي مديرة لإحدى مجموعات المبادرة على فيسبوك “العديد من الزوجات يتواصلن مع نساء بالمبادرة لطلب تزويج أزواجهن، لكننا نرفض فلسنا جهة تعارف من أجل الزواج، نحن مجموعة تعريف بالمبادرة وحسب”.
وصار الكتاب الذي يحمل اسم المبادرة، وأطلقته صاحبة المبادرة خلال معرض القاهرة للكتاب مؤخرا، دستورا لها، إذ يتضمن كل آراء المؤيدين وتفنيد الآراء المعارضة.
ومثّل إطلاق الكتاب مناسبة تلاقى فيها كل المؤيدين والمؤيدات، بحثا عن سبل مثلى لتحويلها من مجرد أفكار عامة، إلى شكل شبه مؤسسي، يعتمد الإنترنت مجالا مفتوحا للترويج، عبر صفحات ومجموعات مفتوحة.
ولا تكتفي رانيا هاشم ومؤيداتها بالدعوة للمبادرة، بل يقدمن نماذج واقعية لمن قمن بتزويج أزواجهن، أو رحبن بالزواج الثاني لأزواجهن، فهذه أم سفيان تقسم إنها “لم تعد تتخيل حياتها دون ضرتها”، أما إبراهيم شاهين فنشر صورته مع زوجتيه مثنيا على المبادرة، وحرص الطبيب حماده فوزي وزوجته على التقاط صور لهما وهما يرفعان كتاب التعدد شرع.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M