الدين الإبراهيمي دعوة للكفر بالإسلام -رسالة الحاخام يوري شرقي نموذجا-

25 فبراير 2024 19:32

هوية بريس – د. الزبير دحان

 بعد أحداث غزة التي قادتها حماس في فلسطين المحتلة وما أعقب ذلك من تطورات وأحداث؛ وتحديدا بتاريخ: 12/01/2024 تقدمت جمعية يهودية صهيونية –مؤسسات بريت عولام (العهد الأبدي)- في شخص رئيسها الربّاني (الحاخام) أوري شِرْقِي؛ وهو جزائري المولد؛ وله نشاط وحضور على مواطن التواصل الاجتماعي بشكل كبير-؛ تقدمت برسالة تحت عنوان: “جسر الإيمان: رسالة إلى حكماء الإسلام” لترتيب الصورة التي ينبغي أن تكون عليها العلاقة بين اليهودية والإسلام..

وجدير بالذكر أن الحاخام الصهيوني يوري شرقي -قبل رسالة الدعوة لترك الإسلام التي أمامنا- سبق أن اعترف في بعض محاضراته أنه وجماعة من اليهود الصهاينة يعملون على صنع الصورة التي ينبغي أن يكون عليها الدين الإسلامي في العقود القادمة -الدين الإبراهيمي الجديد أنموذجا-؛ ويرسلون سرا -لعدم إحراج حلفائهم وفضح المنافقين الموالين لهم- «وفودا للتواصل مع الجهات النافذة في دول العالم الإسلامي المختلفة»؛ لتحقيق هذا الغرض؛ ولا شك أنهم يقصدون طينة الحكام الذين هم على استعداد لخيانة شعوبهم والارتداد عن دينهم؛ ويقصدون فئة المثقفين المستعدين لتغيير جلدهم بله دينهم!

ولكن قبل ذلك لا بد من التنبيه على أن رسالة الكفران هذه؛ سرعان ما لقيت صداها في بعض الدول وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة حيث استقبل الوفد- عقب رسالة الكفران!!- استقبالا ملكيا وتُلقوا بحفاوة ومودة بالغتين كما قال الحاخام الصهيوني يوري شرقي؛ وكان الوفد مصحوبا هناك برجل الأعمال اليهودي الكبير الذي لم يسمه؛ ولكن حسبك أنه عرفه بكونه كان عراب اتفاقيات أبراهام!! وأما بخصوص الوفد الإماراتي فسمى بعضهم وفي مقدمتهم علي النعيمي الذي زكاه الحاخام اليهودي الصهيوني غاية التزكية، ومدح كثيرا واثنى على تدينه أي نعم! قال هو متدين كثيرا!! -أي يقصد خائن جدًّا-، وزاد إنه يعتبر في المرتبة الرابعة أو الثالثة من مراتب الدولة العليا- يقصد مراتب الخيانة الدنيا!

ولكن الذي يعنينا في هذه الوراقة والسؤال المطروح أمامنا هو معرفة ماذا يريدون من المسلمين كي يكونوا مقبولين- مرتدين متنورين- وما هي فحوى الرسالة الصهيونية التي تهدف تفصيل الإسلام الكفر– المطلوب في العقود القادمة!

التكذيب الأول لرب العالمين

إن المطلب الأول والنقطة الأولى التي يعتبرها الحاخام الصهيوني من مواطن الخلاف بين اليهودية والإسلام؛ والتي ينبغي التخلي عنها هو «ادعاء الإسلام بأن التوراة الموسوية قد بَطُلَت، بل أنه يتعيًن على اليهود الدخول في الإسلام»؛ وهذا الكلام يقوله يهودي مع أنه ولد في دولة إسلامية- الجزائر؛ وإن كانت يومها مستعمرة فرنسية وما زال يعتقد بالتوراة -مع ما فيها من تناقضات اعترف بها هو نفسه كما سيأتي- لأن المسلمين مع اعتقادهم تحريف التوراة وعدم صلاحيتها، ومع اعتقادهم بأن الدين اليهودي منسوخ بدين عيسى عليه السلام ثم بدين الإسلام؛ إلا أنهم يتركون اليهود وما به يدينون؛ بينما الحاخام يريد منا في الدين الإبراهيمي أن نكذب الله تعالى في قوله: {ٱلۡيَوۡمَ ‌أَكۡمَلۡتُ ‌لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ} -(المائدة/3)- ؛ وقوله تعالى: {إِنَّ ‌ٱلدِّينَ ‌عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ}-(آل عمران/19)-؛ وقوله: {وَمَن يَبۡتَغِ ‌غَيۡرَ ‌ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} -(آل عمران/85)-؛ وهذا الذي ورد في الآيات صريح وواضح في أن الدين الحق الذي ينبغي اتباعه هو الإسلام، والكتاب الوحيد الذي تم حفظه هو القرآن ولا خلاف بين مسلمين في هذا وهو مما أجمع عليه أهل الإسلام.

وفي ذلك يقول العلامة أبو محمد ابن حزم الأندلسي في كتابه في “الإجماع” في باب “قضايا من الإجماع يكفر من خالفها بإجماع” ما يلي: «إن دين الإسلام هُوَ الدَّين الَّذِي لَا دين لله فِي الأرض سواهُ وَأَنه نَاسخ لجَمِيع الاديان قبله وَأَنه لَا ينسخه دين بعده أبدا وَأَن من خَالفه مِمَّن بلغه كَافِر مخلد فِي النَّار أبدا»-مراتب الإجماع (ص: 172)-؛ ومعنى هذا أن الذي يستجيب لطلب أو أمر الحاخام الصهيوني سواء كان حاكما أو محكوما؛ فلا يقع ذلك منه إلا بخروجه عن الإسلام فليختر ربه وشعبه! أم اليهودي الصهيوني وحزبه!!

وأما التعايش بين المسلمين واليهود لكل دينه ولكل كتابه؛ فهكذا تعايش المسلمون مع اليهود قرونا، فالمسلمون مع اعتقادهم أن الإسلام هو الدين الخالد الناسخ لكل دين، خلَّوا بين اليهود ودينهم! وذلك منذ فجر الإسلام حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودعا اليهود إلى الإسلام ولكن لم يكرههم على ذلك؛ وقال صلى الله عليه وسلم: لليهود دينهم وللمسلمين دينهم! إلى أن تآمر اليهود وخانوا -على عادتهم- المواثيق والعهود؛ وتحالفوا مع المشركين ضد المسلمين؛ عندها تم طردهم بسبب خيانتهم لا بسبب دينهم؛ ومع ذلك بقي اليهود في غير الجزيرة العربية على دينهم قرونا ولا زالوا حتى اليوم كذلك.

التكذيب الثاني لرب العالمين

والمطلب الثاني الذي ينبغي أن يتخلي عنه “حكماء الإسلام” فهو «ادعاء الإسلام بأن اليهود قد حرَّفوا الكتاب المقدس وقاموا بمحو نبوأة قدوم محمد. هذه الادعاءات غير موجودة في جميع الحالات، وتتعلق بشكل رئيسي بالتناقض بين التوراة والقرآن. بل أن العديد من قصص الكتاب المقدس العبرية والتقاليد اليهودية وردت في القرآن، ويقبلها المسلمون على أنها صحيحة»؛ ومعنى هذا مرة أخرى أن المطلوب من المسلمين تكذيبُهم لربهم الذي أخبرهم أن الأحبار حرفوا كلام الله! وتكذيب الله تعالى في قوله: {وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ ‌وَمُبَشِّرَۢا ‌بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ} -(الصف/6؛7)-؛ فعيسى عليه السلام هو من بني إسرائيل، وخاطب بني إسرائيل، والإنجيل الذي جاء به نسخ ما في التوراة التي جاء بها موسى عليه السلام؛ وبشر بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم؛ فمن نصدق: الكلام الرباني الذي جاء في القرآن! أم كلام الحاخام!؟

التوراة الحالية ليست هي القرآن

ثم إن الذي ينبغي أن يدركه كل أحد أن التوراة الحالية ليست كالقرآن-؛ فالقرآن هو الكتاب الذي {لَّا ‌يَأۡتِيهِ ‌ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ} -(فصلت/42)-؛ وأي مسلم لا يعتقد «أن كل ما في القرآن حق وأن من زاد فيه حرفا -من غير القرءات المروية المحفوظة المنقولة نقل الكافة-، أو نقص منه حرفا، أو بدل منه حرفا مكان حرف، وقد قامت عليه الحجة أنه من القرآن فتمادى متعمدا لكل ذلك عالما بأنه بخلاف ما فعل فإنه كافر» –مراتب الإجماع (ص:78)-.

وأما التوراة الحالية فشأنها شأن آخر؛ وليست هي التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام؛ ولا يمكن ذلك وفيها من التناقضات الشيء الكثير -سترى عينة منها-؛ والحاخام اليهودي الصهيوني نفسه تكلم عن توراته الحالية في محاضرة ألقاها باللغة الفرنسية تحت عنوان “ترتيب التوراة” ابتدأها بقوله -بعد التحية-: «درس اليوم سيكون حول الترتيب؛ ترتيب ماذ!؟ ترتيب التوراة وأقصد بالتوراة هنا الأسفار الخمسة»؛ وقال لمخاطبيه إنكم «حينما تقرؤون كتاب التوراة تجدونه كتابا غير مرتب البتة»؛ وجوابا عن تحير بعضهم إزاء كلامه هذا أكد الحاخام اليهودي الصهيوني كلامه فقال: «بلى فيها أحداث غير مرتبة يأتي المتأخر قبل المتقدم بل وفيها تناقضات»؛ فاعترف صراحة -كما ترى- بأن التوراة الحالية فيها تناقضات إلا أنه نظّر لتلك التناقضات وفْلْسَفها بقوله إن «التوراة نزلت من عند الذي خلق العالم؛ وفي العالم توجد تناقضات؛ وبالتالي يكون من السخف أن لا تشتمل التوراة المنزلة من خالق العالم على تناقضات؛ ولو كانت التوراة سليمة وخالية من التناقضات لكان ذلك حجة على أنها من صنع البشر؛ لأن الإنسان -إذا كان حاذقا- حين يؤلف كتابا يكتبه متحاشيا التناقضات؛ ،فتكون التوراة مجردَ وجهةَ نظر مخلوق في المخلوقات؛ وبما أن الخالق هو الذي أنزل التوراة فلا محالة تتضمن تناقضات تعكس التناقضات داخل العالم»؛ ومن ثم يؤكد الحاخام يوري شرقي أن «التوراة مملوءة بالتناقضات وكل سفر من أسفارها هو كذلك مليء بالتناقضات».

فهذا كلام الحاخام اليهودي الصهيوني في التوراة الحالية!! إنها مليئة بالتناقضات فشهد شاهد من أهلها بذلك!! ونكتفي هنا بأنموذج واحد من مئات النماذج من التناقضات؛ وذلك ما صرح به الحاخام اليهودي الصهيوني حين صرح التوراة المشتملة على الأسفار الخمسة ناقصة؛ وكان ينبغي أن يكون لها سفر سادس؛ وذلك -يقول الحاخام يوري شرقي -أن موسى- عليه السلام مات ولم يدخل بشعب بني إسرائيل إلى الأرض الموعودة، ولو حصل ذلك لاكتملت التوراة وانتهى التاريخ حينئذ!! ولكن حيث إن ذلك لم يقع وفشل مشروع التوراة -كما قال الحاخام- «بسبب أن موسى لم يف بالوعد الذي وعده الجيل الذي أخرج من مصر بدخول الأرض الموعودة؛ ومات موسى ومات معه الجيل في التيه» فالمشروع فشل والتوراة لم تكتمل؛ وبرْهن الحاخام يوري شرقي على ذلك بنصين من التوراة الحالية؛ النص الأول فهو من السفر الثاني من أسفار التوراة؛ وفيه: «لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ. وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا، وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًا. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثًا. أَنَا الرَّبُّ«.-(سفر الخروج/الإصحاح: 6-7-8)».

فخلاصة ما ورد في هذه الإصحاحات أن الله وعد الجيل المخاطب بدخول الأرض المقدسة؛ فهل تحقق الوعد الرباني أم لا!!؟ الجواب يعرفه الجميع! والجواب أورده الحاخام اليهودي الصهيوني مما جاء في آخر سفر من الأسفار الخمسة وفيه خطاب لموسى كما يلي «وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا. قَدْ أَرَيْتُكَ إِيَّاهَا بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنَّكَ إِلَى هُنَاكَ لاَ تَعْبُرُ.

فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ «-(سفر التثنية/ الإصحاح:4؛ 5)-. فحتى نهاية الأمر يخاطَب موسى عليه السلام بأنه لن يدخل الأرض المقدسة، لقد تخلف الوعد السابق!! وكان ذلك –يقول الحاخام الصهيوني– على سبيل النكال بموسى وبشعب بني إسرائيل؛ كما لو أن الله -تعالى الله عما يقولون- «يقلب السكين في الجرح أو يذرّ الملح على الجراحة!!». قلت: هكذا يقول الحاخام الصهيوني عن ربه وعن نبيه وذلك شأنه!!

ولكن الأمر المحقق أنه لم يف الرب في زعمهم بوعده؛ وما لم يحققه الرب ينبغي أن يحققه اليهود الصهاينة؛ ولذلك يقول الحاخام اليهودي الصهيوني: «أمامنا عمل كبير علينا القيام به وها نحن بصدد تحقيق المشروع في أيامنا اليوم، لنكتب بالتالي الكتاب السادس من التوراة إلا أننا حينئذ لا يمكننا تسميتها الأسفار الخمسة ولكن الستة».

التكذيب الثالث لرب العالمين

والمطلوب ثالثا من “حكماء الإسلام” أو النقطة الثالثة للنزاع كما يقول الحاخام يوري شرقي «وهي الأكثر صلة بالوقت الحاضر، هي وعد الله بعودة الشعب اليهودي إلى أرضه وإقامة دولته مرة أخرى» وفيها تكذيب ثالث لرب العالمين وكذب عليه أيضا؛ أما بخوص التكذيب فقد قال تعالى لموسى عليه السلام أن يخبر الجيل الذي معه أن الأرض المقدسة: {مُحَرَّمَةٌ عَلَيۡهِمۡۛ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗۛ يَتِيهُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (المائدة/26) وذلك عقوبة لهم بسبب عصيانهم وتمردهم على ربهم واستخفافهم بأوامره تعالى؛ فإنه لما أمرهم بدخولها أجابوا بوقاحة: {يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ فِيهَا قَوۡمٗا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَا حَتَّىٰ يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ}؛ فكان التيه جزاءهم، وذلك باعترافهم كما تقدم؛ وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فمن قال إن الأرض المقدسة وعد الله بها شعب بني إسرائيل بعد موسى كما زعم الحاخام اليهودي الصهيوني لما قال في رسالة الكفران «الاعتراف بالوعد الإلهي بأن الشعب اليهودي يجب أن يعود إلى وطنه التاريخي ويحكمه، كما جاء صراحة في القرآن» فهذا صريح الكذب والبهتان!!

والخلاصة أن المسلمين يؤمنون بسائر الأديان السماوية المذكورة؛ وأنها كلها في أصلها منزلة من عند الله سبحانه جاء بها أنبياء؛ {قُولُوٓاْ ‌ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} -(البقرة/136)؛ وختم رسالاته تعالى برسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فمن آمن به وصدقه فيما يقول فهو مسلم ومن أبى فذلك شأنه؛ قال تعالى في آخر سورة إبراهيم: {هَٰذَا ‌بَلاغٞ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَابِ} -(إبراهيم/52)-.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M