الشيخ القزابري يكتب: مِنْ رَمْضَاءِ المِحْنَة… إلى فَضَاءِ الرَّحْمَة…!

12 أبريل 2017 21:33
الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمان الرحيم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
من صفاتِ المسلم المُجلِّية لحقيقة الانتساب. السلام والسِّلم في كل باب. والتحلي بصفات الاستكانة.. المشعرة بالعزة لا المَهانة.. وعليه فإنَّ المسلم الحق مأمونُ الجانب.. لا يصدر منه إلا ما يتناغم مع نشيد السلام.. مع نفسه ومع الأشياء مِن حوله.. وتأملوا رعاكم الله.. في قول النبي الأواه..في مقام التعريف بالمسلم المتجلل بأنوار الكتاب.. والمُحقق لشرط الانتساب.. (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
إنها العلياء التي لا تُسامى.. إنها المبادئ التي بتحقيقها يَصْدُقُ انتسابك.. عين حقائق الإسلام سلامٌ يَغمُرُ قلب المنتسب ليفيض على جوارحه وليمتد بَعدُ إلى الناس.. إننا لسنا فقراء أيها الأحباب أو محاويج إلى من يلقننا مبادئ السِّلم.. لأن ديننا لم يحوجنا أبدا.. إنَّما فقرنا أتى مِن ذواتنا.. من شُرودنا.. من ذُهولنا.. من هذا الذي أصابنا ولا أستطيع له توصيفا على وجه الدِّقة.. حتى غَدوْنا حيارى في لُجج التيه.. نَخْبِط خَبْطَ عَشواء.. ونرضى بالظلماء.. حتى صدق فينا قول الشاعر:
كأننا في فلاةٍ ضلَّ راكبُها***نهجَ الطريق وما في القوم خِرِّيتُ
الهدى بين أيدينا.. كتابُ الله ينادينا.. رسول الله يُوجهنا.. ونحنُ مع هذا كله نأبى إلا الزَّائفة.. ولا نرضى إلا بتعاليم القائفة.. هل في دين الله تَسويغٌ لقتل أو ترويع..؟ هل في دين الله تبريرٌ لِقطيعة.. أليس ديننا ينهانا عن الحسد.. عن البغضاء، عن الشحناء، عن الكذب، عن الغ، عن الزور، عن التزوير… وعن وعن وعن… فلماذا نشاقق الرسول ونتبع غير سبيل المؤمنين.. ما أقصر العمر حتى نضيعه في الصراع.. لا منفذ لنا أبدا إلا من خلال دين الله..علامَ يقتل بعضنا بعضا..؟ علام يحسد بعضنا بعضا..؟ علام يكيد بعضنا لبعض؟ لماذا نبدي العداوة والخصام..ونحن أمة واحدة..ربنا واحد..وكتابنا واحد.. ورسولنا واحد..نصلي إلى قبلة واحدة.. فلماذا لا تتوحد قلوبنا.. لماذا نصلي في المسجد والقلوب يلعن بعضها بعضا..إنها تساؤلات تصدر عن كَبِدٍ حَرَّى…أما إني لا ألوم إلا نفسي الآثمة.. وكلامي يعود عليها باللائمة.. في دنيا المصالح تغيب القيم.. فالمصلحة الشخصية مقبرة المبادئ.. إننا في حاجة مُلحّة إلى أن نُعيد النظر في ذواتنا بعين الناقد المُعاتب.. فإن الأخلاق وقود الحياة.. وإن الحب سرها.. وإن السلام ربيعها وبهجتها… علينا أن نتخلص من الأنا القاتلة.. التي أهلكت الحرث والنَّسل..فإن الأنا مركبُ إبليس… (قال أنا خير منه..) فتردَّى وزل وطُرِد وأُبعد.. وأصبح مصدرا لكل فتنة. بسبب الأنا المُردِية.. وإنِّي لأعجب ممن يقول أنا أنا أنا..من أنت..؟ألست تلك النطفة المهينة الحقيرة..؟ ألست ذلك الذي خرج من مجرى البول مرتين.. ألست مَيِّتَ المستقبل؟ ألست مشروع رميم؟ فما محل الأنا إذن..؟

اعرف قدرك.. تعرف ربك.. وانكسر وتَطامَن وتواضع.. وكن مصدرا ومُصَدِّرًا للسلام.. ومُمَرِّرا للهُدوء.. وقنطرةً للوصال… افعل ذلك عسى أن يدركك سر التوسيم.. فتنخرط في قافلة عبادِ الرحمان الرحيم.. الذين كانت أولى نعوتهم التي مُدِحوا بها (وعباد الرحمان الذين يمشون على الارض هونا. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما..).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M