الكنبوري يسلط الضوء على ظاهرة سيئة في التعليم العالي بجامعات المغرب

02 ديسمبر 2022 17:59

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري، أنه تلقى “رسالة محزنة من طالبة باحثة تعد أطروحتها للدكتوراه؛ تقول فيها إنها تتعرض للتمييز والإهانة من طرف مؤطرتها بسبب الاختلاف الفكري بينهما؛ ما جعلها تتعثر في أطروحتها. وتقول هذه الباحثة إنها تعاني الكثير نفسيا بسبب هذا الوضع؛ بحيث أصبحت تفكر في الهجرة؛ ولكنها تريد أولا إكمال أطروحتها لتبحث عن مستقبلها خارج المغرب. وقد طلبت مني طرح قضيتها هنا؛ وإلا ما كنت لأفعل؛ لأن حالتها ليست غريبة”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على حسابه في فيسبوك “التعليم الجامعي في المغرب أصبح أكثر بيروقراطية؛ وما يعيشه الطلبة الباحثون للأسف مع بعض المؤطرين الذين يحتاجون هم أنفسهم إلى تأطير يشبه علاقة الشيخ بالمريد؛ لأن العلاقة التي تجمع بينهما ليست علاقة علمية وإنما علاقة إدارية؛ وعندما يكون المستوى العلمي للمؤطر صفرا فإن المسألة تزداد تعقيدا”.

وتابع “للأسف هذا الوضع لا يخوض فيه الباحثون؛ بل حتى الذين يتحدثون عن تراجع البحث العلمي في المغرب يعرفون هذه الحقائق لكنهم يسكتون عنها. هناك مقاربة كمية لغياب البحث العلمي في المغرب؛ مقاربة تركز على الميزانية المخصصة للبحث فقط؛ لكن لا توجد مقاربة حقيقية تسلط الضوء على الجو الأكاديمي ومناخ الحرية؛ وعلى العلاقات الاستبدادية الموجودة داخل الجامعات”.

الوضع الحالي، حسب الكنبوري “لديه جذور يطول بنا الكلام لو خضنا فيها؛ ولكن نكتفي بأن توظيف أساتذة الجامعات لا يخضع لمعايير علمية وبحثية؛ بل للأهواء الشخصية والعلاقات والرشوة؛ وهناك قصص وحكايات محزنة في هذا الصدد؛ ولا يبدو أن هناك إرادة سياسية لإصلاح هذا الوضع؛ ولذلك سيستمر طويلا؛ وما على الراغب في مناخ الحرية إلا أن يهاجر إن استطاع سبيلا”.

وأكد الكنبوري في منشوره، أن “اختيار أساتذة التعليم العالي إذا أردنا أن يصبح ديمقراطيا وعلى أساس علمي يجب أن لا يبقى خاضعا للجان المنبثقة عن المدرسين داخل الشعب؛ بل أن يتم تشكيل لجان من خارج المؤسسة من أفراد مشهود لهم بالنزاهة ولديهم غيرة وطنية. إن أول من يحارب الباحثين المرشحين للتدريس هم أعضاء هذه اللجان؛ لأنهم يصبحون طرفا لا حكما؛ وينظرون إلى أي وافد جديد على أنه خصم”.

وختم تدوينته، بأنه “توجد في الجامعة المغربية كفاءات حقيقية؛ وأعني بالكفاءة الجمع بين الأهلية العلمية والأهلية الأخلاقية معا؛ لأن العلم بلا أخلاق مجرد تراكم مثل تراكم الغبار. ولكن هؤلاء أقلية؛ وهي أقلية تعاني أيضا؛ أما الغالبية فهم مجرد موظفين؛ وهؤلاء يمكن أن يعملوا أي شيء إلا أن يكونوا داخل الجامعة. ولكن لا حياة لمن تنادي”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M