المعارك أمام ميطرافة-البرابر

05 مايو 2024 18:38

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

*** ملخص:

يعرض النص لمقاومة سكان الواحات للزحف الفرنسي بإمكانياتهم الذاتية، مما أجبر الكولون الفرنسي على التراجع عن احتلال ميطرافة، مكبدينهم خسائر هامة في الرجال والمعدات.

الأقصى و"البقرات الحمراء".. المدونة وعدوان "الجهلوت".. قدوات الراب و"المواعدة العمياء" - ملفات وآراء

*** كلمات دالة:

ميطرافة، اتوات، وركلة، مرعى، بلغازي، برينكن، دلدول، تيميمون، تيسابيت، الساورة، لقليعة، أدرار، تامنتي.

*** النص:

عندما أخبر بوصول كولون سيرفيير لتيمِّي، مطرافة تأثرت على الفور بالموقف الذي يجب اتخاذه، صديقها القديم قايد دلدول، الذي صاحب رئيس ملحقة تيميمون، جاء أمام الجنرال لغاية كَبيرْتين، وكان أيضا خائفا عليها، وبمساعدة كبير اولاد محمود، كان خطط للحصول لكبير عبد العزيز ولجماعته على مقابلة مع الجنرال، أثناء المقابلة كان من الممكن أن يفسر سوء الفهم، ويتجدد خضوع الكصر الصغير، بصفة نهائية؛ لكن رئيس الملحقة رأى أن هذا المشروع لا فائدة من ورائه، فبقيت مطرافة طواعية أو كرها، في موقفها العدائي.

لكن في 29 غشت الجاري، بمرافقة كوم وركلة، تحت أمر القبطان باين، ظهر رئيس الملحقة أمام أسوارها، أو بشكل أكثر دقة، أمام كثبان رملية تخوم منحدراتها، وهي “مغطى بالمدافعين”.

“ومن أجل الحصول على دعم معنوي قريب منه، قام على الفور بتحذير القبطان جيمس، قائد السرية الثانية (2) من الرماة الصحراويين، الذي كان في هذا الوقت يقوم باستطلاع المراعي في جهة دلدول، من الهجوم على اولاد راشد، وأرسل لممثلي سكان مطرافة دعوة للحوار، فأجابوا بأن كلمتهم الأخيرة ستكون في البارود.

أمام هذا التصريح، أمر القبطان باين بالدوران نحو جنوب الكثبان الرملية، بينما اتجه هو نفسه نحو الكثبان الواقعة شرق القرية.

ولم تكد تبدأ هذه التحركات، حتى تعرض الضابطان لإطلاق النار، بسرعة غمر العدو الكثبان، ثم اندفع نحو مطرافة، حيث توبع حتى أسفل الأسوار، من قبل القبطان بيين، لكن ذخيرته نفدت، فاضطر للتراجع.

“في تلك اللحظة وصل القبطان جاك مع رماته الصحراويين، فأمره القبطان فالكنتي باحتلال الكثبان الرملية على امتدادها، دام تبادل إطلاق النار مع العدو مدة ساعة ونصف، دون أن يظهر أي ضعف على العدو، وتبين له استحالة الهجوم تقريبا بوسائله الخاصة.

قايد الملحق أمر بالتراجع، وإقامة معسكر، وبعث في نفس الوقت رسالة لتيميمون، يطلب تعزيزا بـ50 رجلا ومدفعا”.

حمل الرسالة ابريكادي اصبايحي، وكومي، تم اعتراضهما غير بعيد عن بلغازي من قبل حوالي 80 بربريا جاؤوا من الغرب، بهدف الاستيلاء على جمال للفرنسيين ظهروا في مرعى بالغازي، قتل الكومي وجرح الريكادي جرحا بليغا، ووصل بشق الأنفس لتيميمون، حيث نفذت الحامية على الفور عملية استطلاع غير مجدية.

في يوم 30 وبأمر من القبطان فالكونتي، تم إجراء استطلاع (من المعسكر تحت ميطرافة) في اتجاه برينكن، وحول واحة ميطرافة، الذي قاد لاكتشاف عدد من المسارات القادمة من الخارج، والمتجهة إلى الكصور المراقبة.

في المساء أرسل رجال مطرافة ممثلا لهم، يحمل رسالة موجهة لقايد دلدول، مطالبين بإجراء وساطة من أجل إعلان خضوعهم، لكن القبطان فالكونتي رفض رسالتهم ونبه أعضاء الجماعة بأن يأتوا عنده حيث هو، إذا كانوا يريدون الاستسلام حقا.

بعد غروب الشمس، تم إرسال استطلاع جديد، تحت إمرة القبطان باين، نحو برينكين، والذي لم يعد حتى صباح اليوم التالي، ولم يتمكن من اكتشاف أي شيء.

بتاريخ 31 الساعة السادسة صباحا، جاء مرسول من أعضاء الجماعة، ليخبر بأنهم مرضى، ولا يقدرون على المجيء للمعسكر.

حوالي الساعة العاشرة صباحا، تم الإخبار بتواجد كولون من المشاة والفرسان والمهاريس بين الكثبان، يسيرون على بعد ثلاث (3) كلمترات نحو ميطرافة، إنهم البرابر قدموا من بلغازي بعد مهاجمة المرسولين.

توجه القبطان بين مع كومه ليستطلع الوضع، ولكن تم إصابة أول فارس له بطلق ناري، عند سماع الطلق الناري أرسل القبطان فالكونيتي نجدة من الكوم، مكونة من فصيلتين من الرماة الصحراويين، تضم كل واحدة 30 رجلا، إحداهما احتلت الكثبان الأكثر ارتفاعا شمال الساحلة، لمنع العدو من الدخول، والأخرى تهاجم من الأمام.

فصيلة ليوطنا ديبارديو، كانت بالكاد قد وصلت قمة الكثبان الرملية، حيث وجدت نفسها فجأة مواجهة لمجموعة كبيرة من البربر، التي أطلقت النار في كل اتجاه، فقتل الضابط، مع رقيبين فرنسيين، واثنين من الرماة الأهليين.

أمام هذا الهجوم غير المتوقع، غادرت الفصيلة موقعها تاركة قتلاها، جمعوا من قبل القبطان جاك، الذي جاء فيما بعد، من ناحية أخرى حاول الفصيل الثاني قلب العدو، إلا أنه فشل في هجومه.

سرعان ما ظهرت مجموعات الكصوريين خارجين من الساحلة، يسيرون للالتقاء بالبربر، والبعض الآخر في معسكرنا، الذي يكاد يكون خاليا من المدافعين، خوفا من الهجوم.

أمر القبطان فالكونيتي القبطانين بين وجاك، بالتراجع ببطء إلى المعسكر، وهم يقاتلون أثناء التراجع عند دلدول، لتقديم العون للتعزيزات المرتقبة من تيميمون.

في الأيام الأربعة الأولى (1.2.3.4) من شتنبر، بقي الكولون الصغير مقيما في دلدول، وفي اليوم الرابع بمجرد ما وصل الدعم من تيميمون، استأنف الطريق لميطرافة، التي تم الوصول لها في صباح اليوم التالي.

بينما كان الرجال يستريحون، قام القبطان فالكونيتي بتجهيز موقع الاستطلاع مع ضباط المدفعية، واتخاذ ترتيبات الهجوم.

كان من المقرر أن تستهدف المدفعية بدعم من الرماة الجزائريين ومخزن تيميمون، الكثبان الرملية جنوب القرية، بينما احتل القبطانين بين وجاك نتوءات طريق بزينكين، لصد الوحدات التي توجد في الكصر، فتحت المدفعية ومساعديها النار، من جانبهما وجد القبطانين بين وجاك نفسيهما في وجود حصون عسكرية تخضع لحراسة مشددة، مما شل حركتهما وأدركا تواجد الجزء الأكبر من العدو في هذا الجانب.

أمر القبطان فالكونيتي الرماة الجزائريين ومخزن تيميمون بالتقدم قليلا لليسار، بينما كانت المدفعية ما تزال تقترب، على الرغم من كل شيء لم يتم التقدم، وأخيرا عززها ببعض الصبايحية الصحراويين، ورماة الخفر القادمين مع القافلة، وانتهى الأمر بمواجهة وابل من النيران قادمة من قمم الكثبان الرملية.

في تلك الأثناء كان الرماة الصحراويون يتقدمون، ولكن تحركهم نتج عنه قتل قائدهم القبطان جاك، وجرح ملازم أهلي، وقتل وجرح عدد من الرماة…

أصبح الوضع حرجا، شارك القبطان فالكونيتي في فض الاشتباك، ببطء قمنا بالتراجع تحت حماية فصيلتين من الرماة الجزائريين، ولسوء الحظ تركنا قتلى على أرض المعركة، وعدنا لدلدول في نفس المساء، عبر نفس الطريق، التي قدمنا منها، وفي اليوم السادس، أخذنا الطريق لتيميمون، التي وصلناها يوم 8 من الشهر.

تكبدنا 13 قتيلا و26 جريحا وواحد مفقود.

من جهة أخرى، رجع البرابر بسلام من حيث أتوا، عبر تيسابيت والساورة، وبقيت ميطرافة “معارضة”.

——————

Les combats devant metrafa,les braber

انظر……quar,siec,d,his,mar ص:-352-356

الفرنسون يحتلون اتوات

في الأشهر الأخيرة من عام 1900 تم تشكيل كتيبة فرنسية جديدة في لقليعة بهدف القيام باحتلال اتوات والتي تبدوا أنها نتيجة لما وقع في ميطرافة التي مثلت إشكالا كبيرا يتوجب حله، واستعادة أسرى أنغار الذين تم تحريرهم.

هذه القوة غادرت لقليعة في 8 يناير، ووصلت في 26 لتيميمون، حيث يتم اتخاذ الترتيبات النهائية من قبل قائد البعثة الجنرال سيرفيير.

انطلق كولونان متزامنان، كلون تيميمون القوي ويضم حوالي 800 رجل وأربعة مدافع، بقيادة الجنرال، والآخر مكون من 300 رجل فقط. هو حصة تدكلت، مهمته القيام بعمليات في ملتقى تيمي.

في 30 يناير غادر الكولون تيميمون في اتجاه أدرار، حيث الكصر الرئيسي لمنطقة تيمي، مر بدلدول، حيث كصر ميطرافة، الذي جدد للتو عروضه المرفوضة في أكتوبر السابق، يظهر أنه تم الموافقة عليها أخيرا، وصل برينكن عبر تصابي حيث، يتعين علية الدخول في معركة لإخضاع السكان.

وصل في 10 يبراير لأدرار (تيمي) حيث أقام معسكره، وانضم إليه الكولون الثاني القادم من تيدكلت عبر طاتيف.

لقد حقق في 12 يبراير نقطة على المنصور، حيث المقر الحالي للقايد محمد بن عبد القادر من الحاشية الشريفة، والذي لم يخضع سكانه إلا تحت تهديد المدفع، من هناك، بعث بقوة استطلاع قوية إلى بن-دراعو، حيث جاءت الأخبار، باقتراب بعثة من البربر.

في 20 يبراير زارت تامنتي دون أن يعرف مرادها من ذلك التواجد في البلاد، بتلك القوة الكبيرة، حيث وصلت معلومات عنها من ثلاث مصادر مختلفة.

————————

ص:356-357 المرجع السابق أعلاه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M