تسلم شهادة البكالوريا
هوية بريس – رشيد الذاكر
إن النجاح متاح لكل من أراده وسعى إليه، وإن الفشل لن يحط رحله إلا عندما نقرر أن نتخلى عن طريق النجاح كما هو الحال في النصر والهزيمة، فإن الهزيمة لن يعرفها الإنسان إلا عندما يختار أن لا ينتصر، على هذا الحال كان أحد ملوك الدنيا: إذ لم يعرف في معاركه ولا هزيمة واحدة، وكان من عادته بعد التخطيط الجيد والإعداد المحكم وقُبيل النزال: أن يخرج من جيبه قطعة نقدية: ثم يرميها إلى الأعلى مُعلما جيشه: إن جاءت صورة “الملك” الأعلى كان الانتصار، وإن كان “شعار الدول”: فطعم الهزيمة، لكن الغريب دائما تكون صورة الملك هي الأعلى فيكون الانتصار… مر الزمن قارب الملك على الوفاة وسلم مقاليد الحكم لابنه، فسأله قطعة الانتصار، وعندما أمسك بها لم يجد فيها سوى صورة الملك من الجهتين، فانبهر من هول ما رأى وسأل في دهشة واستغراب… فكان الجواب: عندما أدخل المعركة: أكون أمام خيارين: الأول: الانتصار، والثاني: الانتصار، ولا أضع في حسابي ابدا شيئا اسمه الهزيمة ولا أفكر فيها.
على هذا الطريق أعزائي التلاميذ نلتقي جميعا على مشروع النجاح ولا شيء غيره، فلن نفكر أبدا ونحن نقارب أيام الامتحان إلا في النجاج، ثم النجاح، ونختمها بالنجاح بإذن الله تعالى.
لكن قبل بداية هذا الطريق والتخطيط الجيد لابد لنا من حفظ هذه العبارة والاكثار من تكرارها (أعظم أنجاز أحققه في هذه السنة بل في حياتي كلها أن أتسلم في نهايتها شهادة البكالوريا) نعم ( فَتسلم الشهادة في نهاية السنة ليس بالأمر الصعب، وأنما هو اتخاذ قرار للنجاح ثم العمل على ذلك القرار) وهذا يحتاج منا إلى ثُلاثية محرك سيارة النجاح (بنزين الإرادة، زيت الصبر، وأسلاك التحدي) إن أسلاك التُحرك نحو شهادة البكالوريا، لن يبدأ عمله إلا عندما يطعم بزيت قد أداره صب البنزين فيه، إن انطلاقنا الكلي نحو الشهادة يحتاج منا إلى تحدى الجميع وخاصة ممن يريدك أن لا تنجح: فنلعن: أمام الأصدقاء والأعداء أننا نتحداهم أن ننجح وهذا يتطلب منا صبرا لأن فيه تلكفة الوقت وشيء من التعب وحمل النفس على خلاف الراحة والدعة التي تهواها، وكل ذلك عندما نريد نحن، فنحن المستقبل والنجاح وتسلم الشهادة، نفكر لأنفسنا ونخطط لأنفسنا والنجاح لنا أبتداء وانتهاء (لأنني إن لم أخطط لنجاحي ومستقبلي فأنا قُطعا أخطط لغيري ليحتل مكاني قياسا على قاعدة إن لم أدخل الجنة فأنا أعطي مكاني لمن عمل لأجلها في الدنيا { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63]
وأمام هذا السير الجميل بذلك القلب الذي يتوق للنجاح والفرح في نهاية السنة مع الفارحين، يجب عيلنا ونحن نمتطي سيارة النجاح بقواعدها الثلاث: أنه تقف في وجهنا أربعة حواجز سوف نتسلم الشهادة بعد تجاوزها بحول الله تعالى:
الحاجز الأول: الهاتف (خطر الموت) هذا الجهاز المصنوع لنتحكم فيه كما نريد أصبح هو من يتحكم فينا، صنع لخدمتنا فتمرد علينا وصرنا نحن من يخدمه ويتودد إليه. فتعالوا جميعا لنتخلى عنه إلى حين تسلم الشهادة، وأن لا نقربه إلا عندما نريد منه أن يخدما.
الحاجز الثاني: الأصدقاء (يمكن أو لا يمكن) فالصديق حاجز صلب أمام الشهادة: إن كان ممن سلم نفسه للفشل، والاكتفاء بالتفرج على الناجحين من بعيد، فهذا إن لم تسحبه سحبك، فانسحب من صداقته بلطف إن لم تستطع حمله معك في سيارة التحدي.
الحاجز الثالث: التسويف (جريمة منظمة) إن السفر في هذا الزمن قد علمنا أن التأخر لدقيقة واحدة قد يحرمنا من السفر، فكذلك ترك تراكم الدروس وانتظار أيام التفرغ الكلي للأستعداد يجعل الحاجز عاليا فيصعب إن لم يستحل القفز عليه.
الحاجز الرابع: مشاكل وحاجيات الاسرة: لن نضع لها اسما أو نعطي لها وصفا لانها ضرورة وجودية يصعب الانفكاك عنها، غير أننا سوف لن نحمل هم أسرة ولا مشاكلها أثناء طريق البكالوريا لأنهم جميعا بحاجة إلى نجاحي، وضع في حسابك كيف سيكون حال الاسرة عندما تخبرهم بالنجاح.
ومباشرة بعد قطع الحواجز بنجاح وجدت نفسك في قاعة الامتحان: هادئ البال، مطمئن النفس، في منتهى التركيز والاستعداد، وكان الاختبار سهلا ميسرا، فخرجت من آخر مادة وكلك أمل في النجاح، ومرت أيام قليلة وجاء الإعلان: فدخلت إلى موقع النتائج وأدخلت قنك السري وكانت المفاجأة الكبرى التي كنت تتوقعا منذ ركوب سيارة النجاح (قد نجحت) غمرتك فرحة يعجز اللسان عن التعبير عنها فسالت دموعك فرحا وسرورا بهذا الانجاز.
وبعد هذا لنمسح دموعنا ولنلتقي غدا لنتسلم شهادة البكالوريا.