تقليص دور المسجد والحصار المضروب على الأئمة والفقهاء
هوية بريس – متابعات
تناقل عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، عبد الكبير العلوي المدغري، رحمه الله، والذي أدلى به لجريدة “المسلمون”، وكشف من خلاله عن سياسة تقليص دور المسجد والحصار الذي ضرب عليه وكذا على الأئمة والخطباء.
وتعليقا على المنشور كتب د.محمد عوام “أنا أتعجب من بلد مسلم يضيق على المساجد والخطباء، ويشرع الأبواب في وجه الفساد بكل أنواعه وأشكاله، من خمور يرخص لها، وكثير ممن يشربها مسلمون، ودور القمار ولا يتعاطاها إلا المسلمون، والكازنوهات والفسق والفجور ولا يقترفه إلا المسلمون، وإعلام ساقط لا يروج إلا للمسلسلات الهابطة الخالية من الحياء، المشحونة بثقافة تمييع المجتمع وتفكيك الأسر، مع الترويج لأفكار مسمومة قتالة كالتطبيع مع الخيانة الزوجية والرضا بها، والقبول بالصهينة بترويج خرافة السلم والتعايش..
كل هذا يقع وغيره كثير في بلد مسلم، ولا أحد يتكلم أو يحاصر السلاكيط والزنادقة، لكن المسجد المسكين هو الوحيد الذي تراقبه عيون الإنس والجن، والخطيب فيه أو الواعظ تحسب عليه أنفاسه، فيوقفونه على الفور بدون تردد، لأن التردد والمراجعة لا مكان له مع هؤلاء “الرجعيين” و”الماضويين”.
وشدد الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة بقوله “نحن في الحقيقة ما زلنا على ما رسمته لنا ماما فرنسا في سياستها المحاربة للإسلام، حيث كان الجينرال اليوطي لعنه الله يعتبر القرويين البيت المظلم، والمسجد بطريقة أو أخرى قد يكون كذلك في حس بعضهم. وما زلت أذكر بعدما خفت جائزة كرونا وعمم التلقيح، فقد فتحت جميع المحلات ودور المقاهي، وبقيت المساجد مغلقة، ولم تفتح إلا بعد احتجاجات فيسبوكية، ولما فتحت ظلت أمكنة الوضوء مغلقة حينا من الدهر كأنها موطنا لفيروس كورونا المسكين الذي علقنا عليه كل إخفاقاتنا وسياستنا الفاشلة.
لست أدري هل تقليص دور المسجد، والتضييق على الأئمة، وفرض الخطبة الموحدة ينسجم مع حفظ الثوابت ومبدأ حرية الخطيب في أن يختار موضوعه بما يناسب مستوى المخاطبين وما يصلح لهم، ويراعي ظروفهم، وما يحقق الخير والصلاح والفلاح لهم ولدولتنا؟!!
وإذا كان أولئك العرب المنافقون قد بنوا مسجدا ليضاروا به المسجد النبوي، وليمرروا من خلاله رسائلهم الخبيثة، فجاء الأمر الإلهي الحق بعدم الإقامة فيه، فإن مما نخشاه أن تقع الخطبة الموحدة في نفس المسلك، فتصبح “خطبة الضرار” لأنها تضار خطبة الأئمة العلماء والأساتذة والفقهاء، وإلا ما الداعي إليها حقيقة؟!! ما زال الأمر يلفه الغموض.
المهم عندي أنه على وزارة الأوقاف أن تتخذ من المسجد موطنا للإصلاح، وزرع القيم والثوابت الشرعية، ومحاربة الإلحاد، والتحذير من الفساد والانحلال، وأن يكون مشكاة للعمل الاجتماعي والنفعي وغيرها من الأعمال، لا أن تسعى لتقليص دوره، والتضييق على خطيبه وإمامه. والله تعالى يقول:”ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها” والسعي في خرابها لفظ عام يدخل فيه كل أنواع الخراب دقه وجله، فالتضييق على الخطباء والتحجير على الأئمة وتوقيفهم، وفرض عليهم أشياء لا سند لها من الشرع، وغير ذلك ما إخاله إلا داخلا في عموم الآية.
ووختم عوام تعليقه بقوله “إذا كنا ننشد لبلدنا الأمن والإيمان والاستقرار فلا بد من تفعيل دور المسجد، وإحياء رسالته التربوية والعلمية والتعليمية والاجتماعية والتكافلية، أما الجهادية فلا نذكرها لأنها لا تعجبكم، حتى لا تغضب عليكم ماما فرنسا”.