حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 17 فبراير..

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

تأسيس اتحاد دول المغرب العربي

تحل اليوم ذكرى تأسيس اتحاد دول المغرب العربي الذي تم في 17 فبراير 1989 في قمة مراكش على يد زعماء خمس دول عربية مغاربية وهي ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا والمغرب.
ويهدف الاتحاد المغاربي إلى فتح الحدود بين الدول الخمسة لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين، والعمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال فيما بينها.
وتهدف السياسة المشتركة لدول الاتحاد إلى تحقيق الوفاق بين الدول الأعضاء وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها يقوم على أساس الحوار. وكذا صيانة استقلال كل دولة من الدول الأعضاء. مع العمل على إنشاء مشروعات مشتركة وإعداد برامج عامة ونوعية في الجانب الاقتصادي. إضافة إلى إقامة تعاون يرمي إلى تنمية التعليم على كافة مستوياته والحفاظ على القيم الروحية والخلقية المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة وصيانة الهوية القومية العربية واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه الأهداف، خصوصا بتبادل الأساتذة والطلبة وإنشاء مؤسسات جامعية وثقافية ومؤسسات متخصصة في البحث تكون مشتركة بين الدول الأعضاء.
ووُقِّعت معاهدة «اتّحاد المغرب العربيّ» بعد يومٍ من توقيع قادة العراق ومصر والأردنّ واليمن الشّماليّ في بغداد للمعاهدة التي أنشأت «مجلس التّعاون العربيّ». في ذلك الوقت، كان «مجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة» قد أتم ثماني سنوات على إنشائه، مقدّماً لدول المغرب والمشرق العربيّ نموذجاً للبناء التّعاونيّ الإقليميّ المنتج. وظلت الاتّحادات الثّلاثة منضوية تحت لواء «جامعة الدّول العربيّة»، بل ظلّت تتمسّك بالقول إنّ نجاح تجاربها الإقليميّة الفرعيّة سيصبّ نتائجَه ومكتسباته، في رصيد الجامعة والعمل العربيّ المشترك، ويزوّدهما بأسبابٍ ومواردَ جديدة للتّطوّر.
حل «مجلس التّعاون العربيّ»، بعد سبعة عشر شهراً من إنشائه، بسبب أزمة الخليج، صيف عام 1990، واندلاع حربه الثّانيّة، شتاء عام 1991، فيما استمرّ «مجلس التّعاون الخليجيّ» على الرّغم من الهزّة العنيفة التي تعرّض لها باجتياح الجيش العراقيّ للكويت، ثمّ انطلاق حرب «عاصفة الصّحراء».
أمّا «اتّحاد المغرب العربيّ» فلم يتصدّع بسبب ما حصل، واستمرّ عاملاً حتّى الفترة الأولى من فرض العقوبات الاقتصاديّة والحصار الجوّيّ على ليبيا – عام 1992 – بعد اتّهامها بالمسؤوليّة عن تفجير الطّائرة الأمريكيّة فوق سماء لوكربي في اسكتلندة. وقبل منتصف تسعينيّات القرن الماضي، بدا أنّ الاتّحاد يتداعى بالتّدريج، منذ إغلاق الحدود الجزائريّة – المغربيّة عام 1994، فتوقفّت قممُه عن الانعقاد، وإن استمرّ عملُ هياكله وأجهزته ونشاطُ أمينه العام.

أحداث أخرى وقعت في 17 فبراير

815 – انتصار ابن طباطبا على والي الكوفة من قبل الخليفة العباسي المأمون بعد أن استفحل أمره خاصة بعد انضمام أهل الكوفة والأعراب إليه إلا أنه توفي فجأة صبيحة انتصاره، واستمرت حركته من بعده، وعظم أمرها إلى أن قضى عليها العباسيون.
1411 – إثر حملات ناجحة أثناء فترة شغور العرش العثماني، موسى چلبي، أحد أبناء بايزيد الأول، يصبح سلطاناً بدعم من ميرسيا الأول من ولاخيا.
1948 – اغتيال إمام اليمن يحيى حميد الدين وذلك بعد عودته من زيارة منطقة بيت حاضر حيث كمن له مجموعة من الثوار وأطلقوا عليه النار مما أدى إلى وفاته.
1949 – انتخاب حاييم وايزمان (1874–1952) أول رئيس للكيان الصهيوني بعد إعلانه.
1958 – مجلس الأعيان والنواب العراقي يصادق على الاتفاقية التي وقعها الملك العراقي “فيصل بن غازي” والملك الأردني “الحسين بن طلال” لإنشاء اتحاد بين البلدين تحت اسم “دولة الاتحاد العربي”، لكن هذا الاتحاد انهار مع انسحاب العراق منه بعد انقلاب عبد الكريم قاسم في يوليو 1958.
2005 – صوت مجلس وزراء “إسرائيل” بالأغلبية على اقتراح رئيسه أرييل شارون بإخلاء المستوطنات اليهودية من قطاع غزة. ورغم التعويضات المعتمدة لهذا الغرض واجهت حملة الإخلاء مقاومة من جانب المستوطنين و”الإسرائيليين” المعترضين على القرار. ودعت الحاجة إلى إخلاء بعض الأشخاص قسرا من خلال الوسائل والسبل البوليسية.
2009 – الحكومة السودانية توقع اتفاق حسن نوايا مع حركة العدل والمساواة إحدى الحركات المتمردة في دارفور في العاصمة القطرية الدوحة وذلك تمهيدًا لوقف الأعمال العدائية بين الطرفين في دارفور.