حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 14 رمضان..

17 أبريل 2022 03:19

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

وفاة ابن عطاء الله السكندري

تُوفي الشيخ ابن عطاء الله في القاهرة، 14 رمضان سنة 709 هـ، ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها، ولا يزال قَبره مَوجودًا إلى الآن بجبانة سيدي على أبو الوفاء تحت جبل المُقطمِ، من الجهةِ الْشرقية لجبَانة الإمام الليث.. وقد أقيم على قبره مسجد في عام 1973.
هو تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسبًا. (658 هـ / 1260م – 709 هـ / 1309م)
وفـدَ أجداده (قبيلة جذام)، إلى مصر بعد الفتح الإسلامي، واستوطنوا الإسكندرية، حيث وُلد ابن عطاء الله حوالي سنة 658 هـ، الموافق 1260م، ونشأ كجده لوالده الشيخ أبي محمد عبد الكريم بن عطاء الله، فَقيهًا يَشتغل بالعلوم الشَرعية حيث تلقي منذ صباه العلوم الدينية والشرعية واللغوية.
ترك ابن عطاء الكثير من المصنفات والكتب منها المفقود ومنها الموجود، لكن أبرز ما بقي له:
لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن – القصد المجـرد في معرفة الإسم المفرد – التنوير في إسقاط التدبير – أصول مقدمات الوصول – الطريق الجادة في نيل السعادة – عنوان التوفيق في آداب الطريق – تاج العروس – الحاوي لتهذيب النفوس – مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح – الحكم العطائية، وهي أهم ما كتبه وقد حظيت بقبول وانتشار كبير، ولا يزال بعضها يُدرس في بعض كُليات جامعة الأزهر، كما تَرجم المستشرق الإنجليزي آرثر أربري الكثير منها إلى الإنجليزية، وترجمها الإسباني ميجيل بلاسيوس إلى الإسبانية.

أحداث أخرى وقعت في 14 رمضان

748هـ.. تولي السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون، الحكم وهو لا يزال صغيرا، في الفترة (1347 : 1351 م) كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجاز واليمن والعراق وأفريقيا.
وهو صاحب أعظم أثر إسلامي في مصر، المعروف بـ اسم مدرسة السلطان حسن، والذي يُعدّ تحفة معمارية لا مثيل لها من ناحية البناء والزخرفة.
وُلد السلطان حسن سنة (735هـ =1335م) ونشأ في بيت ملك وسلطان ؛ فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية، بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير 6 سنوات من حكم أبيه الزاهر، فقد توفي سنة (741هـ = 1340م)، وخلفه 6 من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يُعزل أو يُقتل ويتولى آخر، حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة في (14 من رمضان 748 هـ) صبيا، لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب، فقيرًا في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.
وكان يدبر الأمر الأميران منجك وأخوه “بيبغاأرس”، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه.. عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى؛ فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصا، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.
وفي سنة (751 هـ= 1350م) أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية من أحد أو تدخل من أمير، وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في (17 من جمادى الآخرة 752 هـ)، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون، وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
1278هـ وفاة أحمد الباي سلطان تونس، هو رائد النهضة في تونس، استفاد من تجربة مُحَمّد علي بمصر، وله شرف المحاولة في إقامة نهضة إصلاحية في تونس. وقد تولى الحكم فيما بين 10 أكتوبر 1837 و30 ماي 1855، وهو عاشر البايات الحسينيين بتونس.
132 هـ – العباسيون يدخلون مدينة دمشق عاصمة الاُمويين حيث انهارت الدولة الأموية بعد عمر دام أقل من قرن، وتسلم بنو العباس الدولة لمدة زادت على خمسة قرون، وكان أولهم (أبو العباس السفاح) وقد لاحق العباسيون الأمويين، وقتلوا كل من ظفروا به منهم، ولم يفلت منهم إلا عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش؛ حيث هرب وأسَّس دولته بالأندلس.
264 هـ – المسلمون يفتحون مدينة سرقوسة في صقلية. تعتبر مدينة سياحية جميلة، وقد وصفها المؤرخون بأنها “أعظم وأجمل المدن اليونانية قاطبة”
359 هـ – وضع حجر الأساس والبدء في بناء الجامع الأزهر بالقاهرة، وتم بناؤه في حوالي سنتين تقريبًا.
هو من أهم المساجد في مصر ومن وأشهر المساجد في العالم الإسلامي.. وقد تأسس على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ – 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ – 972 م، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وكان الاسم الأول له (جامع القاهرة)
1197 هـ – وقوع معركة الرقة بين الكويتيين وقبيلة بني كعب حكام عربستان الذين كانوا يمتلكون أسطولا قويا سخروه لمهاجمة السفن الناقلة للتجارة في بعض مناطق الخليج العربي، وكانت لهم مدينة في البر الشرقي للخليج تدعى (الدورق)، وكان أسطولهم قويا، حتى أن الحملات العثمانية والإنجليزية فشلت في القضاء عليه، أو هزيمته.
عمد بنو كعب إلى التحرش بالكويت طمعا في الاستيلاء عليها، وتذرعوا لذلك برفض حاكم الكويت خطبة ابنته من أحد أبناء زعيم قبيلة (بنو كعب) واعتبروا هذا الرفض أهانة للقبيلة، فقاموا بإعداد حملة بحرية ضخمة لاحتلال الكويت .. وعلم أهل الكويت بالحملة فخرجوا إليها لملاقاتها بسفنهم المزودة بالسلاح والرجال، والتقى الفريقان في مكان يسمى (الرقة) بالقرب من جزيرة فيلكا (الرقة باللهجة الكويتية تعني مكان في البحر غير عميق إذا انحسرت عنه المياه ظهر الطين أو كاد يظهر وهذا سبب تسمية المكان والمعركة باسمه)،
وكانت سفن (بنو كعب) كبيرة وثقيلة بينما كانت سفن الكويتيين صغيره الحجم وذلك بسبب معرفتهم بطبيعة المعركة، ونجح الكويتيون في اصطياد سفن (بنو كعب) بعد تقدمها صوبهم، ودخولها في الفخ (الرقة).. فلم تستطع سفن بنو كعب التحرك وبقيت مكانها فأدى ذلك لسيطرة الكويتيين على ساحه المعركة، وانتهت المعركة بانتصار ساحق للكويتيين، واستولوا على السفن والذخائر والمدافع، وقتلوا كل الذين كانوا في السفن.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M