دعوة إلى التريث

16 ديسمبر 2023 00:48

هوية بريس – د.خالد الصمدي

لازمة “لأول مرة” و”غير مسبوق” و”حل ملفات عالقة لعشر سنوات”.

لغة تشبه الفرح الطفولي بأي منجز، مسيطرة على التواصل الحكومي في عدد من الملفات سرعان ما يكشفها ضوء الصباح، فيكشف انها خطوة لاحقة في إنجازات مسبوقة، أو أنها تراجع عن مسار تم قطع أشواط فيه والعودة به إلى نقطة البداية بسبق إصرار، أو تصريح متسرع في حكم أوفي موقف قرار، يستدعي التراجع والاعتذار.

والنظام الأساسي المثير للجدل خير مثال على هذا المسلك في التواصل.

فعند صدوره ليلا في الجريدة الرسمية صرح عدد من المسؤولين الحكوميبن في الصباح بأنه نظام غير مسبوق، وإنجاز لا نظير له في عالم الإصلاحات المتتالية لوضعية ر جال ونساء التعليم منذ الاستقلال، وأنه عالج كل القضايا العالقة التي انتظرت لأكثر من عشر سنوات، وأن الذين ينتقدونه يتكلمون لغة الخشب أو أنهم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله.

وبعد أسابيع من الاحتجاجات ضاع فيها الزمن المدرسي، خرج نفس المسؤولين ليقروا بأن هذا النظام به عدد من الثغرات التي تحتاج الى تعديل ومراجعة، وأن عددا من الفآت لا زالت تنتظر الإنصاف، وأن به مقتضيات اعتبرها المعنيون تضييقات وتراجعات عن المكتسبات، وأن عددا من المطالب الرئيسية التي تعتبر جوهر الخلاف لا تزال عالقة.

إن لغة الوعود الحالمة، والعجلة القاتلة، ولغة الممسحة الماحقة، لم تعد صالحة للتواصل في زمن التكنولوجيا الرقمية خاصة في الملفات التي تمس حياة فئات عريضة من المواطنين والتي تحتاج الى التخطيط الرزين والتريث في الوعود وفي التقييم وإصدار الأحكام.

ففي عصر الرقمنة وسياقها ما يلفظ المسؤول من قول إلا لديه رقيب رقمي عتيد.

فلا تسرع إذن في قرار أو حكم ولا وعد ولا وعيد.

يفسد الحوار بعد جهد جهيد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M