د. أحمد الريسوني يكتب عن: أذناب السبسي.. أو أذناب الأذناب (في المغرب)

08 سبتمبر 2018 08:14
د. أحمد الريسوني يكتب عن: أذناب السبسي.. أو أذناب الأذناب (في المغرب)

هوية بريس – د. أحمد الريسوني

في غضون الأيام والأسابيع الماضية قرأت لعدد من الحداثيين والحداثيات المغربيات تطلعهم وتمنيهم أن يقتدي المغرب بالنموذج التونسي، وبصفة خاصة أن يتبنى مبادرة الرئيس السبسي، الرامية إلى إلغاء نظام الإرث الإسلامي وإقرار المساواة الكاملة بين الورثة، على اعتبار أن الدولة التونسية الحديثة لا علاقة لها بالقرآن ولا بالشريعة، على حد قوله…

وبعض الحداثيات جدا تحمسن جدا، حتى تمنين لو كنَّ تونسيات.

وتمنى أحد كبرائهم أن يحدو الملك محمد السادس -حفظه الله- حدْوَ الرئيس التونسي في مبادرته ومسعاه، فيلغي نظام المواريث الإسلامي ويعتمد نظاما تونسيا حداثيا.

ثم طلع علينا أخيرا أحد الكتاب الصحفيين التونسيين بتحليل -أو تكهن- يتوقع فيه أن يكون المغرب أول دولة إسلامية ستقتدي بتونس وتأخذ بتشريعها الجديد (وهو لم يولد بعد)، مبرزا أن تونس كانت دوما سباقة وقدوة في مثل هذه المبادرات الرائدة.

فأما أن يكون بعض البئيسات والبؤساء المغاربة معجبين بالسبسي ومبادراته الرائدة عندهم، فهذا شأنهم وذلك مبلغهم..

ولكنّ العجب كل العجب هو حين يتمنون ويريدون للمغرب، ولملك المغرب أيضا، الاقتداء بالسبسي والاقتباس منه.

هم للأسف لم يتمنوا للمغرب وملكه الاقتداء بتونس وعلمائها، وإنما مرادهم الاقتداء بالسبسي تحديدا. تماما مثلما كانوا يدعون من قبل للاقتداء بسياسة بنعلي الاستئصالية.

لقد وقف علماء الزيتونة وأساتذتها صفا واحد وكلمة واحدة ضد مبادرة السبسي، ووقف أئمة المساجد وخطباؤها ضد هذه المبادرة وما ترمي إليه.

وتخوض مختلف الجمعيات والمنظمات التونسية، حملة متواصلة ضد المبادرة السبسية، باستثناء أيتام بنعلي ووكلاء فرنسا.

فهذه هي تونس التي يمكن تقديرها والاقتداء بها فيما تسبق إليه من إنجازات: تونس العلماء، وتونس الزيتونة شقيقة القرويين، وتونس الشعب.

أما الاقتداء بالمفلسين الفاشلين، والتعلق بأذناب الأذناب، فهذه إهانة للمغرب.

السبسي فشل هو وحزبه في محاربة الفساد الذي ينخر كل المؤسسات والإدارات والخدمات الرسمية في تونس، وقد تضاعف مرات عديدة بعد الثورة التي كان هدفها الأول إسقاط الفساد. وكذلك الشأن مع البطالة والفقر..

وفشلَ السبسيُّ وأصحابُه ليس فقط في تحسين وضعية الاقتصاد التونسي، بل حتى في وقف تدهوره ونزيفه المتواصل.

وفشلوا إلى الآن في تنظيم أي انتخابات في موعدها، بل يلجؤون دوما إلى التهرب والمماطلة، خوفا من أصوات الشعب وكلمته.

السبسي بعد أن رأى نفسه لم ينجح إلا في شيء واحد، هو تقسيم حزبه، يجرب الآن تقسيم التونسيين، وإشعال الصراع بينهم، وصرفهم عن مشاكلهم ومعاناتهم الحقيقية.

هذا هو من يريدون للمغرب أن يقتدي به!!

آخر اﻷخبار
12 تعليق
  1. المشكلة يا شيخ أحمد أن صديقكم الغنوشي وبعض قيادات النهضة دافعوا عن المجرم السبسي وطالبوا بعدم التهجم عليه بدعوى الوفاق و عدم شق صفوف التوانسة .. و لا ندري أي صف هذا الذي يود الغنوشي وأصحابه أن يحافظوا عليه !! صف العلمانيين المحاربين لدين الله و أحكامه جهرا ..
    سبحان الله الغنوشي يدافع عن التجربة العلمانية التونسية الحالية التي هي أخبث و أشد كفرا من علمانية بنعلي .. و الإخوانية اليمنية من حزب الإصلاح “توكل كرمان” أطلقتها بالأمس كفرا بواحا بدعوتها إلى أن يكون اليمن دولة علمانية ديموقراطية بعيدا عن كهنوت الدين !! (هكذا قالت أخزاها الله) .. دون الحديث عن بقية تجارب الإخوان التي كلها كانت تحكم بالعلمانية عمليا وتدعي المرجعية الإسلامية نفاقا .. فهل بقي شيء يستر به الإخوان عوراتهم .. هل علمتم الآن دور الإخوان في الشرق الأوسط الجديد ؟! هذا هو دور الإخوان ونظام قطر وقناة الجزيرة تقريب العلمانية وجعلها مقبولة عند عوام المسلمين

    5
    5
  2. فبدلا من الاشتغال على الارث اشتغلوا على الثروات التي خلقها الله لعباده في هذه البلادوقسموها على الخلق بدل التطاول على شرائع الله واحكامه ارضاءا لاعداء الدين والتملق لهم

  3. فبدلا من الاشتغال على الارث اشتغلوا على الثروات التي خلقها الله لعباده في هذه البلادوقسموها على الخلق بدل التطاول على شرائع الله واحكامه ارضاءا لاعداء الدين والتملق لهم

  4. إلى أبوعلي
    بل هي مشكلتكم ومشكلة أكثر المنتمين لفكر الإخوان فتجدهم يتعصبون ويتحزبون للإخوان و لقيادات الإخوان بدل التعصب والتحزب للحق وللإسلام ..
    إن كان من تسمونهم الجامية والمدخلية يتعصبون لولاة أمرهم حتى لو رأوا منهم ظلما أو كفرا فكذلك أتباع الإخوان والسرورية يفعلون نفس الشيء مع زعمائهم وأحبابهم من قادة حتى لو رأوا منهم ظلما أو كفرا، و الأمثلة والأدلة على ذلك كثيرة جدا وثابتة لكن أنّى لمتحزب مفتون أن يقول الحق ..
    إن كان ولاة أمر “الجامية” يخالفون الشرع وبعضهم يحكم بالعلمانية فكذلك كل من وصل للسلطة من الإخوان وأحبائهم تجدهم ارتكبوا نفس المخالفات واستبدلوا أحكام الله في كتابه وسنة نبيه بقوانين البشر الوضعية .. إن كان أعداء الإخوان من الحكام يوالون الصليبيين في حربهم على المسلمين كما حدث في العراق 1991 فكذلك قادة الإخوان وأحبابهم يوالون اليوم الصليبيين ويعينونهم على قتل المسلمين كما في العراق منذ 2003 و إلى اليوم وكما في سوريا اليوم. العجيب أن طائرات الصليبيين الأمريكان التي تقتل المسلمين صارت أغلبها لا تخرج إلا من البلدان التابعة والداعمة للإخوان سواء قطر “العديد” أو تركيا إنجرليك ومع ذلك يأتيك كذاب إخواني أو سروري ليمجّد في مجرمي وعلمانيي حكام تركيا وقطر .. منتهى السفاهة والنفاق

    6
    3
  5. ال متابع

    الحمد لله ان تعليقي القصير استفزك فأخرجت كل سمومك كالصديد وأبنت عن توجهك الحاقد لكل الشرفاء … انت لست بمتابع بل ناقل وتابع لما يتداوله السلفيون من مغالطات ضد الاخوان ،هؤلاء ليسوا ملائكة يصيبون و يخطئون ،وحديثك عن حكم الاخوان مجرد لدليل على سطحية افكارك ،فقطر تؤوي مضطهدي الاخوان وليست دولة اخوانية اما تركيا فلا علاقة لها لا بجماعة الاخوان ولا بغيرهم ،نعم ان خلفية الحزب إسلامية لكن لم يدع احدا من حزب العدالة والتنمية التركية انه يحكم باسم الاسلام ،اما العراق ،هههه فهذا لا يستحق الرد .
    اتساءل ،لماذا كل هذا الحقد على الاخوان ؟ ألا يكفيكم ما تعرضوا له وما زالوا من ظلم لا مثيل له ؟ ألا بكفيكم انه هجروا وعذبوا واعدموا بل واحرقوا احياءً؟ لماذا هذا الحقد ؟ انا لا انتمي اليهم لكني أقف مع المظلومين أينما وجدوا …

    2
    5
  6. عجبا لرجل قد جاوز الثانية والتسعين من العمر ولم يبق بينه وبين القبر إلا بضعة أشبار ثم يتجرأ على ش رع الله ومحارمه وهو الذي وهن عظمه وارتعدت أطرافه

  7. ردا على “أبوعلي” – 1

    أبدأ بما ادعيتَه حين كتبتَ ” الحمد لله ان تعليقي القصير استفزك فأخرجتَ كل سمومك كالصديد وأبنت عن توجهك الحاقد لكل الشرفاء” .. عجيب أين هذه “السموم والصديد” ومن هم هؤلاء “الشرفاء”وما علاقة هذه الشخصنة بموضوع الإخوان أصلا ؟! طيب ما دمت لجأتَ للشخصنة فلا بأس أن أرد عليك بالمثل :

    ~ أولا واضح جدا من خلال أسلوبك واختيارك لألفاظك من منّا صاحب “السموم كالصديد” ومن هو “الحاقد” حقا.

    ~ ثانيا في عبارتك تزعم بأني “حاقد على كل الشرفاء”، قلت “كل الشرفاء”، علما بأني في ردي لم أوجّه نقدي وهجومي إلا على أحزاب وقادة الإخوان ونظامي تركيا وقطر، ومعنى ومقتضى عبارتك هاته بأنك تحصر “الشرفاء” في هذه الأمة فقط في الإخوان ونظامي تركيا وقطر وأتباعهم !! وهنا فضح لحنُ عبارتك ما في قلبك من تحزّب للإخوان ولو أنكرته لاحقا.

    ما كتبتُه سابقا عن الإخوان والنظامين الداعمين ليس “حقدا” كما يدّعي “أبوعلي”، بل ما كتبتُه عنهم هي حقائق و وقائع ثابتة ولا سبيل لإنكارها من أي متابع منصف لما يجري في الساحة ..

  8. ردا على “أبوعلي” – 2

    دعنا نبدأ من مسألة الحكم بالعلمانية عند الإخوان .. بداية اعتراضك كانت عند تعرُّضي للغنوشي وتوكل كرمان ويبدو أنك تضايقتَ من ذلك لكونهما شخصيتان معروفان عند الإخوان .. فهل تنكر مثلا ما ذكرتُه سابقا عن الغنوشي وحزبه في تونس، طبعا لن تستطيع الإنكار لأن سقطات الغنوشي وحزبه النهضوي في مستنقع العلمانية معلومة للجميع وقد اتسع الخرقُ فيها على الراقع

    الغنوشي هو أحد أكبر قادة التنظيم الدولي للإخوان وقامة كبيرة عند قادة الإخوان .. الغنوشي هذا بعد الثورة التونسية فاحت علمانيته النتنة في أكثر من موقف وبشكل مقرف،
    بدءا من تصريحاته التي يقول فيها بقبول العلمانية،
    مرورا بتصريحه بأن رأي الأغلبية مقدّم على الشريعة .. لاحظ ماذا يقول هنا هذا الضال .. يقول بأن القوانين التي يصوّت عليها الأغلبية في البرلمان مقدمة على الشريعة أي مقدمة على الأحكام التي أنزلها الله في كتابه وسنة نبيه، وقوله هذا هو أساس الحكم العلماني !
    سبق للغنوشي أيضا أن قال بأن المِثلية شيء طبيعي ولا يجب تجريمها في القانون و هو نفس ما قاله سابقا قُدوته إردوغان (كما قال هو نفسه) !
    و توالت طوام هذا الإخواني الضال إلى اليوم وكاى آخرها حين دعا هو وحزبه النهضة إلى الوفاق وعدم التهجم على المجرم الخبيث السبسي بخصوص التشريعات العلمانية الكفرية التي أحدثها هذا الأخير مثل قانون المساواة في الإرث وقانون السماح للمسلمة التونسية بالزواج من الكافر ! أرأيتم أين وصل إخونج تونس في تبني العلمانية

    ملحوظة : لهذا السبب تدخلتُ في هذا الموضوع من الأساس، إن كنتم منكرين ما جاء به السبسي وما يحاول أن يستنسخه عنه علمانيو المغرب فأولو القربى أولى بنصحكم وبإنكاركم .. أنكروا أولا على أصحابكم والمقربين منكم الغنوشي والنهضة الذين اقتحموا مستنقع العلمانية والذين دعوا قبل أيام قليلة إلى ضرورة الوفاق مع السبسي في قوانينه التي يحارب فيها دين الله، فإن استجابوا لكم أنكروا على العلمانيين الأصليين في المغرب وتونس

  9. ردا على “أبوعلي” – 3

    أما الإخوانية من حزب الإصلاح اليمني توكل كرمان فهي شخصية جديدة أصبحت مثار إشادة واعتزاز من عموم وخواص الإخوان لحصولها على جائزة نوبل (اللي أصلا لا يعطيها الغرب إلا لمن يخدم مصالحه) .. المهم توكل كرمان هذه نزعت التقية العلمانية وخرجت مؤخرا في تغريدة لها على حسابها الرسمي في تويتر تطالب فيها بأن يكون اليمن دولة علمانية ديموقراطية لا مكان لكهنوت الدين فيها ! و لا تعليق على هذا الكفر البواح ولا نقول إلا أخزاها الله وأخزى الداعين إلى مثل ما دعت إليه.

    ثم لماذا نذهب بعيدا .. ها هو إردوغان زعيم الإخوان قاطبة إلى درجة أن مفتي الإخوان القرضاوي سماه بـ “خليفة المسلمين” هههه .. بل قال القرضاوي عنه بـ “أن الله وملائكته وجبريل مع إردوغان” والعياذ بالله من شرّ ما قال ..
    إردوغان سلطان الإخوان هو حاكم علماني يحكم بالعلمانية و يشيد بها ويدعو كل المسلمين إلى قبولها و يدعي هذا الدجّال بأنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية .. وطبعا إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .. فإن كان إردوغان زعيم وسلطان ومعشوق الإخوان علمانيا وينادي بالعلمانية فأكيد أن أتباعه ومحبيه من الإخوان سيسيرون على نهجه العلماني.

    باختصار في كل بلد وصل فيه الإخوان والقريبون من فكرهم للسلطة من المغرب إلى مصر (سابقا) كان حكمهم علمانيا محضا وفي عهدهم تمّ إقرار العديد من القوانين المخالفة للشريعة .. يعني الأمور والصورة صارت واضحة فالإخوان قبل الانتخاب يحركون و يدغدغون قلوب ومشاعر عوام المسلمين بشعارات “المرجعية الإسلامية” و”الإسلام هو الحل” ثم بمجرد وصولهم للسلطة يذرون الشريعة الإسلامية وراء ظهورهم وينتهجون حكما علمانيا صرفيا ليرضوا به كفار الغرب .. وهذا ما يجب أن يحذر منه أتباعهم خاصة والمسلمون عامة وألا يبقوا وراءهم كالقطيع يقودونهم إلى الخسران المبين
    ..

  10. ردا على “أبوعلي” – 4

    أما ردك عني بخصوص نظامي قطر وتركيا، فواضح تـهرّبك ومحاولة تحويرك للموضوع ، لكن لا بأس من الإعادة حتى تتضح الصورة الحقيقية لنظامي قطر وتركيا والتي يحاول الإخوان تغييبها وطمسها ..

    نظاما قطر وتركيا يحتضنان القواعد الأمريكية التي قتلت ولا تزال تقتل أهلنا المسلمين في العراق وفي سوريا ..

    من قاعدة العديد القطرية ومن قاعدة إنجرليك التركية خرجت المقاتلات الأمريكية في 2003 لتدك بغداد على رؤوس أهلها وتقتل المسلمين وتغزو العراق لتُعطيَ بعد ذلك الحكم في العراق هدية وغنيمة باردة لمجرمي الروافض الإيرانيين ثم ليتولى الروافض بعدها عمليات القتل والتنكيل في المسلمين من أهل السنة والجماعة ..
    ثم دارت الأيام والأحداث وعادت الطائرات الأمريكية لتنطلق من جديد من العديد القطرية ومن إنجرليك التركية (من 2014 وإلى اليوم) لتدك بيوت المسلمين على رؤوسهم وتقتّل فيهم بعشرات الألوف في الموصل وتكريت والفلوجة والأنبار والرقة …

    وطبعا لن تجد داعية إخوانيا واحدا فضلا عن قادة الإخوان استنكر هذا الدور الإجرامي لنظامي قطر وتركيا بمنحهم القاعدتين وإعانتهم بذلك الجيش الأمريكي الكافر على قتل المسلمين في العراق وسوريا ..
    لن يجرؤ أحدهم على ذلك خصوصا وأن حزب الإخوان في العراق “الحزب الإسلامي” كان له دور رئيسي في إنشاء خونة “الصحوات” العميلة لأمريكا والتي كانت مهمتها إعانة الصليبيين الأمريكيين في حربهم على المسلمين في العراق ..

    هل يحسب الإخوان وأهل العديد وأهل إنجرليك أن هذه الجرائم ستمر بلا عقاب وانتقام رباني، كلا و الله .. و لا عدوان إلا على الظالمين
    .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M