د.بنكيران: الدول الإسلامية ودولة جنوب إفريقيا ونصرة المسلمين في أرض الصمود والعزة

12 يناير 2024 16:01

هوية بريس – متابعة

كتب د.رشيد بنكيران “يوجد أكثر من 57 دولة إسلامية، لكن للأسف ولا دولة من هذه الدول قامت بالمبادرة القانونية والحقوقية التي قامت بها دولة جنوب إفريقيا، مبادرة تسعى من خلالها أن توقف الإبادة الجماعية على أهل العزة وتلاحق المجرم الوحشي والعنصري قانونا وحقوقيا”.

وأضاف مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات، في منشور له على حسابه في فيسبوك “أمام هذا المشهد الذي صنعته مبادرة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ومرافعتها النبيلة والقوية التي وقفت فيها مع المظلوم، لاحَقَني سؤال لحاقا إلى درجة أنه أقلقني، ولا شك أنه لاَحَق وأقلق الملايين من المسلمين، هذا السؤال: هو لماذا لم تقم أي دولة إسلامية بتلك المبادرة نحو إخوانهم المسلمين في أرض الصمود والعزة!!؟؟”.

وتابع بنكيران “حاولت أن أظفر بجواب على السؤال القلق، وفي الوقت نفسه أن أجد تفسيرا لهذا الواقع المخزي للدول الموصوفة بأنها دول إسلامية، فالذي حصلت عليه من خلال آراء مختصين في علم السياسة والقانون الدولي والمحللين للأحداث الدولية، أن بعض الدول الإسلامية تخضع للضغط الأمريكي، بينما البعض الآخر منها لا يريد أن تتعرض مصالحه الخاصة لأي مخاطرة أو مضايقة…، جواب وتفسير سيحولان القلق الذي لاحقني إلى حزن وسخط”.

جنوب إفريقيا، حسب بنكيران “دولة ذات أغلبية مسيحية، وهذا يعني أن الدافع وراء مبادرتها لم يكن دافعا دينيا، وإنما كان الدافع إنسانيا محضا، ولا شك أنها كانت تعلم أن مصالحها الخاصة ستتعرض إلى مخاطر ومضايقات، وقد وصفها الرئيس النتن ياهو بعدما رفعت الدعوى ضد إسرائيل بأنها دولة منافقة ومعادية للسامية، وهي تهمة ذات طابع سياسي مكلف في العلاقات الدولية وخصوصا مع الدول الغربية، ورغم هذا التهديد أقدمت دولة جنوب إفريقيا على ذلك وخاطرت!!؟”.

كما ذكر بنكيران في نفس منشوره، أن “هناك سؤالا آخر يفرض نفسه لا مناص عنه”، هو “هل الدافع الإنساني أقوى من الدافع الديني؟؟“، مردفا “رغم وجود نصوص دينية مقدسة توجب على الدول الإسلامية نصرة المسلمين المظلومين والوقوف معهم وألا تسلمهم للعدو ولا تخذلهم لم تسع إلى القيام بأي أعمال حقيقية على أرض الواقع سوى الشجب العلني أما في السر فالله أعلم بما هم فاعلون ويفعلون!!؟”.

وأوضح أن “من هذه الدول الإسلامية ما تجتمع مع أهل العزة ليس فقط في الدين، بل وكذلك تجتمع معها في اللغة، والعرق، والجوار الجغرافي، والأمن الاستراتيجي.. ولا شيء من هذه المشتركات كان قادرا على إيقاظ الضمير وصناعة المبادرة، بينما مشترك واحد بين دولة جنوب إفريقيا وبين أهل العزة والصمود كان كافيا لصناعة الحدث وبذل الجهد رغم المخاطرة”.

وختم بنكيران منشوره بالبيان، أننا “اليوم لدينا شعوب إسلامية، في الغالب قلوبها كالقلب الواحد في الجسد الواحد، لكن للأسف الشديد، الدول الإسلامية الحالية بعيدة كل البعد من أن تجعل الانتماء إلى الإسلام محورا ومركزا لسياستها الخارجية ومواقفها الدولية، فليس لدينا دول إسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. أين الدافع الانساني عند جنوب افريقيا وهي تكرس مع الجزائر معاناة الصحراويين المغاربة بتندوفه لمدة خمسة واربعون سنة ، تدعم حركة انفصالية ضدا في مصالح المغرب دون اعتبار لمعاناة مجموعة من المحتجزين يتعرضون للموت البطيء اكثر من معاناة اهل غزة

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M