رد على شبهة “أن الله لم يستجب طلب الناس ودعاءهم في قضية ريان!!”

07 فبراير 2022 01:05

هوية بريس – عبد القادر راشدي

استغل المنافقون والملحدون والذين في قلوبهم مرض، الفرصة لتصفية حساباتهم مع الله، ووصفوه بالقسوة والعبثية وغياب الحكمة في أفعاله..!! فقط لأن الله لم يستجب طلب الناس ودعاءهم في قضية ريان!!
وهؤلاء المرضى المتعالون بعقولهم المريضة التي لا تعترف بالغيب ولا ترجوا لله وقارا ..كانوا سيقولون أكثر من ذلك لو أن ريان عاش بين أهله الفقراء في تلك المنطقة الجبلية مقعدا على كرسي متحرك لا يستطيع أن يجاوز باب منزله ولا أن يذهب لمدرسة ولا أن يذهب حتى إلى المرحاض لوحده بسبب قوة السقطة التي تعرض لها..
لأنهم بكل بساطة يريدون إلها تحث الطلب يستجيب فورا لمطالبهم ويتوافق مع تصوراتهم وأفكارهم المختلفة والمتناقضة، ويرضي أهواءهم ويخضع لمنطقهم المادي القاصر..
يريدون إلها أشبه بالحاكم أو رئيس دولة ديموقراطية، ينبغي عليه أن يخرج في كل أسبوع ليقدم لهم معالم سياساته في الكون، وما هي المصالح التي سيسعى لتحقيقها لهم على وجه الأرض، وأن يقدم لهم رؤيته القابلة للنقاش والنقد( بواسطة عقولهم المريضة) لكل القضايا والمستجدات المطروحة في العالم..
بل لا يرضون إلا أن ينزل هذا الإله من عليائه ليجالس أحدهم في المقهى الذي يختاره، أو في غرفة نومه أو حتى وهو يتغوط في مرحاضه!! ليجيبه على أسئلته البليدة التي لا تنتهي. وأن يكشف له كل الأسرار بما في ذلك أستار الغيب والماضي والمستقبل.. فإن لم يفعل فهو ليس بإله حكيم ولا رحيم ولا قادر !!
إله يجلس مع صاحب الشبهات ليجيبه ويقنعه!!
إله يخضع لمنطق الحداثة و فلسفة حقوق الإنسان في دول الاتحاد الأوروبي!!
إله يتابع الإعلام وقناة الجزيرة مباشر ويتصل بها مباشرة ليشرح للناس وجه الحكمة في أخذ ريان من هذه الدنيا وعدم استجابته لمطالب الجماهير بخروجه حيا سالما من حفرته!!
إله له حساب في الفايسبوك للتواصل اليومي وقناة على اليوتوب لتبسيط العلوم للناس وبيان موقفه من نظرية التطور وجبرية المثلية و نظرية الأكوان المتعددة والانفجار الكبير..!!
إله يشتري ألعاب البلاي ستايشن ويقدم هدايا رأس السنة!!
إله يُعلن كلما مات أحد المفسدين أو الظالمين أو الملحدين أنه لن يحرمه من جنته وأنه لن يحاسبه إطلاقا على أفعاله لأن الهالك كان إنسانا طيبا أو نفع البشرية بصناعته للبلاي ستايشن..!!
هذا هو الإله الذي يريدون وهكذا يتصورونه وهذا هو الإله الذي يكفرون به، لأنه رفض أن يكون مثلما يريدون…أما الإله الحقيقي فهم لم يعرفوه يوما ولم يعبدوه حقيقة ولم يدركو عظمته وحكمته في يوم من الأيام …
وهنا أتذكر مقوله الدكتور القرضاوي التي أثارت الجدل قديما وهي: لو أن الله عرض ترشحه على البشر لما حصل على نسبة 99٪) لأنه كان يستحضر طبيعة البشر واختلاف رغباتهم وشهواتهم وصعوبة إرضائهم.. (وكان الانسان أكثر شيء جدلا)

والخلاصة هي؛ أننا نؤمن بالله على مراد الله لا على مقتضى أهوائنا ورغباتنا، ونومن بحكمة الله وعدله ورحمته وإن خفي علينا وجه الحكمة والعدل والرحمة في كل قضية جزئية..
ونؤمن أن ما قدره الله لريان خير له ولوالديه في الدنيا والآخرة.. وأن ما اختاره له هو عين الرحمة والحكمة والعدل..
فمن رضي فهو خير له ومن سخط فليشرب ماء البحر او ليصنع لنفسه إلها من ورق..

قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) (البقرة)

وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) (البقرة)

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M