روح الروح.. القوة التي لا يمكن لأعداء الله كسرها

24 نوفمبر 2023 17:34

هوية بريس – تسنيم راجح

انظر إلى اليقين في عينيه، إلى سكونه وهدوئه وطمأنينته، إلى بسمته دون جزع ولا هلع وهو يمسك جسدها الرقيق ويودعها لآخر مرة في الدنيا.. إلى تبسمه وثباته وهو يخبرهم أن هذه هي روح الروح..

إنها القوة التي لا يمكن لأعداء الله كسرها.. الثبات الذي يحيرهم ولا يمكنهم فهمه ويصعب عليهم الاقتراب منه أو ادعاء التشبه به..

أتدرون معنى أن يفارق المرء روح روحه؟ أتدرون معنى أن يراها تغادره ويودّعها بكامل عقله وهو يعلم أنه مجبرٌ على الاستمرار دونها؟ إنها الغصة والألم الذي لا يستطيع الجسد تحمله ولا يستطيع ذوقه، إنها مرارةٌ تشيب الرجال وتقطع أفئدتهم..

وهو يشعر بكل هذا الألم فعلاً.. لكنه مع ذلك يبتسم ويتركها في سكون، لا قلق على وجهه ولا هلع ولا إنكار ولا ذرة تسخط..

سبحان من ثبته ورزقه هذا الإيمان، سبحان من يرفع الآن درجاته مع كلّ من يعود لرشده برؤيته، سبحان من جعل ثباته هناك مدرسةً وإيقاظاً لأجيالٍ نسيت من هي وإلى أين تمضي وماذا تفعل في دنياها..

لولا علم الرجل ويقينه بأنها دنيا ما كان ليستمر لحظة، لولا علمه بهناء ابنته هذه اللحظة وبقرب لقائه بها ما كان ليستطيع الوقوف على رجليه مرة بعدها..

هذا الثبات ليس صدفةً ولا حظاً، إنه تربيةٌ طويلةٌ ونتاجٌ عظيم لعملٍ كبير، إنها القوة التي يعلم الأعداء أنهم لا يستطيعون قهرها، قوة التعلق بالله، القوة التي كنا نقرأ عما تشبهه في قول الذي قال لحظة طعنه “فزتُ ورب الكعبة” رضي الله عنه، قوة التي تلكأت لحظة عن تقديم روحها لله فجاءها التثبيت من ابنها “يا أمه اصبري فإنك على الحق”..

هذه الصورة.. هي الفرق بين الحق والباطل.. الفرق بيننا وبينهم.. بين الإيمان والكفر والثبات والجزع.. بين من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وبين من يقاتل للدنيا والشيطان والهوى..

احفظوا الصورة.. لا تنسوا ما فعل الأعداء وكم هم ضعفاء، احفظوها وتعلّموا دروس القوة والثبات المجتمعة مع العطف والحب والفداء..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M