عقدة «الصباح» من «المصباح» توقعها في فضيحة مهنية (الكذب) وتكشف من جديد جهلها بالقانون

24 فبراير 2016 20:46
عقدة «الصباح» من «المصباح» توقعها في فضيحة مهنية (الكذب) وتكشف من جديد جهلها بالقانون

هوية بريس – عبد الله المصمودي

الأربعاء 24 فبراير 2016

نشر موقع حزب “العدالة والتنمية” (pjd.ma) مقالا مطولا عن يومية “الصباح”، وأن عقدتها مع حزب المصباح جعلها تقع في فضيحة مهنية مدوية وتكذب في خبرها الرئيسي لعدد اليوم الأربعاء عندما ادعت أن لقاء سريا جمع بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والأمين العام لحزب “البام” إلياس العماري، وهو اللقاء الذي لا يوجد سوى في مخيال من كتبه وبلغ به التلفيق إلى درجة أن يختلق حوارا مفترضا بين الزعيمين.

كما أظهرت الصباح في خبر آخر جهلا مركبا بالقانون فيما يخص الجمع بين صفة وزير ونائب برلماني.. وإليكم التفاصيل كما جاءت في المقال:

“بمجرد ما تبدأ تصفح جريدة الصباح عدد اليوم الأربعاء يصدمك عنوان بالبنط العريض على صدر صفحتها الأولى “لقاء سري بين بنكيران والعماري”، تمسح عينيك جيدا لأن الحروف ربما اختلطت عليك، وعندما تعود لقراءة ذات العنوان من جديد تنتبه إلى عنوان فرعي أسفله “تبادلا الآراء حول إمكانية المشاركة معا في حكومة ما بعد سابع أكتوبر”، تطرح المئات من علامات الاستفهام، وتقرأ بسرعة ما ورد في المقال، لتتفاجأ فيما بعد أنك لم تقرأ سوى قصة يصعب وقوعها حتى في الخيال!

ألا يعد نشر خبر غير صحيح بالمطلق فضيحة مهنية بكل المقاييس؟ والطامة الكبرى أنها لم تقل فقط إن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وإلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة تبادلا الآراء حول إمكانية المشاركة معا في حكومة ما بعد 7 أكتوبر، بل أوردت حتى الحوار المفترض بينهما، وكأنها كانت ثالثة المجتمعين.

إذا كانت للصباح عقدة من حزب العدالة والتنمية، فعليها أن تتأكد أن تحاملها لن يضر العدالة والتنمية بشيء، لأنها في الأصل أخبارها بل “أكاذيبها “لا تنطلي على أحد، وأن الحل ليس اختلاق قصص لا مكان لها حتى في الخيال، أو إقحام “البيجدي” في عناوين مواد ليست لها أي علاقة بحزب العدالة والتنمية لا من قريب ولا من بعيد.

وإذا كانت الصباح تنتصر لجهات ما ضد حزب العدالة والتنمية، وتأكدت أن حملات التشويش التي تمارسها على إنجازات الحكومة التي يقودها، لا تعطي أكلها، وبأن الحرب عليه تكون هي الخاسر فيها، فليس الحل هو “ضرب المهنية عرض الحائط والكذب على القراء”.

الحل هو أن تمارس الصباح العمل الصحافي بمهنية، وتنتقد حزب العدالة والتنمية بموضوعية، وترصد أخطاءه الحقيقية في تدبير الشأن العام والمحلي، أو تعلن أنها ليست فقط جريدة تمارس الصحافة، بل جهة تمارس السياسة وتسعى بكل الطرق حتى الخسيسة منها إلى التنقيص من شعبيته.

عقدة «الصباح» من «المصباح» توقعها في فضيحة مهنية (الكذب) وتكشف من جديد جهلها بالقانون

وعلى الصباح أن تدرك أن حزب العدالة والتنمية هو حزب سياسي مثله مثل باقي الأحزاب الوطنية، هو أيضا له أخطاء في تدبير الشأن العام والمحلي، ولا يدعي الكمال، ولكنه يشتغل بمصداقية، ويعمل منتخبوه بجدية، ويسعى جاهدا لما فيه مصلحة الوطن، وإذا احترمت إرادة المغاربة التي تجعله يحتل الصدارة في الانتخابات وانتقدته بموضوعية، سيكون حينها أول المصفقين لها.

كما يجب أن تعلم الصباح أن هجومها الأعمى على حزب العدالة والتنمية، ستكون هي أول المتضررين منه، مثلا ما معنى أن تتحدث في نفس عدد اليوم الأربعاء، عن مذكرة حول الانتخابات التشريعية المقبلة لحزب الاتحاد الاشتراكي  للقوات الشعبية وتقحم “البيجدي” في عنوان المادة رغم أنه لا علاقة له بالموضوع.

ولكن عقدة الصباح من حزب العدالة والتنمية تجعلها تعنون المادة بـ”الاتحاد يطالب بإسقاط وزيرين من بيجدي”، قالت فيها: “قدم الاتحاد الاشتراكي وصفته لمحاربة استغلال النفوذ الإداري في الاستحقاق الانتخابي، بالتنصيص على توسيع مجال التنافي بعدم الجمع بين عضوية مجلس النواب وعمدة المدينة، وبموجب هذا المقتضى فإن العضوية في البرلمان تسقط عن وزيرين في الحكومة، وهما عبد العزيز العماري والإدريسي الآزمي، اللذان يشغلان على التوالي عمدتي الدار البيضاء وفاس”.

 هذا الهجوم الأعمى على حزب العدالة والتنمية جعل الصباح ترتكب خطأ قاتلا ينم عن جهل فظيع بالقوانين المغربية، حين اعتبرت أن العماري والأزمي نائبان برلمانيان وأتت مذكرة الاتحاد الاشتراكي لتسقط عنهم العضوية، والسؤال الذي يمكن أن يطرحه أي قارئ لهذه المادة متى كان الوزراء أعضاء في البرلمان؟

والمعلومة التي لا تعرفها الصباح أن إدريس الأزمي الإدريسي عمدة مدينة فاس لم يترشح أصلا في انتخابات 25 نونبر 2011، أما عبد العزيز العماري عمدة مدينة الدار البيضاء، بمجرد ما أصبح وزيرا للعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، فقد عضويته بمجلس النواب، وإلا سيكون في حالة التنافي التي أقرها القانون المغربي.

لا يمكن لمن قرأ هذه المادة إلا أن يضحك، ويستعيذ بالله رب الناس، من شر الشيطان الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس، لأن جريدة الصباح لم تجد مبررا لإقحام وزراء المصباح في عنوان مادتها هذه، وعندما فعلت ارتكبت خطأ فادحا لا يرتكبه حتى تلاميذ السنة الأولى إعدادي.

بعد هذا السقوط المدوي للصباح، لن يستغرب القارئ من عنوان آخر اختارته لمادة ثالثة في نفس العدد وهو “جزارو بيجدي يحرمون المغاربة من اللحوم”، ولله في خلقه شؤون”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M