غيرة الآباء في زوال‎

18 يونيو 2016 02:42
غيرة الآباء في زوال‎

حسن بونقطة

هوية بريس – السبت 18 يونيو 2016

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وبعد:

لا نكاد نرى في هذا المجتمع المليء بالفتن والفواحش إلا قلة قليلة من الغيورين على أعراضهم في بناتهم وأخواتهم وأزواجهم.. فأغلب الآباء للأسف الشديد صاروا يتهاونون كثيرا في مراقبة بناتهم بعد أن وضعوا فيهن ثقة لا حدود لها بزعمهم، وكأنهن ملائكة يمشون على الأرض لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأنهن معصومات من الزلل ولا قرين لهن من شياطين الجن!!!!

سبحان الله!.. بل الأدهى والأمر أن التربية على العفة والحياء والغيرة غابت وزالت واضمحلت بشكل شبه منعدم, فلا تربية ولا مراقبة ولا عتاب ولا نصيحة ولا إرشاد ولا توجيه، وعندما تسقط الفتاة في مستنقع الرذيلة وبراثن الغرام والهيام وترتكب الفاحشة فيسلب شرفها ويهتك عرضها، آنذاك تقوم الأسرة من سباتها ورقادها فتنهر الفتاة وتلومها بل وتضربها ضربا مبرّحا ومؤذيا وكأن الفتاة كبرت في الشارع بلا مربي..

أما كان عليهم أن يرشدوها؟؟ أما كان لهم أن يأخذوا بيدها قبل اقتراف الخطأ؟؟؟

في الجاهلية قبل الإسلام كان بعض الناس من العرب يئدون بناتهم خشية العار، كما قال الله -تعالى- عن ذلك: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (النحل الآية.. يغارون رغم أنهم جاهليون ونحن مسلمون ولا نغار!!! هم بالغوا وشدّدوا وأفرطوا ونحن أهملنا وضيعنا وفرطنا.. فالإسلام دين وسطية واعتدال لا إفراط ولا تفريط..

أخي الكريم.. اعلم أن الفتاة إن تربت على العفة والحصانة والحياء وداوم ولي أمرها على مراقبتها دون أن يشك في عفتها فإنه سيفلح الفلاح الأكيد، وعينه ستقر بابنته التي رباها فأحسن تربيتها بعد هداية الله لها.. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عال جاريتين (بنتين) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه) رواه مسلم .

أيها الأب الرحيم.. راقب ابنتك وربها وأحسن تربيتها ولا تقل بأن الله هو الهادي ولا تقوم بواجبك تجاهها.. قم بتربيتها وأدي واجبك والله تعالى سيهديها إن علم فيها خيرا..

نسأل الله أن يهدي شباب وفتيات المسلمين إلى الحق ويثبت أقدامهم آبائهم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M