في ذكرى رحيل الشيخ “فريد الأنصاري”.. الكنبوري يستحضر البون الشاسع بين خربشات أدعياء نقد التراث ونبضات من عاش بين دفتي القرآن

06 نوفمبر 2019 17:41
فيديو.. سحر الإعلام المعاصر - الشيخ فريد الأنصاري -رحمه الله-

عابد عبد المنعم – هوية بريس

كتب الدكتور إدريس الكنبوري أنه “حلت أمس ذكرى رحيل الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله، هذا الرجل الصادق الفذ الذي غادر الدنيا عام 2009 في أوج العطاء، مخلفا وراءه شعلة لا يزال الناس يقبسون منها إلى اليوم. أقبل الرجل على الله غير عابئ فجاءته الدنيا إليه تسعى فأخذ منها ما يأخذ الحكماء وترك الباقي للذين يعذبهم الزحام. ترك المكان الذي ذهب إليه الكثيرون وذهب هو إلى حيث جاءه الكثيرون”.

وأضاف الباحث في الفكر الإسلامي “إذا كان من وصف نصف به هذا الرجل فهو الرجل القرآني. فلقد وهب نفسه للقرآن حتى صار لغته التي يتحدث بها ومعجمه الذي يستعمله في كتاباته وخطبه ومحاضراته، وحين يطالع القارئ “مجالس القرآن” بأجزائه الثلاثة كم يجد البون شاسعا ضخما بين خربشات أدعياء نقد التراث وبين نبضات عائش بين دفتي القرآن. وكذلك هو درس هذا الرجل، لا يمكن أن يجدد في قراءة القرآن رجل يعذبه عقله بل رجل يوجعه قلبه، فعقل بلا قلب يسوسه تعب بلا طائل”.

ليعقب بعد ذلك في تدوينة له على الفيسبوك بأن “من يقرأ كتاباته ويستمع إلى محاضراته سوف يعرف أن هذا الرجل لم يكن من أهل الدنيا. فالغريب أنه كان دائم الحديث عن الموت حتى إنه كان يتحدث عن جماليات الموت، وهي ميزة ميزته عن غيره شرقا وغربا، إذ الحديث عن الموت بُعد يكاد يكون غائبا، فالجميع يتحدث عن دور الدين في استقامة الحياة لكن قليلون جدا يتحدثون عن دور الدين في استقامة الموت. لقد ترك الحديث عن الحياة الطيبة وصب اهتمامه على الحديث عن الميتة الطيبة، وهذا مقام أهل الذوق والشوق. نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجود علينا بالإقبال عليه والإدبار عن سواه، إنه قادر على تثبيت القلوب”.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M