كسر سهام الإعلام لنصرة الأعلام

25 يونيو 2019 00:47
كسر سهام الإعلام لنصرة الأعلام

هوية بريس – عادل المراكشي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد؛ فإن مما تتفطر له القلوب، وتدمع له العين، و يجلب السهاد، أن ترى بعض من لا بضاعة له في العلم، ولا قبس له في الحلم، ولا دراية له بالقواعد والمناهج والأصول، يحوم حول الحمى، ويسير سير الأعمى، ويحمل سيفا من قصب، ويركب حصانا من خشب، ليدخل ساحة الردود متلعثما بالقيل والقال وبلاقيود. زينت له نفسه الخطيئة، وأوهمه قشور اطلاعه بوجوب النصيحة. فرمى المسكين بغير قوس، وأدلى بدلو نحس، إذا قرأت كلامه ندمت على ضياع وقتك في مطالعته، وذهبت نفسك حسرات على تقلب حاله، وسوء مآله.
فقد بلغني أن غمرا من المغمورين، أحد حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، ممن يصف نفسه باحثا في الاسلاميات, أو بالتعبير الأصح باحث في محاربة الإسلاميات.
تحدث في جريدة إلكترونية محلية مشهورة عن دور القرآن ورئيسها الشيخ المغراوي بما يجافي الواقع، والصحة, ويفتقر للأدلة.
ولا أدري من أي جامعة تُنال هذه الصفة (باحث في الإسلاميات)؟ وأي مركز هذا الذي يخرج هذا النوع من الباحثين؟ فقد قرأنا وتخصصنا وبلغنا أعلى الدرجات العلمية الجامعية المتاحة والحمد لله، ونتهيّب القول عن أنفسنا أننا باحثون في الإسلاميات.
ومع ذلك تحاملت على نفسي (بعد أن كثر القيل والقال) لأقرأ كلامه لعلي أجد عند الفتى من النصح والعلم ما يخفى عليّ، وقد عايشت الدعوة، ومشايخها ودور القرآن وأهلها ورئيسها الشيخ المغراوي من بدايات التسعينات ولو كان ثَمّ ما يدعو للتطرف أو نشر الفتنة لكنتُ من أوائل من يعرف ذلك، و لكشفت اللثام عنه ناطقا بالحق و صادعا به. كما هي عادتي والحمد لله حتى مع المخالفين منهجا وعقيدة، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
فوجدت مقالا كُتب بحقد وسوء نية، مملوءا بالطعن المرسل، والسب المجمل.
ذكر فيه هذا (الموصوف بالباحث) أن دور القرآن أو : “الجمعيات القرآنية في وقت معين كانت تتحمل جزءا كبيرا من انتشار التطرف بالمغرب” هكذا بإطلاق من غير أن يدلي بدلو الحجة، ولا بشاهدٍ حجة. فقط ليدلس على القراء وفيهم سماعون له للأسف.
ولو سألته وهو الباحث في الإسلاميات ما قصدك بالتطرف؟ لصدمنا جميعا من هول الإجابة، ولذرفنا الدم لسوء حال أمة الإجابة.
ثم استطرد في كلامه قائلا: “هذه الجمعيات كانت تروج لكثير من المفاهيم التي تؤصل لكراهية الآخر وتشرعن للعدوانية ضده”.
ولعمري إن لم يكن كلامه فجورا وبهتانا فلا أدري أين يمكن تصنيفه، فكله اتهام ورمي للناس بالأباطيل بلا حجة تذكر. ودائما نفس الأسلوب. كلام كثير بلا فائدة، إنه يا سادة لا ينتقد هنا ولا في الكلام قبله الجمعيات الإسلامية، وإنما ينتقد قانون القرآن وصحيح المنهج النبوي، فالتطرف عندهم هو تحريم العري في الشواطئ، وتحريم شرب الخمور، والتبرج والسفور وتحريم عبادة القبور.. الخ، وإلا فليذكر لنا شيئا نناقشه فيه، يكون مستندا للدليل، وراجيا به نصح الخليل.
ومن أغبى ما قرأت له قوله:” هذه الجمعيات لم تكتف بتدريس القرآن بالشكل التقليدي، بل على العكس خالفت ذلك وطريقة حفظ القرآن بالمنهاج المغربي ونوع القراءة والرواية التي اختارها المغاربة تاريخيا وسلكت مسالك أخرى مقلدة دول الشرق..”
آه ثم آه من أمة ضحكت من جهلها الأمم، ألا تعرف أيها المتفيقه أن القرآن كله جاء من الشرق؟ وهل مخالفة رواية البلد في الحفظ تطرف؟ لماذا تتعامى وأنت الباحث الإسلامي (في زعمك) عن المخالفة التاريخية العظيمة في التشبه بدول الغرب في الانحلال والسفور و مخالفة النساء للزي المغربي الوقور الذي اختارته البلاد تاريخيا على حد تعبيره ووصفه؟ أم عندك فرق بين تقليد الشرق وتقليد الغرب؟
ثم أنت لا حفظت القرآن بالنمط التقليدي ولا تركت أحدا يحفظه. وكل امرئ حر في نفسه يحفظ كلام ربه بالرواية التي تناسب قدراته. وكلها روايات صحيحة نزل بها القرآن وكان لعلمائنا المغاربة اليد الطولى والباع الكبير في جمعها وتدريسها.
لماذا لم نسمع لك ضجيجا أيها الباحث الإسلامي حول الحرب العشواء التي يشنها الغرب وعملاؤهم على الثوابت الدينية للمغرب الحبيب؟
اعتبرني مستفسرا، وبصرني بحجة واحدة تقوي ادعاءك ليطمئن القلب لطرحك ونرجع عن قولنا لنصحك.
إن كان شحنك أحد عن الشيخ المغراوي -ولست أقول بينك وبينه- فشتان ما بين الثرى والثريا، إن كان أزك حاقد فاطرح الحجج والأدلة على صدق الدعوى، وبين الحوادث بتواريخها، وشهودها، وأعط لكل اتهام مما ذكرت مثالين مختلفين، لواقعتين مختلفتين، ليصح تعميمك وإطلاقك، ويصدق قولك، ويسمع نصحك.

كتبت كلامي هذا بنوع من الاختصار ليتوافق مع اختصارك، وإلا ففي الكنانة فوق ما عندك، ومنهج دور القرآن سلفي محض معتدل وسطي، لا يعكر صفوه أخطاء الأفراد إن وُجدت، لأن الإنصاف يستدعي تقويم المخطئ لا المنهج، وقد عرفناه قبل أن تعرفه، وقرأنا في أصوله قبل أن تقرأ هذا إن كنتَ قرأت، والحمد لله.
فإن كان ولابد لك من الرد ليقال فلان قد قال، وتحظى بالاهتمام ويهتم بك الإعلام، فاجتهد في دراستك وبحثك، وتغلب على محنتك، ثم انظر فيمن حولك من دعاة المنهج التخريبي والمنهج الانحلالي وما بينهما، فقوم ما تراه من اعوجاج، وأسد النصح لهم بلا خوف من اللوم والعقاب، فعند بعضهم كثير من الأخطاء يعرفها النقاد وأحرى أن يسيل لك في تصحيحها المداد.
فاللهم ردنا إليك ردا جميلا، واعصمنا من فخاخ التشهير ومواقع الفتنة، وأر الظالم في نفسه البينة، وأرنا فيه موقف حق تعلي به رايتك، وتدحض به المبطلين لحجتك.آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله

كتبه العبد الفقير لربه: عادل أبو صهيب المراكشي
الجمعة 17 شوال 1440هـ الموافق ل 21 يونيو 2019.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M