لماذا لم يصدر دعاة “الحداثة” أي صوت إزاء مقررات الصور “المخلة بالحياء”

18 سبتمبر 2022 12:44
مقررات القبل

هوية بريس – عابد عبد المنعم

قال د.إدريس الكنبوري “رغم الضجة التي أحدثها مقرر دراسي في التعليم الخاص يتضمن صورا ماسة بالحياء لم نسمع حتى الآن صوتا يدعي الحداثة يستنكر؛ لا؛ بل هناك من يدافع عن تلك الخلاعة بدعوى الكونية والحداثة؛ ويربط جدوى التعليم بتبني قيم الغرب”.

وأضاف “المشكلة أن هؤلاء في المغرب “مثقفون” من الدرجة الرابعة أو الخامسة؛ حضورهم الإعلامي لا يتناسب مع إنتاجهم العلمي الذي لا يوجد أصلا؛ فإذا أطفئت عنهم الكاميرات اختفوا كأنهم ما وجدوا في هذا العالم”.

وكشف المفكر المغربي أن “محاولة إقناع هؤلاء بفكرة علمية تشبه محاولة إدخال الجمل من سم الخياط؛ فهم ضد العلم وضد التفكير الحر وضد الاستقلالية”.

وأكد ذات المتحدث في تدوينة على صفحته بالفيسبوك أن “التعليم في المغرب يتهاوى بالتدريج كلما تم الإبتعاد عن القيم الوطنية الأصيلة وتبني القيم الأجنبية. كان التعليم قويا وأنتج نخبا وطنية كبيرة طبعت الثقافة المغربية؛ ولم يكن هؤلاء يعرفون القيم الغربية بل كانوا خريجي القرويين والتعليم التقليدي ودرسوا في الكتاتيب القرآنية؛ ولكنهم ملأوا الدنيا وشغلوا الناس ومنهم ولدت الحركة الوطنية والفكر المغربي. وكانت الجامعة تنتج فطاحل العلماء والمفكرين في الستينات والسبعينات والثمانينات قبل أن تظهر موجة الحداثة؛ وعندما سيطر اليسار على الجامعة وظهر الفكر الحداثي المقلد سقطت الجامعة وانتهى البحث العلمي؛ لأن الايديولوجيا حلت محل المعرفة.

أزمة هذه الفئات أنها تنظر فقط إلى الغرب كنموذج؛ في وقت لم يعد فيه نموذجا؛ ومشكلة هؤلاء أنهم لا يفهمون لأنهم لا يفكرون بشكل علمي. لو كنا في الستينات أو السبعينات مثلا كنا تفهمنا الأمر؛ لأن الغرب كان في صعود علميا وثقافيا؛ لكنه اليوم تراجع كثيرا وظهرت أزمات عدة على صعيد الفكر والقيم؛ فقد حلت الشعبوية محل الديمقراطية والفردانية محل الجماعة والشذوذ محل الكرامة والعنصرية محل الحرية الليبرالية؛ وانتهى عصر الفلاسفة الكبار؛ ولم تعد الجامعات القوية موجودة في أوروبا بل انتقلت إلى بلدان آسيا؛ ولم يعد الطلبة يفضلون الدراسة في أوروبا بل في الصين والهند واليابان وماليزيا وتركيا وروسيا؛ واللغات الأوروبية لم تعد هي الوحيدة التي تستقطب الطلبة بل تنافسها اليوم لغات غير أوروبية.

العالم اليوم يتحول بشكل كبير لكن هؤلاء لا يزالون بمثابة طابور خامس في خدمة المستعمر القديم؛ وهي مصيبة كبرى أن يخوض هؤلاء في قضايا أكبر منهم مثل الهوية والقيم والتعليم وهم لا يفهمون حتى الوضع الذي يعيشه العالم؛ لذلك هم خارج الحداثة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M