موقع “البيجيدي”: من يستهدف خطبة العيد؟
هوية بريس- محمد عصام (pjd.ma)
مباشرة بعد مرور أول أيام العيد ، استيقظنا على حملة ممنهجة تستهدف بعض الخطباء الذين أموا بالمغاربة صلاة العيد، وتحدثوا عن المدونة وما يتهدد الأسرة المغربية من أجندات تجد جذورها ووقود حملتها من دعم دولي يستقوي على خصوصيات الدول وتميزها الحضاري، بالمؤسسات الدولية وأموال الدعم المشبوه المسكون بالأجندات غير البريئة، والتي من خلالها يتم تجنيد طابور محلي يتكلم بلساننا ويقول بحرية مطلقة ما يريد وفيما يريد بما فيه ما يتجاوز ثوابت ومرجعية هذا البلد الأمين، لكنه جاهز ليستل سيفه في وجه كل من يدافع على هذه الخصوصية ويتمسك المرجعية والثوابت التي شكلت وجودنا وهويتنا عبر التاريخ.
الحملة ابتدأتها منابر معروف ولاؤها وتجندها لخدمة رؤية تغريبية تحاول اجتثاث هذا المغرب العظيم من عمقه الذي يشكل الإسلام وجوده وأساسه وهويته، وطلعت علينا عناوين تقطر حقدا على هؤلاء الخطباء الذين قاموا بواجبهم، وتصدوا لمهمة البلاغ على نهج النبوة، بالبيان المبين، والنصح الأمين، إلا أن كثيرا ممن قلوبهم تأبى الموعظة الحسنة والمجادلة بالتي أحسن، وعلى عادتهم في الافتراء والدسيسة وطريقتهم الفريدة في الدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير، نصبوا على عادتهم المشانق لهؤلاء الأئمة، وعاثوا شيطنة وتحريضا ضدهم، فطالعتنا عناوين موغلة في التحريض والدسيسة و “التشكامت” والسعي بالضغينة، لإسكات هؤلاء الأئمة وترهيبهم والنيل منهم، ومصادرة حقهم في إبداء الرأي وواجبهم في الصدع بالحق.
هذه الحملة التي ابتدأت من منابر تتكلم نفس اللغة وتلغ من نفس المحبرة التي تقطر حقدا وضغينة، تلقفتها أطراف سياسية، تركت كل مشاكل المغرب جانبا، وانبرت تسأل الحكومة عن إجراءات إسكات هؤلاء الخطباء والأئمة، ومصادرة حقهم في الكلام، وكأن هذا المغرب العظيم بين عشية وضحاها قد تحول بدون أن ندري إلى دولة شمولية لا مكان فيها إلا للصوت الواحد والرأي الأوحد، وماعداه فتطالب هذه الفئة بالحجر عليه ومنعه؟
فهل نسي هؤلاء ومن على شاكلتهم، أن هذا البلد ومجاله الديني محمي بــ” الجناح الخفيض الرحيم لإمارة المؤمنين”، وأن لا مجال لمكائدهم ودسائسهم التي تتخفى في لبوس النصيحة، فإن للبيت ربا يحميه.
أم يظن هؤلاء أنفسهم قادرين على الاستدراك على مؤسسة إمارة المؤمنين وتدبيرها للمجال الديني بالحكمة المعهودة والكياسة المشهودة، فإن كان كذلك فليخرجوا من جحور جبنهم، وليقولوها بالصريح الفصيح وبالمباشر، أن مشكلتهم مع إمارة المؤمنين ومع الإسلام في هذا البلد الأمين؟
آنذاك سيتأكدون أنهم شرذمة قليلون، وسيلفظهم المغاربة بلا أسف ولا هم يحزنون، وسيبرأ منهم التاريخ والناس أجمعون، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.