ندوة وطنية في موضوع: “آفاق التعليم الأصيل الجديد بعد صدور القانون الإطار  51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي”

08 ديسمبر 2020 17:14

هوية بريس – حمزة شرعي

تحت شعار: “التعليم الأصيل مكون رئيس لكسب رهان الجودة وترسيخ النموذج المغربي في التربية على القيم”، نظم فريق التعليم الأصيل الجديد بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، بتنسيق وتعاون مع: الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق- وجدة، شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول – وجدة، والجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد لجهة الشرق- وجدة، ندوة وطنية تحت عنوان: “آفاق التعليم الأصيل الجديد بعد صدور القانون الإطار  51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي”

وعقت الندوة افتراضيا يوم الإثنين 9 ربيع الثاني 1442 / الموافق لـ23 نونبر 2020 ابتداء من الساعة الرابعة الربع مساء، وقد عرفت  حضور لا بأس للمهتمين بالموضوع (علماء تربويون – أساتذة جامعيون وباحثون أكاديميون – مكونون بالمراكز الجهوية لمهن التربوية والتكوين – مفتشون تربويون موزعون على المدن المغربية – أطر إدارية – مربيات التعليم الأولي – رؤساء جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ) تابعوا بإمعان مجريات هاته الندوة، وتفاعلوا مع قضاياها البحثية المثارة، كما أغنوا نقاش محاورها في ورشاتها الكبرى الأربع.

إن فريق التعليم الأصيل الجديد بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، من موقع مسؤوليته التربوية، ومن منطلق رؤيته الاستشرافية العلمية الواعدة التي تدفعه باستمرار إلى اقتراح النموذج البيداغوجي المأمول لمكون التعليم الأصيل الجديد، قد قرر بتنسيق مع شركائه السابق ذكرهم، تنظيم ندوة وطنية للنظر في آفاق التعليم الأصيل الجديد بعد صدور القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وذلك تحت شعار: “التعليم الأصيل مكون رئيس لكسب رهان الجودة وترسيخ النموذج المغربي في التربية على القيم”، وقد جاءت هذه التظاهرة التربوية الوطنية في سياق تنزيل برنامجه التعاقدي مع الوحدة المركزية لتكوين الأطر، في إطار مشاريع البحوث التربوية المدعمة لموسم: 2019 – 2020م.

فبعد إنهاء مرحلة تشخيص دقيق لواقع التعليم الأصيل الجديد في مناهجه وبرامجه وخططه وممارساته، استطاع فريق التعليم الأصيل الجديد الكشف عن مدى النجاح الذي تحقق من وراء حالة التعليم الأصيل الجديد، ولم يكن تشخيص ذلك الواقع من باب الترف العلمي أو الشغف المعرفي، وإنما من أجل أن يستفيد مكون التعليم الأصيل الجديد من كل الفرص والإمكانات التي  تجعل منه رقما فاعلا في المنظومة، على ضوء تفعيل أحكام القانون الإطار وأجرأتها، ليكون هذا المكون خادما للأهداف الوطنية، وللمقاصد والغايات النبيلة التي رسمت له، وذلك في إطار من التكامل والانفتاح والتجديد والتجدد، بما تضْمنُه مواد القانون الإطار من سعة وشمولية وتنويع في العرض التربوي، وبما تشتمل عليه الرؤية الاستراتيجية  2015 – 2030م من رافعات ومشاريع وافية ومستوعبة، دون إغفال لروح الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يعتبر وثيقة توجيهية ومرجعية ملهمة في الإصلاح.

وقد حددت لهذه الندوة الوطنية الأهداف التالية:

  1. مد جسور التواصل بين الهيئات الشريكة، وكافة الجهات المعنية بإرساء مكون التعليم الأصيل الجديد.
  2. رصد واقع مكون التعليم الأصيل في منظومة التربية والتكوين.
  3. تقاسم وجهات النظر لرسم معالم النموذج البيداغوجي المأمول للتعليم الأصيل الجديد.
  4. استشراف آفاق مكون التعليم الأصيل الجديد في ظل أجرأة القانون الإطار: 51.17.

أشغال هذه  الندوة الوطنية:

تأسس برنامج الندوة الوطنية للتعليم الأصيل الجديد على نوعين من الأشغال بغية تحقيق المقاصد والأهداف المرجوة من إقامة هاته الندوة؛ أما الأول: فقد تضمن أعمال جلسات الندوة من خلال تقديم أربع مداخلات بمشاركة أطر وطنية تربوية مبرزة. وأما الثاني: فقد تمثل في أشغال الورشات لتعميق النقاش في محاور المداخلات…

وعليه، يمكن عرض تفاصيل هاته الندوة الوطنية على النحو الآتي:

أولا: أعمال جلسات الندوة

الجلسة الافتتاحية من  16 h :15 min) إلى    (17 h :15 min

استهل جلسات الندوة مسيّر الجلسة الافتتاحية فضيلة الدكتور عبد اللطيف بوعبد اللوي (أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، ومحاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة) الذي رحّب بالسادة المشاركين، كما عمل طيلة أطوار جلسات الندوة على توزيع المداخلات بعناوينها على المشاركين مع تدبير زمنها…

وقد كانت الجلسة الافتتاحية فرصة للاستماع إلى كلمات الشركاء المساهمين في شخص كل من السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ألقاها بالنيابة السيد مسؤول قسم الشؤون التربوية، وكلمة السيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ألقاها بالنيابة عنه كذلك السيد مدير البحث العلمي والتربوي بالمركز الجهوي لمهن التربة والتكوين، والسيد رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – وجدة، وكلمة السيد رئيس الجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد لجهة الشرق –  وجدة.

الجلسة العلمية من  17 h:15 min) إلى (18 h:15 min.

تناولت الجلسة عدة قضايا بحثية همّت مكون التعليم الأصيل الجديد، وذلك من خلال مداخلات علمية عالجت تلكم القضايا بنفس تشريعي وبيداغوجي سديد من أجل تحقيق الأهداف المسطرة لهاته الندوة. وقد جاءت تلك المداخلات على النحو الآتي:

-المداخلة الأولى، قدمها سعادة الدكتور الحسن قايدة، أستاذ زائر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، ومنسق فريق التعليم الأصيل الجديد بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق، وقد جاءت تحت عنوان: “مكون التعليم الأصيل الجديد بين الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والقانون الإطار: 51.17 ».

-المداخلة الثانية، قدمها الدكتور امحمد الينبعي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، وكان عنوانها: “إجراءات تشريعية لتنظيم مكون التعليم الأصيل الجديد، وهيكلته جهويا ومحليا”.

-المداخلة الثالثة، ألقتها الدكتورة زاهية أفلاي، مكونة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، وعضو فريق التعليم الأصيل الجديد بنفس المركز، وقد جاءت بعنوان: “التعليم الأولي مدخل للتعليم الأصيل في ترسيخ الهوية، وتعزيز قيم المواطنة”.

-المداخلة الرابعة، ألقاها الدكتور هواري فرعون، مفتش تربوي للتعليم الابتدائي، وعضو فريق البحث الخاص بالتعليم الأصيل الجديد بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق، وقد كانت تحت عنوان: “التجديد البيداغوجي لمكون التعليم الأصيل الجديد: أيّة استراتيجية في ظل القانون الإطار 51.17؟”.

ثانيا: أشغال الورشات: (من 18 h:15 min إلى (20 h:15 min.

ولتعميق النقاش في محاور المداخلات الأربع، تم اعتماد أربع ورشات، كانت كالتالي:

-الورشة الأولى، بعنوان: “التعليم الأولي مدخل للإنصاف وتكافؤ الفرص”.

-الورشة الثانية، بعنوان: “التجديد البيداغوجي ورسم النموذج التربوي المنشود”.

-الورشة الثالثة، بعنوان: “حكامة تدبير الموارد البشرية”.

-الورشة الرابعة، بعنوان: “الحكامة في هيكلة البنيات التدبيرية”.

وقد أغنى نقاش محاور هاته التظاهرة الوطنية في ورشاتها الأربع ما يزيد عن خمسين مشاركا من عدة مدن مغربية؛ من مدرسين، ومفتشين، وأساتذة التعليم العالي، وأطر إدارية، ومربيات التعليم الأولي، ورؤساء جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ.

وقد أسفرت هاته الندوة عن التوصيات التالية:

1-توطين مكون التعليم الأصيل في تجديد البنيات التدبيرية الجهوية والمحلية للمنظومة بما يلائم مهامها الجديدة على أساس مبادئ التكامل في الوظائف والتناسق في المهام، كما هو منصوص عليه في المادة: 40 من القانون الإطار 51.17.

2-هيكلة التعليم الأصيل ضمن بنية أسلاك التعليم المدرسي من التعليم الأولي إلى نهاية التعليم الثانوي التأهيلي، باعتباره أحد مكونات منظومة التربية والتكوين، كما نصت على ذلك المادة: 7 من القانون الإطار 51.17.

3-مراعاة خصوصيات مكون التعليم الأصيل في تمثيلية اللجنة الدائمة التي تعنى بالتجديد والملاءمة للمناهج والبرامج والتكوينات، وخاصة في إعداد الإطار المرجعي للمنهاج والدلائل المرجعية للبرامج والتكوينات، وفق المبادئ، والقواعد والآليات المرعية في ذلك، كما هو منصوص عليه في المادة: 28 من القانون الإطار 51.17.

4-إحداث مجموعة عمل متخصصة في التعليم الأصيل لدى اللجنة الدائمة المعنية بتجديد المناهج والبرامج وملاءمتها، كما هو منصوص عليه في المادة: 29 من القانون الإطار 17-51.

5-إرساء التعليم الأولي الأصيل ضمن التعليم المدرسي، باعتباره منطلقا ممهدا لمكون التعليم الأصيل، وضامنا لمعايير الجودة والاستمرارية والفعالية لهذا المكون، وسبيلا لخدمة أهداف المنظومة التربوية وغايتها بأساليب متنوعة، كما نصت على ذلك الرؤية الاستراتيجية في “الرافعة الثانية: إلزامية التعليم الأولي وتعميمه”، من المادة 9. وذلك تفعيلا للمواد: 3 و4 و8 من القانون الإطار 51.17.

6-الأخذ بعين الاعتبار حاجيات أطر التعليم الأصيل من هيئتي التدريس والـتفتيش.. في استراتيجية التكوين الأساس والتكوين المستمر المعتمدة في التربية والتكوين، تفعيلا لمنطوق المادة: 38 من القانون الإطار 17.51 التي تنص على اعتبار التكوين الأساس شرطا لازما لولوج مهن التربية والتكوين والبحث العلمي، وكذا منطوق المادة: 39 التي توصي بتأهيل قدرات الأطر العاملة والرفع من أدائهم وكفاءاتهم المهنية وفق المستجدات التربوية والبيداغوجية والعلمية والتكنولوجية المرتبطة بصنف التعليم الأصيل.

7-رفع تقرير عن نتائج الندوة إلى المصالح المركزية، والجهات المعنية بشأن التعليم الأصيل.

8-طبع أعمال الندوة للاستفادة من العروض التأطيرية ومخرجات الورشات.

ومن هنا، فإن منظومتنا التربوية المغربية تعرف حركة علمية متقدمة، كان لا بد معها لمكون التعليم الأصيل أن يواكب تلكم الحركة العلمية بمناهج وآليات جديدة، تمكن طالبيه من العيش في القرن الواحد والعشرين وهم مسلحون بلغة العصر الجديد، وبمفاهيمه وآلياته، وهذا هو المقصد الذي تروم هاته التظاهرة الوطنية ومثيلاتها في ربوع المملكة تحقيقه. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. حفظ الله أستاذنا حمزة الشرعي الباحث الشرعي المتميز على هذا التقرير المفيد، دمتم ملخصين للبحث العلمي والأكاديمي

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M