نعم العلماء ليسوا “شرطة فيسبوك”.. لكن..!

26 مايو 2020 18:47
د.بنكيران يكتب: حادثة "فقيه بادية طنجة".. مقرئ القرآن وتهمة الاغتصاب

هوية بريس – د.رشيد بنكيران

كنت كتبت تدوينة أشحذ بها همة الأوصياء الرسميين على المذهب المالكي بالمغرب وأطالبهم بالدفاع عن أصل أصول المذهب المالكي، بل أصل الدين، وهو مقام النبي عليه الصلاة والسلام، فعلق علي أحدهم على صفحتي، لا أدري من هو بقوله: العلماء ليسوا شرطة الفيسبوك.

قلت: وهذه مغالطة ومعاندة قد تصل بصاحبها إلى ما لا يحمد عقباه، نسأل العفو والعافية، ذلك:

– أن العلماء بحق أو العلماء الربانيين يحرصون أن يكونوا مشاركين في واقعهم، قريبين من هموم الناس وحاجياتهم، يبحثون عن الناس، أفرادا وجماعات فيدعونهم إلى الهدى والرشاد كما هي وظيفة الأنبياء، والناس اليوم يجمعهم هذا الفضاء الأزرق (الفايسبوك) أكثر من غيره، ولهذا فحضور العلماء في هذا الفضاء ومشاركتهم فيه اقتضاها الواقع، فهي ضرورة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

– أن العلماء حيثما رحلوا وارتحلوا، ووجدوا وحضروا وإن كانوا في هذا الفضاء الأزرق، فهم يمثلون لسان الشرع، ووجودهم وحضورهم ليس كباقي الناس، فينصحون عند مقام النصيحة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فإذا رأوا خيرا أثنوا عليه وشكروا من قام به ليكون قدوة لغيره في الخير، وإذا رأوا منكرا رفعوا صوتهم بالحق والحكمة، وناد بعضهم بعضا، طلبا للمؤازرة والعون ليزيلوا ذلك المنكر.

– أن العلماء إذا حضروا ورأوا المنكر أو وصل إلى علمهم أو سمعهم كما يقع كثيرا في هذا الفضاء الأزرق لا يجوز لهم السكوت، وخصوصا حينما يكون المنكر يتعلق بمقام سيد الخلق أو بأصل الدين، فحينئذ السكوت عن الحق شيطان أخرس، نعوذ بالله أن نتبع خطوات الشيطان.

– أن العلماء إذا رأوا الاستهزاء بأركان الدين، ومنه مقام النبي عليه الصلاة والسلام يروج في هذه الفضاءات، يخافون من أن يتسرب للشباب عدم تعظيم نبيهم وتوقيره، فإن النفس اذا سمعت وشاهدت في محيطها من يتنقص من أصل من أصول الدين أو مقدس لديها، وتكرر هذا السلوك أمامها خف عندها التعظيم المطلوب والواجب في حق ذلك المقدس.

– أن العلماء بحق والعلماء الربانيين يعلمون أن الأحكام الشرعية تلزمهم وتلزم كل مكلف بحسبه، ولو في هذا الفضاء الأزرق (الفايسبوك)، هل يظن عاقل فضلا عن عالم أنه لا رقيب ولا حسيب عما يخطه المكلف في هذا الفضاء، أو عما يسكت عنه من منكر في هذا الفضاء إذا وصل إلى علمه!!؟ هل يظن عاقل فضلا عن عالم أن قوله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” لا يشمل ما يراه المكلف فضلا عن عالم في هذا الفضاء !!؟

ثم بعد كل هذه الحقائق الشرعية والواجبات العينية أو الكفائية يأتي آت ويقول: العلماء ليسوا شرطة الفايسبوك!!؟

وما هو الفايسبوك ؟ أو الفضاء الأزرق؟ هل استثناه الشرع من أحكامه!!؟

أليس الفايسبوك مكان إلقاء الأفكار ونشر المعتقدات والدعوة إلى الأخلاق والقيم، فكيف نريد من العلماء ألا يقوموا بواجبهم!!؟

أليس من مهمة العلماء الحسبة في ما يتعلق بالدين، أليس العلماء حراس الشريعة!!؟

أليس هم شرطة في ذلك فأي من مكان أو فضاء وجدوا فيه!؟

أخشى ما أخشاه أن تكون هذه العبارة هي بوادر الدعوة إلى الإرجاء وإقصاء العمل من مفهوم الإيمان.

أخشى ما أخشاه أن تكون هذه العبارة هي دعوة إلى علمانية باسم الدين، وللأسف أن تلصق بالسادة المالكية، والمالكية بحق منها براء.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M