هل كان الملك الراحل محمد الخامس -رحمه الله- سلفيا؟!
هوية بريس – متابعة
الجمعة 12 فبراير 2016
قال الإمام تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى:
«إن الإمام محمدا الخامس كان سلفيا، ليس عنده حجة إلا في كتاب الله وسنة رسوله، وكان لا يرد ولا يصدر إلا عن استشارة العلماء السلفيين كالإمام الحجة، خاتمة المحققين، بقية السلف، وعمدة الخلف أبي شعيب الدكالي، والإمام الحجة، بحر العلوم، منطوقها والمفهوم، سيف الله المسلول، على أهل البدع والغلول أبو مصطفى محمد بن العربي العلوي الحسني رحمهم الله رحمة واسعة»(1).
وأزيد منقبة عظيمة لهذا السلطان رحمه الله وهي انتصاره لمذهب السلف في «العلو والاستواء» إذ طرد كبير الجهمية من المسجد الأعظم بفاس الذي نفاهما، ونصر الإمام عبد الرحمن النتيفي الذي أثبتهما.
قال الإمام النتيفي رحمه الله تعالى:
«أبى الملك الكبير، واللطيف الخبير إلا أن يحق الحق ويبطل الباطل، فأيد سلطاننا ونوّر ذهنه وفكره حتى ميز بين الحق فأيده وأحبه وبين الباطل فأدمغه وأرداه فكان جزاء أعمال أولئك المبطلين من مالك العوالم ثم من مالك المغرب بالحرمان، وانعكست عليهم القاضية وكانت مقاصدهم السيئة في جانبنا حسنات حيث تسببوا لنا بذلك في قرب من السلطان وصِلاته وسماع الدروس منا المرة بعد المرة، وإعجابه بذلك وذكره للخاصة والعامة وطرد الذي تولى كبر الفتنة (يقصد نفي العلو والاستواء) من المسجد الأعظم»(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أئمة الدولة العلوية، وتمسكهم بكتاب الله وبيان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ (مقالات مجلة دعوة الحق).
(2) نظر الأكياس في الرد على جهمية البيضاء وفاس.