واقع الاعتساف ودافع التفريط عند مريد التراويح

07 أبريل 2022 11:42

هوية بريس – محمد بوقنطار

ليست صلاة التراويح بدعة، إلا من جهة اللغة كما ورد على لسان عمر الفاروق رضي الله عنه، وكيف تكون بدعة من جهة الشرع، وقد جاء فيه ما يفيد على وجه الصحة أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع لها الأصحاب لثلاث ليال، ثم تأخر وقال: “إني خشيت أن تفرض عليكم” وخشيته وخوفه هاهنا إنما هما وحي له من الله، إذ خشيته وخوفه إذا كانا من صميم بشريته فلا مدخل لهما بأي اعتبار في تعطيل مشروع فريضة، أو في معارضة إرادة ربانية ومشيئة إلهية، والوحي يومها لم ينقطع خبره، والتشريع جار يتنزل من الله لرسوله على مكث وبأسباب…

إن ملحظ الاعتساف لا الابتداع كائن في توقيع هذه السنة العمرية من جانب ما نراه أو صرنا نراه، حيث يهدر المريد فرضية شهوده مشهد الجماعة في الكثير من الصلوات المكتوبات وأعني بها صلوات الظهر والعصر والمغرب، ثم تجده حفيا بتوقيع صلاة العشاء لمرهونيتها في غير انفكاك بسنة التراويح ليس إلا وهذا على الجل لا الكل، مع ما بين الفريضة والسنة في هذا المقام من فروق عظيمة الجزاء ثقيلة الإجزاء.

وإنما من شروخ التفريط أيضا أن ترى سدنة المساجد العاكفين على تدبير شأنها يقدمون لفريضة العشاء الإمام الراتب الطاعن في السن، فيلحن وينشز في عنت تضيق بتلاوته الصدور ويهجر تجاويفها الاستبشار والحبور، وكأني بالجميع يقف على مضض يكابد الركعات الأربع يريد لسان حاله أن ينطق في ثورة وتمرد قائلا:”أرحنا منها، أرحنا منها…” عسى أن نتذوق من القابل المستشرف معاني “أرحنا بها، أرحنا بها…” فنتمايل وتتراقص دواخلنا على منغوم الآيات التي انتقينا لها المشفع المتقن الضابط ذا الصوت الجهوري والتلاوة التي تخضع لسلطان متلو حرفها الأفئدة والآذان المستمعة المنصتة الخاشعة في غير نفور ولا نصب…

نسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن ينبهنا إلى عيوبنا، ويصرف عنا عاديات هذه الاختلالات إنه ولي ذلك و القادر عليه آمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M