لقاء طالبة بالفقيه العوني الزاوية رحمه الله وأسكنه الفردوس

08 يوليو 2023 19:04

هوية بريس – متابعة

توفي اليوم الفقيه العوني الزاوية بعد مسيرة طويلة من العطاء العلمي وتخريج المئات بل الآلاف من حفظة القرآن الكريم.

الفقيه العوني رحمه الله كان عضوا بالمجلس المحلي لعمالة تمارة الصخيرات، كما كان أستاذا بمعهد محمد السادس للأئمة والمرشدين.

قبل ثلاثة أيام كتبت طالبته مليكة.أ، في حسابها على فيسبوك: “دعواتكم مع شيخنا الفقيه “العوني الزاوية” فهو في الإنعاش حاليا..

والله لا أنسى لقائي به أول مرة حين كان في اللجنة التي سأجتاز عندها امتحان القرآن في مباراة الإرشاد..

الكُلّ يخاف منه نظرا لِتَمَكّنه من كتاب الله (رسما، وضبطا)، ولا يقبل أي خطأ فيه مهما كان..

حين علِمتُ أنه في اللجنة رقم 1 والتي سأدخل إليها، رأيتُ الخوف في وجوه مَن حولي، وبقيت أُرَدّد مع نفسي (جيتي بالقرآن وهذا يكفي فاثبُتي).

حين دخلتُ عنده ما رأيتُ منه إلا الوَجه البَشوش والكلمة الطيبة، رَحَّب بي أَشَد ترحيب وطلب مني الجلوس، وبدأ يسألني عن حفظي ومتى حفظت.. فأخبَرته أنني أوَدّ الاجتياز في نصف القرآن فقط!

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏دراسة‏‏
فقال لي: “وهذا المطلووب في النساء”.

فكان الاختبار مُختلفا عما يكون عادة، فقد اختبرني في جميع الآيات التي تبدأ بـ”و ما كان ” في النصف الأول من القرآن..

يبدأ لي بقوله تعالى: “وما كان لِمُومِنٍ” أسترسِل في قراءة بضع آيات ثم يوقِفني بقوله: “وماكان الله مُعَذّبَهم” ثم “وما كان استِغفار إبراهيم”…

وهكذا حتى أحسستُ بالتعب الذهني فقال لي: “باااراكا عليك أبنتي، دابا بغيتك تشرحي ليا غير واحد القاعِدة نحوية فواحد الآية ضاراني فراسي (وهذا أسلوبه شافاه الله وعافاه).

فلما رأى تعَبي بدأ بتلطيف الجوّ وبدأ يسألني عن أصلي إن كنت أمازيغية (بدَا له من طريقة كلامي كأنني أمازيغية).

حين انتهَت المقابلة قال لي “تبارك الله عليك أبنتي الله يفتح عليك”.

وتشرفتُ بدراستي بين يديه في المعهد مادة المنطق وسَرد “السُّلّم المُنَورَق” مع شرحه..

كل الكلام الذي يُقال في حقه أنه صَعب وشديد في الاختبارات تلاشى أمامي صراحة.. لأنه يُحب المُتمَكّن من حفظ القرآن، المتواضع أمامه لا الذي يريد الظهور كأنه عالِم وهو طالب!

يُحب الذي يُحِب كلام الله ويظهر ذلك في سَمتِه وكلامه وجلوسه ومِشيَته..

فإن لم يكن لك من القرآن هاته الأخلاق فلا حِفظ لك.

ووالله لا خوف على صاحب القرآن..

حفظه الله وشافاه وعافاه.. وجعل القرآن نورا له من بين يديه ومن خلفه”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M