من عجائب هذا الزمان: حمامة تسبح!!!

08 أغسطس 2015 21:57
من عجائب هذا الزمان: حمامة تسبح!!!

من عجائب هذا الزمان: حمامة تسبح!!!

بوجمعة الهواري

هوية بريس – السبت 08 غشت 2015

نعم حمامة تسبح ولا تطير، ويبدو أن عصر النوادر والطرائف قد انبعث والتفكه سيزداد وستصيبنا حمى الضحك وسنسعد بألوان البهلوان.

حمام فقد “رشده” ومن فرط ما حك فروة رأسه فقد ريشه ولا يطير، ومن فرط جرأته ووقاحته أصبح يتعلم السباحة في المياه الآسنة العكرة وهو عاقد العزم أن يصبح من الأبطال في السباحة ضد التيار.

وأين يوجد هذا الحمام العجيب المثير للشفقة، الجواب لا يخفى عن العقلاء ويعرفه حتى المجانين. إنه قابع في عشه المهترئ داخل إحدى البنايات الإدارية بجوار حي الشهداء وبمقابل ملعب الأبطال، ينتظر بضع برتقالات أو سندويشات يجود بها ولي نعمته أبو النجمات. ولا تستغربوا فهذا الحمام يأكل البرتقال والسندويش وكذلك الأسماك المربى (وسنوافيكم بتفاصيل هذه النوادر لاحقا ضمن سلسلتنا هذه من “حكايات حمامة تسبح”).

فمنذ أن وليت هذه الحمامة تدبير شؤون العباد، انتشرت الفوضى وتسلطت الدواب على شوارع “الإيالة”، ولا عجب أن ينتصر الحيوان مادامت عقلية الغاب هي المتحكمة، والمثير أن كل دابة يؤدى عليها الخراج، وكل راغب في الصيد داخل الإيالة عليه أداء مكس سمين يتكلف بجمعه الجنود، الذي أصبح أحدهم معروفا بجولاته السياحية عند الميسورين ويحوم بسيارته “لوكان” الجميلة ويبتسم وراء نظارته فرحا بالغنيمة من صناديق الليمون وعلب السردين، والباقي يتكلف به المساعد المختار من بين أقرانه بسيارة BMW المرابطة طيلة اليوم أمام وحدات صناعية معروفة بالحي الصناعي، ولا تستغربوا فمساعدو حمامتنا العجيبة يتباهون بسياراتهم التي يفوق ثمنها مجموع راتبهم ولو اشتغلوا الدهر كله، ألم أقل لكم إن عصر النوادر قد انبعث وحضر.

أما حمامتنا فقد أتت مؤخرا بأعجوبة فوق العجب تنضاف إلى عجائبها السابقة والتي سترد في فصول حكايتنا لاحقا، فقد بلغها خبر عزم مواطنين تأسيس ودادية تدافع عنهم وتمثلهم بكل ما يسمح به القانون دون زيادة أو نقصان.

فانتفضت الحمامة واهتزت، حاولت أن تطير واكتشفت أن لا ريش لها، فأرغدت وأزبدت، وسقط دبوس سروالها وانكشفت عورتها. وانطلقت صراخا وعويلا “لن تؤسس هذه الودادية إلا بعد موتي، سأريهم وأنا خير العارفين، فالسياسة مهنتي الأولى والإدارة لأكل الليمون والسردين”.

نقرت الحمامة الناقوس، حضر العبد المطيع الحسن، أنشر وبلغ الادعاءات والشبكات ونادي على حبيبي وملهمي ذي الكساء الأبيض والقرن الوحيد، نادي على الفرس الحريش: الودادية من صنع السياسة ولتتظاهروا ولتستنكروا ومني لكم الرأي والاستدلال، والعهد بيننا، أنا واحد منكم ولست من غيركم.

وفجأة ظهر المقال والبيان، وانفضح لعب الحمام، واتسخت أنامله. فهل يعقل يا حمامة الوحل والمستنقع أن ترفض القانون للبعض وتسمح بمخالفته للبعض الآخر، فكم من جمعية تسلمت أوراقها دون أي احترام للمساطر، بل نظرت وساهمت في تأسيس جمعية “غابوية” تعنى بالبيئة وااااااحسرتاه بدون احترام ولو بند من القانون، بل العجيب أن الحمامة تسلمت ملفها هي لم تقم بعد بانتخاب أعضائها واكتفى الحضور بالوليمة التي حظيت الحمامة بنصيب منها، أم أن حي أيت أوجرار لا ينتج الليمون ولا يعلب السردين ولا يبيع سمك الشواية الذي أكثرت من تناوله وغير من هرموناتك الطبيعية.

فارجع إلى صوابك أيها الحمام والتزم الحياد في عملك ولا تحاول السباحة ولا التغريد، ولا تثق بأبو النجمات وكل من يسبح في فلكك، فبعد شهر ستجف البركة وتعلق رجلاك في الوحل المقزز وأنت ضعيف وعضمك وهن من فرط الخمول.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M