12 لصا، احذر أن يَسرقُوك رمضانك وقربك؟

24 مارس 2024 13:26
صوتك أمانة، قناعة أم بضاعة؟

هوية بريس – رشيد وجري

المسلم لبيب وأريب يستغل الأوقات الفاضلة في الأعمال الجليلة والمفيدة، له عقلية الكيس كعقلية التاجر الفطن الحاذق يعرف قيمة المناسبات والبضاعة التي تناسبها وتحقق ربحا أكبر، ولا شك أن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان من الأوقات النفيسة الزكية والمناسبات الغالية التي رغب فيها الحق سبحانه تعالى ودعانا لحسن استثمارها واستغلالها في العبادات والطاعات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى …

وانظر إلى العقلاء من السلف الصالح وحالهم أثناء استقبال رمضان، كيف كانوا يفرحون بقدومه، ويبتهجون بحلوله؟. قال ابن رجب – رحمه الله -:”كيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يُغَلُّ فيه الشيطان، من أين يشبه هذا الزمانَ زمان؟” ;;  قال مُعَلَّى بن الفضل: “كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم”.  وكان يحيى بن أبي كثير يقول:” اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا”. بلى هذا حال السلف الصالح، لكن حال الخلف من أهل الغواية والمعصية غير ذلك تماما فهم يريدون أن يحولوا شهر رمضان إلى معترك وسباق في أحدث المسلسلات التافهة والبرامج والمسابقات الواهية، يريدون أن يجعلوا منه فرصة للاستهلاك أكثر والإسراف أكثر والسهر أكثر والبعد عن الله أكثر ,والتسلية أكثر وهلم جرا …  قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 27] ¸وإليكم أيها الفضلاء مجمل لصوص هذا الشهر الكريم فهي إما لصوص ذاتية وأخرى خارجية يجب الحذر منها وتجنبها أو إبعادها حتى يحسن بنا استغلال هذا الشهر الفضيل أحسن استغلال ونستفيد من نفحاته وخيرته أفضل استفادة, بلى إنها لصوص تسرق منا الأجر والثواب خفية أوجهرا وقد تسرق منا الأوقات الثمينة التي هي عمرنا وحياتنا كما أنها محل العبادات والطاعات والقربات، منهم من يأتينا ونحن في العبادة فيأخذ منا أجرها أو بعضه، ومنهم من يأخذ منا أوقاتنا فلا نصرفها في العبادة أصلا.. ومنهم من ينبع من ذواتنا ويحتاج منا دوما إلى تهذيب وتجديد ليكون القصد لوجه الله سبحانه وتعالى , ومن هذه اللصوص:

  1. الرياء وفساد القصد والنية:

وهو لص ذاتي خطير يفرغ عبادة الصيام والقيام وغيرها لدينا من محتواها فيحولها إلى طقس فارغ لا يقرب من المولى ولا يرقى بنا إلى أعلى بل يجعل ما نفعله هباء منثورا عياذا بالله تعالى … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ) صحيح

  1. جهاز التليفزيون:

يفسد على الناس صيامهم وينقص من أجرهم بسبب مسلسلاته التافهة المسلسٍلة وبرامجه الضارة المضللة وإهداره لأوقاتنا فيما لايعود علينا بالنفع غالبا …

  1. الأسواق وأماكن التسوق:

فيها إهدار المال والوقت والجهد فالحذر الحذر من هذه الأماكن والحذر الحذر من شراء فوق ما نحتاج وتبذير المال والوقت والجهد في وقت فاضل كان علينا استغلاله فيما يفيدنا وينفعنا ويقربنا من مرضاة الله سبحانه …

  1. السهر :

يسرق أغلى وأنفس الأوقات في أيام وليالي رمضان المعدودات ويحرم المسلم من القيام والتهجد وقراءة القرآن الكريم والاستغفار وغيرها من العبادات التي تتضاعف فيها الأجور و الثواب ..

  1. المطبخ:

خاصة عند النساء اللواتي يقضين أوقات طويلة في إعداد الوجبات المتعددة والمتنوعة وقد تكون فائضة عن الحاجة وفيها اسراف وتبذير وربما ضررا على الصحة، أما عن إعداد ما يلزم من الوجبات الضرورية فهو قرب إلى الله تعالى ولمن تسهر على إعداده أجر عظيم كأجر العبادات والطاعات نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع …

  1. الهاتف :

وهو سارق بارع خطف ويخطف منا أوقات كثيرة سواء في المكالمات الطويلة وما فيها من الغيبة والنميمة والثرثرة ولغو الكلام وغيرها من النظر إلى الصور والفيديوهات غير المفيدة وهلم جرا …

  1. البخل والاقتار:

وهو خصلة ذميمة خاصة في رمضان باعتباره مناسبة غالية وثمينة من الواجب أن تستغل في العبادات والقربات، والصدقة تقيك أيها المسلم من النار خاصة في شهر العطاء الشهر الذي يكون فيه النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون، روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسَلة” صحيح

  1. رفقاء السوء: الصاحب ساحب إما إلى الخير وإما إلى الشر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : )المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ) رواه الترمذي, فيحرص كل واحد منا على الرفقة الصالحة …
  2. المجالس الخالية من ذكر الله تعالى: وهي مضيعة للوقت ومجلبة للحسرة والترة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً. فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ. رواه الترمذي في “السنن”
  3. النوم الكثير:

وهو مضيعة للوقت في وقت فاضل كشهر رمضان , فقد كره أهل العلم كثرة النوم عامة وفي شهر رمضان خاصة؛ لأنه دليل على الكسل والخمول واللامبالاة، وفيه تضييع الأوقات وفوات الطاعات، وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مدارج السالكين خمس مفسدات للقلب فذكر منها: الْمُفْسِدُ الْخَامِسُ: كَثْرَةُ النَّوْمِ. فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيُثَقِّلُ الْبَدَنَ، وَيُضِيعُ الْوَقْتَ، وَيُورِثُ كَثْرَةَ الْغَفْلَةِ وَالْكَسَلِ، وَمِنْهُ الْمَكْرُوهُ جِدًّا، وَمِنْهُ الضَّارُّ غَيْرُ النَّافِعِ لِلْبَدَنِ، وَأَنْفَعُ النَّوْمِ مَا كَانَ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَاجَّةِ. انتهى.

  1. اللسان المنفلت: اللسان عضو صغير جِرمه كبير جُرمه، إلا أن يكون في قول الخير وذكر الله سبحانه، قال الله تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) سورة ق , فالحذر الحذر من آفات اللسان الكثيرة والمتعددة والتي تهدم في دقائق ما بنته سنين وأعوام ..
  2. وسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها

أما هذه الوسائل التي انتشرت في زمننا كالنار في الهشيم فأضررها كثيرة ومتعددة كنشر الشائعات والادمان وانخفاض الإنتاجية واخراق الخصوصية وغيرها من السلبيات كلها على حساب أوقات الطاعات والقربات في شهر زكاه الله تعالى بنزول القرآن فيه ومضاعفة الأجر والثواب وتصفيد الشياطين والفوز بالجنان …

وفي الختام إننا لا ندعي أننا جمعنا كل اللصوص التي يمكنها أن تسرق صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا في هذا الشهر الفضيل لكن هذه أشهرها وأكثرها انتشارا وهي كذلك ما تيسر جمعه الآن، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه وحسن استغلاله في الطاعات والعبادات ايمانا واحتسابا.. آمين.. والحمد لله رب العالمين

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M