الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية: من أين؟ لماذا؟ وإلى أين؟ (ح4)

05 نوفمبر 2015 14:48
الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية: من أين؟ لماذا؟ وإلى أين؟ (ح5)

الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية: من أين؟ لماذا؟ وإلى أين؟ (ح4)

ذ. عبد اللطيف الخيالي

هوية بريس – الخميس 05 نونبر 2015

– القمر كان مشتعلا ثم انطفأ

اكتشف العلم الحديث أن القمر كان مشتعلا في القديم ثم محي ضوؤه وانطفأ، وهذا السر لم يعرف إلا قريبا، بعد أن تيسرت الآلات للباحثين…

قال تعالى: “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا“. [الإسراء:12].

وقد ورد هذا الكشف العلمي على لسان حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث قال: “كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، والقمر آية الليل والشمس آية النهار فمحونا آية الليل، السواد الذي في القمر”1.

المطلب الثالث: المركبة الفضائية “الأرض”

يقول الفيزيائي ستيفن هوكينغ: وتحتوي شمسنا على حوالي 2 بالمائة من هذه العناصر الثقيلة، لأنها نجم من الجيل الثاني أو الثالث، تكون منذ حوالي خمسة آلاف مليون سنة من سحابة غازات دوارة تحوي حطام مستعيرات عظمى سابقة. معظم الغازات في تلك السحابة دخل في تكوين الشمس، أو قذف بعيدا، ولكن مقدارا قليلا من العناصر الثقيلة، تجمع لتكوين الأجسام التي تدور حاليا حول الشمس، على شكل كواكب كالأرض”2.

الجدير بالذكر أن المجموعة الشمسية تضم إحدى عشر كوكبا! من بينها كوكب الأرض!

أصبح من المعلوم أن الأرض شبه كروية، نصف قطرها على مستوى خط الاستواء 6378 كلم، وعلى مستوى القطبين 6356.8 كلم، تتكون من نواة تضم مواد منصهرة نراها في البراكين -لعل في ذلك تذكرة لنا- هي أصل تكونها، يليها غلاف صخري يحميك من صعود هذه المواد، وهي الكوكب الوحيد الذي توجد عليه حياة، نظرا لوجود جاذبية مناسبة، إضافة إلى الضوء والماء والهواء…

 يحيط بالأرض غلاف جوي له دور رئيس في وجود الحياة عليها وهو يتكون من عدة طبقات من بينها:

– طبقة الأوزون التي تحمينا من الأشعة فوق البنفسجية.

– طبقة الإيونوسفير وهي تحمي كوكب الأرض من الأشعة الكونية المدمرة التي لو اخترقت غلافه الجوي -لا قدر الله- سيكون لذلك أخطار كبيرة على الكائنات الحية.

سبحان الله، القائل: “وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ[الطارق:11].

فلنتعرف على بعض الخصائص المكونة للأرض:

1- الماء: كيف تكون الماء على كوكب الأرض؟

تكون الغلاف الجوي للأرض من خلال صعود الغازات التي تقذفها البراكين ومن بينها بخار الماء (بنسبة 83 بالمئة تقريبا) الذي تكاثف وعاد إلى سطح الأرض، ثم تبخر من جديد؛ لأن درجة حرارتها كانت مرتفعة حيث إن جميع موادها منصهرة، ثم تكاثف مرة أخرى وعاد إلى سطحها، استمرت هذه العملية عدة سنوات حتى انخفضت درجة حرارة سطح الأرض فاستقر الماء عليه مكونا البحار والمحيطات…3.

يقول الحق سبحانه: “وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا، أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا[النازعات:30-31].

الآية تشير إلى أن مصدر الماء هو الأرض!

هل يمكن لإنسان معرفة هذه الحقيقة في القرن السابع الميلادي؟

لا ريب أنه وحي من الله عز وجل لعبده محمد صلى الله عليه وسلم.

2- دور الجبال في ثبات الأرض.

يقول سبحانه وتعالى: “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا[النبأ:6-7].

قال الزمخشري: “وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا” أي أرسيناها بالجبال كما يرسى البيت بالأوتاد4.

وقال القرطبي: “وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا” أي لتسكن ولا تتكفأ بأهلها.

جاء في كتاب الإعجاز العلمي في القرآن والسنة منهج التدريس الجامعي: عرفت الموسوعة البريطانية الجبل بأنه: كتلة من الأرض تبرز فوق ما يحيط بها، وهو أعلى من التل.

لم تكتشف هذه الحقيقة إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر عندما تقدم السير (جورج وليام) بنظرية مفادها أن القشرة الأرضية لا تمثل أساسا مناسبا للجبال التي تعلوها وافترض أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزءا طافيا على بحر من الصخور الكثيفة المرنة، وبالتالي لابد أن يكون للجبال جذور ممتدة داخل تلك المنطقة العالية الكثيفة، لضمان ثباتها واستقرارها.

وقد أصبحت نظرية (ايري) حقيقة ملموسة مع تقدم المعرفة بتركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات الزلزالية، فقد أصبح معلوما على وجه القطع أن للجبال جذورا مغروسة في الأعماق، يمكن أن تصل إلى ما يعادل 15 مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض، وأن للجبال دورا كبيرا في إيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية5.

صدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز: “وَأَلْقَى فِي الْأَرْض رَوَاسِي أَنْ تَمِيد بِكُمْ[النحل:15].

3- أدنى نقطة على سطح الأرض

يقول سبحانه وتعالى: “أَلم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ[الروم:1- 2].

كلمة (أدنى) لها عدة معاني من بينها أخفض، أسفل.

تذكر المراجع التاريخية وقوع معركة بين مملكتي فارس والإمبراطورية البيزنطية -وهي الجزء الشرقي من الامبراطورية الرومانية- في منطقة بين أذرعات وبصرى قرب البحر الميت. تظهر المصورات الجغرافية مستوى المنخفضات الأرضية في العالم أن أخفض منطقة على سطح الأرض هي تلك المنطقة بقرب البحر الميت في فلسطين حيث تنخفض عن سطح البحر بعمق 390 مترا وقد أكدت ذلك صور وقياسات الأقمار الاصطناعية6.

هل كان يملك محمد صلى الله عليه وسلم الأجهزة اللازمة التي تمكنه من الوصول إلى هذه الحقيقة؟

4 – من أين جاء الحديد إلى كوكب الأرض؟

يقول الحق سبحانه: “وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ[الحديد:24].

سميت السورة التي توجد بها هذه الآية سورة الحديد، ترى هل كان ذلك عبثا؟

لقد ظل وجود الحديد الذي يشكل أكثر من 35 بالمائة من كتلة الأرض لغزا محيرا للعلماء؛ لأنه لا يمكن أن يتكون في المجموعة الشمسية، حتى تم اكتشاف أنه جاء من خارجها.

قال البروفسور “آمسترونج” أحد مشاهير علم الفلك في أمريكا والذي يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا حين سألناه (الشيخ عبد المجيد الزنداني ومن معه)، كيف تكون الحديد؟ أجاب قائلا: سأحدثكم كيف تكونت كل العناصر على الأرض. بل لقد أقمت عددا من التجارب لإثبات ما أقوله لكم. إن العناصر المختلفة تجتمع فيها الجسيمات المختلفة من إلكترونات وبروتونات وغيرها، لكي تتحد هذه الجسيمات في ذرة كل عنصر تحتاج إلى طاقة، وعند حسابنا للطاقة اللازمة لتكوين ذرة الحديد وجدنا أن الطاقة الازمة يجب أن تكون كطاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، ولذلك يعتقد العلماء أن الحديد عنصر وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها).

وعند سؤاله متى اكتشف العلماء التجريبيون حقيقة إنزال الحديد إلى الأرض؟ قال: بأنها لم تعرف عند العلماء التجريبيين إلا في الربع الأخير من القرن العشرين، وإنه لم يشر أحد من العلماء المتخصصين والباحثين إلى شيء من ذلك، ولم تشر كتب العلم التجريبي إلى هذه الحقيقة قبل هذا التاريخ)7.

صدق الله العظيم -الذي يعلم أسرار ما في السماوات والأرض- القائل: “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[فصلت:53].

سبحانك ربي ما قدرناك حق قدرك، وما عبدناك حق عبادتك.

هل مازالت لديك أدنى ذرة شك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من رب العالمين، وأن هذا الكون وما فيه من مخلوقات عظيمة من خلق الله الواحد الأحد؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ص:308.

2- ستيفن هوكينغ، موجز في تاريخ الزمان، ص:144-145.

3- Science physique, 4e collection DURANDEAU HACHETTE, 1993, p : 10.

وانظر أيضا: مجلة الإعجاز العلمي، العدد السادس والعشرون، “والمرعى” بتصرف الكاتب.

4- الزمخشري، تفسير الكشاف، 30/1172. دار المعرفة بيروت، الطبعة الثالثة، 1430هـ/2009م.

5- أ.د. عبد الله بن عبد العزيز المصلح، د. عبد الجواد الصاوي، الإعجاز العلمي في القرآن والسنة منهج التدريس الجامعي، ص:189.

6- المرجع السابق، ص:190.

7- مجلة الإعجاز العلمي، عدد الثالث والعشرون “وأنزلنا الحديد”.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M