بعد الحجاب أردوغان يمهد لمنع الاختلاط

07 نوفمبر 2013 12:21

هوية بريس – مركز التأصيل

الخميس 07 نونبر 2013م

إذا وضع الإنسان المسلم لنفسه هدفا ساميا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتوافرت لديه النية الصادقة المخلصة في الوصول إلى ذلك الهدف المنشود، مع الأخذ بالأسباب والمسببات الأرضية كاملة، والتوكل بحصول النتائج والثمار على الله تعالى بعد ذلك، فإن النهاية ستكون حتما سعيدة ومرضية.

وهذا حقيقة ما حصل -حسب الظاهر ولا نزكي على الله أحدا- مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان في نقل تركيا من العلمانية إلى الإسلام تدريجيا، والعمل على إظهار شعائر الدين الحنيف وتنفيذ أحكام الشريعة، في بلد كان يعتبر معقلا للعلمانية ومحاربة الإسلام.

فقد بدأ الرجل أولا بنيل الثقة من شعبه من خلال إنجازاته الاقتصادية التي أذهلت العالم، ثم بدأ بعد ذلك بإعادة مظاهر الإسلام التي طمست عبر عقود من العلمانية، فأعاد السماح بلبس الحجاب في المؤسسات الحكومية جميعا -باستثناء القضاء والجيش والشرطة- كما يحاول الآن منع الاختلاط في سكن الطلاب.

فقد استنكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إقامة الطلاب من الجنسين -الذكور والإناث- في نفس السكن، ودعا إلى اتخاذ إجراءات سريعة بشأن هذا الأمر.

وقال أردوغان خلال اجتماع مغلق مع أعضاء حزب العدالة والتنمية: هذه التصرفات مخالفة لطبيعتنا المحافظة والديمقراطية، فنقص عدد المساكن الجامعية أدى إلى مثل هذه المشكلة.

وأكد أردوغان أن حكومته “ستراقب بطريقة أو بأخرى” هذه المسألة، وأنه أصدر تعليماته للحكومة بالتحقيق في هذه القضية، من دون تحديد ما إذا كان سيتم فصل الطلاب عن الطالبات في المساكن الجامعية المختلطة في تركيا والتي باتت أصلا نادرة.

ورغم أن نائب رئيس الوزراء قال: إن الحكومة لا تملك أي خطط حاليا بالنسبة للطلاب الذين يعيشون في مثل هذه المساكن وفقا لصحيفة حرييت التركية، إلا أن ما صرح به أردغان يعتبر تمهيدا للخطوة التي ينوي العمل عليها في سبيل إعادة العمل بالأحكام الشرعية الإسلامية التي تحرم الاختلاط، وإلغاء القواعد العلمانية التي تشجع على ذلك.

يشار إلى أن أردوغان يخوض معارك متعددة ضد العلمانية في تركيا، ويسعى لتعزيز القيم والشعائر الإسلامية ودعمها كقضية الحجاب، عن طريق التأكيد على المناخ الديموقراطي الذي تعيش في ظله تركيا تارة، أو عن طريق القيم الأصيلة التي تتركز في المجتمع التركي ومستمدة من تراثه تارة أخرى.

ومن المعلوم أن الاختلاط بين الجنسين في الإسلام محرم، وخاصة في مجال التعليم بين الطلاب والطالبات، حيث سن المراهقة وشدة احتدام الشهوة، وما يترتب على ذلك من مفاسد لا تخفى على عاقل، قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} (القصص:23)، فالآية تدل على أن ابنتا شعيب امتنعتا عن الاختلاط بالرجال، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (الأحزاب:53).

وقد تنبه حتى أعداء الإسلام من الغرب لمفاسد الاختلاط، فقد صدر قبل سنوات قرارٌ من الإدارة الأمريكية بناءً على أنَّ الإحصائيات أثبتت حصول الطلبة من الجنسين على درجات أعلى في المدارس غير المختلطة بمنح مدراء المدارس الحقّ في الفصل بين الجنسين.

وقالت وزيرة التربية الأمريكية “مارغريت سبيلنغ” يومها: إنّ القرار يأتي انسجاماً مع حق كلّ طلاب الولايات المتحدة في الحصول على تعليم جيّد من جهة، وحقّ الهيئات التعليميّة بامتلاك الوسائل التي تكفل تحقيق هذا الهدف من جهة أخرى.

كما لفت مراقبون تربويون إلى انتشار المدارس العامة التي تعتمد الفصل الجنسي بشكل كامل في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع عددها من أربعة عام 1998م إلى 228 في العام الحالي.

فإذا كان الشرق والغرب والعلمانيون وغيرهم قد تنبه لمفاسد الاختلاط وعمل على الحد من مفاسدها وأثرها السلبي على العملية التربوية، فإن البلاد العربية والإسلامية أولى بهذا بذلك، وأحكام الإسلام تنهى عن الاختلاط وتدعو إلى العفة والاحتشام.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M